افتتح معالي مدير جامعة الملك فهد الدكتور خالد بن صالح السلطان اليوم, فعاليات الملتقى العلمي الثاني للعاملين في مجال السلامة بالجامعات السعودية, الذي تنظمه الجامعة، ويستمر ثلاثة أيام، بمشاركة العديد من المختصين والباحثين والخبراء والممارسين في مجالات السلامة بالجامعات محليًا ودوليًا. وأكد مدير جامعة الملك فهد خلال حفل الافتتاح أن التعليم العالي يحظى ولله الحمد برعاية من القيادة الرشيدة , وحقق بجميع مؤسساته الأكاديمية والبحثية والخدمية إنجازات كبيرة ومتسارعة كماً ونوعاً وجودة، وأصبحت مؤسسات التعليم العالي السعودية من المؤسسات المتميزة التي تسعى بخطوات حثيثة وفق رؤية ورسالة وأهداف إستراتيجية واعدة، للرقي ببنائها المؤسسي من خلال متابعة المستجدات والتطورات العلمية وبما يتواءم مع معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي ومنطلقات مجتمعات المعرفة وفلسفة الجامعات الرائدة ذات القدرة التنافسية، ومن هذا المنطلق تبذل الجامعات السعودية جهوداً مقدرة من أجل تأمين سلامة منسوبيها، لما للسلامة من أهمية كبيرة في حماية الأرواح من الأخطار، وضرورة إعطاء وسائل السلامة في الجامعات عناية خاصة والتأكد من جاهزيتها دائماً لمواجهة أي ظرف محتمل بما يضمن بعد توفيق الله - عز وجل- سلامة منسوبي ومنسوبات الجامعات. وأوضح الدكتور السلطان أن قضايا السلامة وأعمالها لم تعد من الأعمال المساندة في الجامعات، بل أصبحت هي وقطاع التشغيل والصيانة، أشبه بالبيئة الحاضنة للجامعات حتى تقوم الجامعات بوظائفها الرئيسة الثلاث التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، من هنا يأتي الحرص المستمر والتطوير الدوري لاشتراطات السلامة من أجل التقييم الدوري لمستلزمات السلامة ووسائل تحقيقها، خاصة ما يتعلق منها بأخطار الكوارث والسيول والحرائق وطرق التعامل الأمثل مع حالات الطوارئ، وكذلك ما يرتبط بخطط الإخلاء والإنقاذ وحماية المعامل والمختبرات العلمية من التسربات الإشعاعية, وسوء استعمال المواد الكيميائية, وتطبيق اشتراطات السلامة وفق معايير الأمن والسلامة وإدارة الكوارث والأزمات المطبقة عالمياً، ويعد تشكيل لجنة متابعة السلامة بالجامعات من التسربات تأكيدًا على مقدار ما توليه هذه الوزارة من اهتمام بقطاع السلامة واشتراطاتها وتجهيزاتها في مؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية. وبين معالي مدير جامعة الملك فهد أن لجنة متابعة السلامة بالجامعات حظيت بخطوات متسارعة وحققت إنجازات كبيرة رغم حداثة إنشائها، حيث نظمت الاجتماعات الدورية لوكلاء المشروعات والمسؤولين عن السلامة والتشغيل والصيانة في مؤسسات التعليم العالي بشكل سنوي وتابعت تطبيق توصيات تلك الاجتماعات أولاً بأول، حيث تم تنفيذ توصيات اللقاء العلمي الأول "مستجدات في قضايا السلامة بمؤسسات التعليم العالي" الذي عقد في رحاب وزارة التعليم العالي بمدينة الرياض في شهر محرم 1434ه ، وكذلك نتائج الاجتماع الثالث لوكلاء الجامعات المسؤولين عن مشاريع التشغيل والصيانة والأمن والسلامة في شهر ذي القعدة 1434ه بجامعة المجمعة كما تم إعداد وإصدار التقرير السنوي للجامعات في مجال السلامة، ومتابعة تطوير القدرات لمنسوبي قطاع السلامة من خلال تنظيم البرامج التدريبية والتوعوية، إضافة إلى إصدار دليل استرشادي لأعمال السلامة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ليكون نموذجاً رائداً واجب التطبيق، ولقد تم إعداد دليل لأنظمة ولوائح السلامة يضم غالبية اللوائح والأنظمة الموجهة لأعمال الأمن والسلامة في الجامعات، إضافة إلى تجارب تطبيقية لعدد من الجامعات السعودية ذات الخبرة السابقة في هذا المجال، ولقد أكدت جميع الجامعات على الالتزام بإنشاء وحدة الطوارئ ضمن الهيكل التنظيمي لإدارة الأمن والسلامة بالجامعات، والتنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حيال التعامل مع التنبيه المتقدم والتواصل مع إدارات الدفاع المدني، إضافة إلى التنسيق والتواصل بين الجامعات والطلاب والطالبات وذلك من خلال وسائل التواصل الحديثة. وعبر عن تمنياته في أن يحقق الملتقى النجاح والفائدة المرجوة منه ، معرباً عن الشكر والتقدير لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري على دعمه ومتابعته لجهود الجامعات بشكل عام وجهودها في الأمن والسلامة بشكل خاص، كما شكر معالي نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد بن محمد السيف على اهتمامه بالملتقى