في الشهر الكريم يتغير إيقاع الحياة ومنه يتغير النمط والسلوك الغذائي للصائمين عن بقية شهور السنة. وقد تتراوح عدد ساعات الصيام ما بين 11- 18 ساعة على حسب البلد - وما تبقى من الوقت بين الفطور والسحور غالباً يتم فيه تناول وجبتين أو أكثر وفي معظمها وجبات غنية بالسعرات الحرارية والبروتينات، لذا يتعين على المرضى الذين يريدون الصيام تعديل مواعيد أخذ الأدوية. ٭ المرضى الذين يأخذون الأدوية مرة واحدة مساءً، يأخذونها في شهر رمضان كالعادة مع مراعاة إن كانت على معدة خاوية أو مليئة. ٭ المرضى الذين يأخذون الادوية مرة واحدة صباحاً، فهنا يجب إستشارة الطبيب لتعديل الجرعة إلى الوقت المناسب لفترة الافطار، وذلك لأن بعض الأدوية يتأثر مفعولها العلاجي بتوقيت الجرعة سواء كان صباحاً أم مساءً. ٭ أما المرضى الذين يأخذون جرعات مقسمة متعددة في اليوم فعليهم مناقشة كيفية تعديل الجرعات وتوقيتها مع أطبائهم الخاصين، وذلك لأن لبعض الأدوية مفعولا علاجيا قصيرا وللآخر مفعولا طويلا. ٭ ولبعضها الآخر نافذة علاجية ضيقة وهي التي تمتاز بصغر الفجوة ما بين الجرعة العلاجية والجرعة السمية. ٭ كما لبعض الأدوية الأخرى قابلية تراكمية، حيث لا يتم طرحها وإخراجها بسرعها. ٭ وهناك أيضاً ما يسمى بالتأثير المتبادل بين الأدوية نفسها والأغذية، حيث إن بعض الأدوية يجب أن يؤخذ على معدة خاوية وبعضها مع الطعام. ٭ وقد يؤثر محتوى الدهون أو السكريات التي تحتويها معظم الأطباق الرمضانية على التوافر الحيوي لبعض الادوية ويقصد بالتوافر الحيوي (هو مقدار الدواء الفعلي الذي يدخل الدورة الدموية). لذا بصورة عامة المرضى الذين يأخذون جرعات مقسمة متعددة يجب عليهم أخذ كل تلك المؤثرات بعين الحسبان وعدم الإجتهاد بأنفسهم في طريقة وميقات أخذ الجرعات ويجب عليهم إستشارة أطبائهم المعالجين. توصيات خاصة لمرضى السكري: ٭ عدم تناول الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية (الدسمة) مثل البسبوسة والكنافة واللقيمات والعصائر المحلاة. ٭ تقليل التمارين الرياضية خلال النهار مع زيادتها بعد الإفطار . ٭ تأخير السحور حتى وقت قريب من الامساك. التأثير المتبادل بين الأغذية والأدوية يتعاظم الاهتمام بدور التأثير المتبادل بين الادوية والأغذية يوماً بعد يوم، وذلك للتزايد المطرد في عدد الأدوية المنتجة كل يوم وانتشارها الواسع. يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على الوضع الغذائي للانسان، وذلك بالتأثير سلباً أو إيجاباً على: ٭ إمتصاص - إستقلاب - إستخدام أو طرح المواد الغذائية من الجسم. إن تناول المواد الغذائية من مشروبات أو معادن أو فيتامينات يمكن أن يؤثر سلباً على امتصاص أو فعالية الأدوية، لذا فإن معرفة وفهم كيفية حدوث التأثير المتبادل بين الأدوية والأغذية يمكن أن يساعد في التقليل من تلك المؤثرات ويمكن أن يحدث التداخل والتأثير المتبادل بين الأدوية والأغذية على مستويات متعددة: 1- على مستوى إمتصاص الأدوية 2- على مستوى إستقلاب الأدوية 3- على مستوى إستخدام