عندما تلقيت نبأ وفاة الكابتن أحمد مطر رحمه الله جاءني الخبر كالصاعقة؛ لأن قبل وفاته بثلاثة أسابيع كنت أتحدث معه وهو في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، حيث كنا على تواصل مستمر، عرفت الكابتن أحمد مطر منذ توليه منصب مدير عام الخطوط السعودية. كانت العلاقة بسيطة، حيث ازدادت العلاقة الحميمة قبل عدة سنوات حينما جاء رحمه الله إلى المدينةالمنورة مع بعض زملائه في الخطوط السعودية بمرافقة جثمان الكابتن حسن مصري رحمه الله الذي دفن في بقيع الغرقد في المدينةالمنورة، فقد وجدت فيه رحمه الله كل صفات الإخوة والصداقة الحميمة وصفاء القلب ونقاء السريرة، وحينما ذهبت إلى جدة لتقديم العزاء لأسرته وزملائه ومحبيه شاهدت صدق ومحبة زملائه في الخطوط السعودية من الجمع الوفي الذين تزاحموا لتقديم العزاء سواء من المتواجدين في رأس العمل والمتقاعدين أيضا وكل شخص من الحضور يعزي الآخر. لا يختلف اثنان على ما كان يتميز به ذلك الرجل النبيل من سمات حميدة وقيم رفيعة وتعامل إنساني بالغ الرقي، هذا الإجماع يتساوى فيه الجميع، من كان له جارا ومن كان يعرفه رئيسا بل وحتى من عرفه لأيام قليلة أو قابله لدقائق أو ساعات. هناك إجماع تام على دماثة الخلق وبشاشة الوجه ولين الجانب وخفوت الصوت وحالة الرضا التي تشعر بها على محياه، وكلها صفات لازمت دائما أبا طارق رحمه الله الذي كان حريصا على مشاركة الجميع أفراحهم والإسراع إلى مواساة كل من فقد حبيب لا يدخر وسعا في أداء الواجب حتى لو كان متعبا أو مريضا، لذلك تأثر الناس جميعا برحيله وافتقدوا صحبته وتواجده بينهم، لكنها إرادة الله ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى .. رحل أبو طارق وبقيت سماته يتداولها الناس ويذكرونه بالخير دائما. ومن جوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم أدعو له «اللهم اغفر لأخي أحمد مطر وأرحمه وعافه وأعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب النار» آمين .. آمين. نعيم عبد الواحد بوقس مدير العلاقات العامة في الخطوط السعودية في المدينةالمنورة سابقا