طبيب رشيق القلب ، إبتسامته ساحرة ، يتواصل بلا حدود مع العالم من عدسة كاميرته يفتش في أفواه الناس عن أماكن الألم ويحفر بيديه وينقب أوجاعهم ويقتلها على طاولته الصغيرة،..... كان يعلم أنه سيموت يوم ما ، ولكنه لم يكن يعتقد يوماً أنه سيكون ضحية من ضحايا الأخطاء الطبية. إنه الدكتورطارق الجهني رحمه الله رئيس قسم الأسنان بمستشفى الملك فيصل التخصصي ، إمتدت له يد الجهل وتوفي بسبب خطأ طبي في أحد المستشفيات الخاصة في مدينة جدة (أضغط للتفاصيل) قال الله تعالى : ( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي ) أطلت السنة الجديدة وتخلت عن زينتها وهربت عن الماضي الذي دنس تاريخها الذي سجل قيام جباة الأموال بالركض خلف المزيد في جيوب الاخرين ، طارق طرق أبوابهم يبحث عن حل لمشكلته وغادرهم بمشكلة ليس لها حل حتى الان ، من المؤكد أن كل من سمع هذة القصة المؤلمة يشكو أمرهم الي الله على أية حال. تخيلت احدى الصور التي إلتقطها د.طارق تنادي جارتها قائلة سمعت أبوقراط (أبو الطب) أن الفن طويل ، والحياة قصيرة ولكنه لم يقل لنا أنها بشعة عندما يرحل الطبيب الفنان بخطأ ! فردت عليها لقد سمعت لوتجفيلو يقول أن الفنان يفارق هذة الدنيا ولكنه يبقى فيها لا يموت ، ولما رأيت صور المعرض وأبو فرح يشير بيديه على بعض الصور تيقنت أنه سيبقى بيننا طويلا وقد تكون رسالته للحياة من خلال العدسة غيرت وجهتها لتنطلق من غرفة عمليات مستشفى مليئة بالمتسلقين . رحل أبو "الفرح" وهو ينثر الأمل ويزرع التفاؤل بأن نهايته ستكتب عصرا جديدا لمواطني هذة الأرض ، قدره أن يكون أحد الضحايا في مسيرة التغيير ويتسبب بإصلاح ما أفسده الدهر ولم يجد من يقف على حطامه! الفقراء الذين عالجهم في عيادته بدون مقابل يبكون على غيابه لأنهم سيدفعون مافي "بيوتهم" لحشوة ضرس أو خلعه ، ولأن حياتهم كانت مع أبو الفرح "أسهل" ، فقط إذهب وستجده يستقبلك بإبتسامته ويفتش في فمك.. رحمك الله يا أبو فرح رحمة واسعة ، وألهم ذويك الصبر والسلوان وأقول للعم سليمان الجهني لا تحزن إن الله اختاره بأيديهم ليعذبهم به ، أما زوجته د.نجوى بندقجي فقد وجدت في صوتها شموخاً وصبراً أدامه الله عليها ، وللصغيرتين فرح ولارا .. "بابا في الجنة" إن شاء الله. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وارْحَمْهُ وعافِهِ واعفُ عنْهُ وأكرمْ نُزُله ، ووسِّع مُدْخلَهُ ، واغسلهُ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ ، ونَقِّهِ من الخطَايا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوبَ الأَبيضَ من الدَّنَسِ ، وأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ د.طارق (رحمه الله) مع الآستاذ نجيب يماني د.طارق (رحمه الله) يشرح على الصور الفوتوغرافية د.طارق (رحمه الله) في مكتبه د.طارق (رحمه الله) مع مجموعة من الزملاء