الأدوية أولاً: تأثير الأدوية على الأغذية: 1- على مستوى الامتصاص: الاستعمال الطويل لبعض المسهلات المحثة مثل (Dulcoalx-Bisawalyl) يزيد من سرعة مرور الغذاء وينقص أو يقلل من امتصاص الجلكوز والبروتين والصوديوم والبوتاسيوم. ٭ استعمال الزيوت المعدنية الملينة لفترات طويلة يقلل من امتصاص الفيتامينات الذائبة من الدهون فيتامين A وD و E وk والكالسيوم. ٭ استعمال المضادات الحيوية واسعة الطيف لفترات طويلة وبغير إستشارة طبية يقتل البكتيريا النافعة والموجودة بداخل الامعاء والتي تنتج أنواعا من الفيتامينات مثل فيتامين K والذي يسبب نقصه النزيف لمرضى التجلط. 2- تأثير الأدوية على الأغذية على مستوى الإستقلاب: مضادات التشنج مثل (Phenyhuin و Phenobarb ) تزيد من فعالية الانزيمات الكبدية والتي بدورها تسرع من عملية تكسير أو تحول فيتامين (د) ومعلوم أن نقص فيتامين (د) يسبب نقصاً في امتصاص الكالسيوم ونقص الكالسيوم يؤدي إلى هشاشة العظام. دواء الدرن lsoniazid ودواء الضغط Hyolrazier تزيد من فعالية بعض الانزيمات التي تحد أو تقلل من إنتاج فيتامين 6. 3 - تأثير الأدوية على الأغذية هلى مستوى طرح المواد الغذائية: مدرات البول Lasix فان تزيد من طرح عنصر +K ونقصه يسبب مشاكل صحية عدة خاصة بالنسبة لمرضى القلب والذين يتناولون دواء Dipox. ثانياً: تأثير الأغذية على الأدوية: إن تناول بعض المواد الغذائية والمشروبات قد يؤثر على حركية الدواء، وبالتالي تتأثر الإستجابة الدوائية تبعاً لذلك ولذا يجب إخبار المريض على نوعية الأكلات التي يجب أن يأكلها أو يتجنبها ويمكن تقسيم هذه التأثيرات على مستويات مختلفة: 1- تأثير الأغذية على مستوى امتصاص الدواء وتواجده: إن تناول بعض المأكولات والمشروبات ربما يقلل أو يزيد أو يؤخر إمتصاص بعض الأدوية مثل مضادات التتراسايكلين مع الحليب، دواء ال Amoxil على معدة خاوية. 2- تأثير الأدوية على مستوى الاستقلاب الدوائي: - الحمية قليلة البروتين وكثيرة السكريات تقلل من إستقلاب دواء Theophyl. - محتوى بعض الأغذية من المواد يؤثر على فعالية بعض الأدوية (مثل بعض الأجبان إذا أخذت مع بعض مضادات الاكتئاب المسمية MAo فإنها تؤدي إلى زيادة ضغط الدم. - تناول مريض الجلطة للخضروات الخضراء الغنية بقيتامين K يتعارض مع تناوله لدواء السيولة الورافرين Warfarine. 3- تغير كيميائية الأمعاء أو المعدة: إن تناول المشروبات الحمضية مثل عصير الليمون أو البرتقال أو الجريب فروت والتي من قلوية المعدة قد تؤثر سرعة إمتصاص دواء الأسبرين، وبغض مركبا السلفا وبعض أنواع المضادات الحيوية في حين أنها تقلل من سرعة إمتصاص بعض أدوية الحساسية. إن التأثيرات المتبادلة بين الأدوية والأغذية تلعب دوراً حيوياً في نجاح الخطة العلاجية، وبالتالي الحالة الصحية للمريض ولذا على كل المرضى ان يتوجهوا بأسئلتهم وإستفساراتهم في كل ما يتعلق بكيفية إستخدام الدواء إلى الطبيب والصيدلي. عادل جعفر صالح صيدلاني أول مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث