أوضح الدكتور محمد بن يحيى الحربي استشاري الغدد الصماء وسكر الأطفال مدير إدارة مراكز ووحدات السكر بالإدارة العامة للمستشفيات بوزارة الصحة أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة المصاحبة لاستخدام مضخة الأنسولين من قبل مرضى السكري، وأبرزها تجاهل الالتزام بالحمية الغذائية، وعدم اتباع نصائح الطبيب، لافتًا إلى فعالية المضخة في علاج تذبذب السكر المتكرر والدائم، وتخفيف معاناة المرضى من الوخز المتكرر بالإبر بشكل يومي. وأبان د.الحربي أن العديد من المرضى يعتقدون أن المضخة تهدف إلى تجنب الوخز المتكرر بالإبر وليس علاج السكر، وينتج عن ذلك الفهم استخدام المضخة دون الالتزام بالحمية الغذائية، أو اتباع نصائح الطبيب، فيما يعمد المقتدرون إلى شراء المضخة على حسابهم الخاص، والذهاب إلى الأطباء في بعض مراكز العلاج الخاصة، واستخدامها بشكل خاطئ؛ حيث تؤدي تلك المفاهيم الخاطئة إلى العديد من المضاعفات. وأضاف أن بعض المرضى يعتقدون أنه طالما أن الأنسولين يفرز بطريقة مستمرة في الجسم، فإن الإنسان يكون حر التصرف في أن يأكل ما يحلو له من الغذاء، وزيادة جرعات الأنسولين حسب الأكل؛ مما يؤدي إلى زيادة مضطردة في الوزن، وتراكم الدهون في الكبد وأجزاء الجسم الأخرى، أبرزها الأوردة الكبيرة المغذية للقلب والقدمين، ويتسبب ذلك في إغلاقها وتأثر الأعضاء التي تغذيها. وحذر د.الحربي من المضاعفات الناجمة عن بعض الأخطاء في استخدام المضخة ومن أبرزها ارتفاع السكر المفاجئ، مع ارتفاع حموضة الدم، ويحدث ذلك حينما يتوقف ضخ الأنسولين بسبب آو بآخر دون التنبه إلى ذلك من قبل المريض أو ذويه؛ حيث تحتوي معظم المضخات على إنذار لتوقف ضخ الأنسولين، بالإضافة إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم، وقد تؤديان إلى مضاعفات مزمنة وينجم ذلك عن عدم التزام المريض بالنظام الغذائي المعد له من قبل الفريق المعالج. وبيَّن د.الحربي أن المضاعفات تشمل أيضًا حدوث انخفاض شديد في السكر للأطفال الصغار حينما ينشغلون باللعب أثناء استمرار المضخة بفتح الأنسولين دون وجود غذاء، في ظل غياب الرقيب، داعيًا إلى ضرورة التزام المرضى بتعليمات الفريق المعالج التي تشكل أساس العلاج في السكر، ومع استخدام المضخة، وأنه يجب النظر إلى المضخة على أنها نظام علاجي متكامل وليست مجرد جهاز يزرع للمريض ليخفف الوخز المتكرر للحقن. وشدد د.الحربي على أن المضخة ليست مجرد جهاز يتم توزيعه على المرضى؛ بل إنها في غاية الدقة، وتتطلب توافر عدة اشتراطات في مقدم الخدمة والمريض المستفيد حتى لا تنقلب المضخة إلى أداة ضارة تؤذي المريض بدلاً عن علاجه. وأشار د.الحربي إلى الشروط التي يجب توافرها في مقدمي الخدمة، وتتضمن ضرورة وجود فريق طبي مدرب على استخدام المضخة برئاسة استشاري غدد صماء وسكر وعضوية أخصائي تغذية علاجية ومعلمة سكر لها خبرة طويلة في علاج السكر ومدربة على العلاج بالمضخة، بالإضافة إلى وجود عناصر أخرى مهمة مثل الأخصائي الاجتماعي، وممرضة مدربة في هذا المجال، وموظف مختص بالإدارة، إلى جانب سهولة الوصول والاتصال بفريق العمل المعالج، وتوافر جهاز المضخة مع مستلزماتها لدى المنشأة الصحية بصفة دائمة، كما اشترط في المريض توافر القناعة التامة لديه بفائدة المضخة في تخفيف معاناته مع المرض، وأنها وسيلة لعلاج السكر وليست غاية لتجنب الوخز بالإبر، وأن يتعلم كيفية حساب النشويات في الطعام لأهميتها في حساب الجرعات المناسبة للأكل، وأن يكون المريض منضبطًا في المواعيد وإجراء الفحوصات المطلوبة، وملتزمًا بنظام غذائي متناسب مع العلاج بالمضخة، ولديه وسائل التواصل مع فريق العلاج. وعدَّد د.الحربي ميزات ومزايا مضخة الأنسولين وقال إنها أداة لحقن الأنسولين للمصابين بالسكر من النوعين الأول أو الثاني، وأنها تجنب المريض الوخز المتكرر بالإبر، وقد أثبتت فعاليتها في علاج تذبذب السكر المتكرر والدائم، وتقل معها بل ربما تنقطع حالات انخفاض السكر، كما تمنح المريض مرونة في الأكل والحركة، وتجنبه العديد من المضاعفات المزمنة للسكر.