ودعمه للقائمين على تنظيمه. من جانبه أفاد رئيس اللجنة المنظمة الدكتور سهل بن نشأت عبد الجواد خلال كلمته أن الملتقى يهدف إلى التأكيد على أهمية قطاعات السلامة والأمن الجامعي وضرورة تطويرها ورفع كفاءة منسوبيها وتزويدهم بالمستجدات الحديثة في هذا الحقل الحيوي ، لافتاً إلى أن تلبية المسؤولين والخبراء والممارسين لدعوة اللجنة المنظمة للمشاركة بالملتقى هو دليل على أهمية موضوعه وتكامل محاوره وما يتضمنه برنامجه من فعاليات وبرامج وأنشطة وأبحاث وأوراق عمل وتجارب رائدة، وتقديرًا لمكانة الجامعة التي تنظمه وتجربتها الناضجة في مجال السلامة، أملاً الوصول إلى توصيات مهمة تمثل نقلة نوعية في مجال السلامة وتعزز كفاءة أنظمتها في الجامعات، وتكون جسراً لتعميق التواصل بين العاملين في هذا الحقل الحيوي، وأن يتيح الملتقى المجال واسعاً ورحباً لدراسة التجارب الخاصة بكل جامعة ويعمق الوعي المجتمعي بأهمية السلامة، وعلى النحو الذي يوفر بيئة عمل خالية من المخاطر. وأبان أن الملتقى يعقد في التوقيت الصحيح وفي المكان المناسب، فهو يعقد في وقت تزايد فيه الاهتمام بمجال السلامة بوجه عام وفي مؤسسات التعليم العالي على نحو خاص في ظل النهضة الحضارية الشاملة والمشروعات التنموية الضخمة والنمو الصناعي الكبير الذي تشهده بلادنا، وبعد أن تحولت الجامعات إلى مدن علمية متكاملة وما أنتجه التطور التقني السريع والمتلاحق من أنواع جديدة من المخاطر واحتمالات التعرض لها وأهمية اتخاذ الوسائل الكفيلة بالوقاية منها. وأضاف: إن الملتقى يعقد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهي صاحبة تجربة متميزة في مجال السلامة تلتزم عملياً بتطبيق كافة الأنظمة الخاصة بالصحة والسلامة والبيئة، وتسعى من خلال آليات علمية لتجديد أنظمة السلامة في النواحي كافة، كما تسعى من خلال التقييم المستمر لتلك الأنظمة، للوصول إلى تطبيقات سلامة آمنة وفقاً لأحدث المقاييس والمعايير المعتمدة عالمياً، ومن هذا المنطلق حرصت الجامعة على إنشاء إدارة البيئة والصحة والسلامة لتؤدي دورها المهم في نشر ثقافة السلامة في مجتمع الجامعة وتوعيته بالمخاطر وتعزيز روح المبادرة لديه بالالتزام بقواعد السلامة وإرشاداتها في كل وقت، مؤكداً على تكامل محاور الملتقى وقدرتها على الوفاء بأهداف الملتقى، لافتا النظر إلى أن اللجنة المنظمة عقدت عدداً كبيراً من الاجتماعات حتى يخرج الملتقى متناسباً مع أهميته ومكانة الجامعة التي تنظمه وحجم المشاركة في فعالياته، واعتمدت اللجنة العلمية في تقديم الأوراق العلمية منهجية مماثلة للمؤتمرات الدولية في هيكلة الورقة العلمية المقدمة باللغة العربية. ونوه رئيس اللجنة المنظمة أن اللجنة العلمية قامت بمراجعة كل الأوراق العلمية المقدمة للتأكد من التزام مؤلفيها بمحاور الملتقى والتأكد من التزامهم بالمعايير العلمية، مشيراً إلى أن كتابة الأوراق العلمية لهذا المؤتمر باللغة العربية يعد نقلة علمية نوعية لإثراء نشر البحوث باللغة العربية وإثراء مكتبتنا العربية بوضعها تحت أيدي الناطقين باللغة العربية والعاملين في مجال الملتقى، كما أعدت اللجنة العلمية الجدول الزمني المفصل لهذا الملتقى، الذي يشمل 18 ورقة علمية، بالإضافة إلى استضافة علماء دوليين في مجال السلامة والبيئة لتقديم ورشتي عمل لمن رشحتهم جهاتهم في مجال السلامة في اليوم الثالث. من جانبه لفت رئيس اللجنة العلمية مدير عام إدارة البيئة والصحة والسلامة الدكتور سمير بن حسين عبد الجواد إلى أن الملتقى يؤكد على أهمية قطاعات السلامة والأمن في الجامعات وضرورة تطويرها، وتزويد العاملين بقطاع السلامة والأمن الجامعي بأحدث المستجدات في مجال السلامة، وتبادل ونقل الخبرات بين الجامعات السعودية في هذا المجال. وبين أن أوراق العمل التي ستطرح ضمن فعاليات الملتقى تتناول محاور الملتقى الأربعة وهي محور السلامة والذي يشمل (سلامة المرافق، توافر أدوات السلامة، مطابقة المعايير العالمية والإقليمية في السلامة، وخطط الإخلاء في الحالات الطارئة، واللوحات الإرشادية، والسلامة في المعامل الطبية والكيميائية، وطرق الإخلاء، التجمعات), ومحور التعامل مع الكوارث الطبيعية والبشرية الذي يشمل (الزلازل، الفيضانات، السيول، الحرائق، الحماية من الإشعاع)، ومحور شؤون الصحة والبيئة الذي يشمل (المخلفات الكيميائية، النفايات الطبية، الإشعاع، والتعامل مع المشاكل الصحية والبيئية)، ومحور السلامة المرورية في الجامعات ودور الجامعة في بث الوعي لمنسوبيها.