يعتبر الصباح من دون قهوة أمر غير وارد لدى ملايين الناس، وأغلبهم يتناولونها بكثرة من دون مراعاة آثارها الجانبية، معتقدين أن تأثيرها لا يتعدىّ التسبب بقلة النوم. ولكن الواقع أن للقهوة آثارا على الناس الذين يتناولون أدوية معينة، إما عن طريق التقليل من مفعولها أو زيادته. فقد أظهرت دراسات عدّة أن عشرات الأدوية، ومنها الحبوب المضادة للاكتئاب، وأدوية الأوستروجين، والغدة الدرقية، وهشاشة العظام تتأثر كثيرا باستهلاك القهوة. وذكرت الدراسات أن دواء LEVOTHYROXINE مثلا، وهو دواء شائع لمعالجة الغدة الدرقية، ينخفض مفعوله بنسبة تتجاوز 50% إذا تناوله الشخص قبل أو بعد تناوله القهوة. وتبين كذلك أن القهوة تقلل من امتصاص الجسد لدواء Alendronate لترقق العظام بواقع 60%، وأنها تقلل من مستويات الأوستروجين وهورمونات أخرى عند النساء. ويبدو أن أدوية أخرى تزيد من مفعول القهوة ومشروبات تحوي كافيين؛ منها أدوية مضادة للاكتئاب، وبعض المضادات الحيوية، وحبوب تحديد النسل، فهي توقف عمل أنزيم يُعرف بCYP1A2 المسؤول عن استقلاب الكافيين، وهو ما يؤدي إلى بقاء القهوة في الجسد لساعات أطول من المعتاد.