ما هو الأفضل على الإنسان أن يقعد ملوماً محسوراً، يندب حظه التعس ويلعن ظروفه الصعبة؟ أم يمشي قُدماً في مناكبها، يقتنص الفرص ويذلل العقبات مستعيناً بما وهبه الله من قدرات تجعله مرناً مع المتغيرات ومتكيفاً مع التحديات، وكمثال يضرب عن العقلية المرنة (...)
كم كان صاعقاً، نبأ موت أحد الأطفال في حادث اصطدامه بسيارة مسرعة، وهو يهمُّ بالتقاط طابته التي تدحرجت بعيداً إلى الشارع ، خارج حرم الحديقة التي كانت مساحته للعب والاستمتاع ، وصارت مكاناً خطراً أنهت حياته في لمح البصر ، حيث لا سياج لها من خرسان يحميه، (...)
حين أقبل الليل ، وخلد الناس إلى النوم والراحة ، رغبت السيدة ايميلي وهي مستلقية على سريرها ،أن تدخن سيجارة تعدل مزاجها ، وبعد أن أحست بنشوة النيكوتين ومتعة الدوبامين، رقدت إلى جانب طفليها ناسية أن تطفئ عقب سيجارتها ، وحينها وقع المحظور الذي فطر (...)
يقولون لنا إن صحة الطفل هامة جداً وعلينا مسؤولية رعايته عقلياً وجسدياً حتى يكبر ويصبح إنساناً فعالاً في المجتمع ونافعاً للبشرية ، ونقول: حسناً هذا حق وواجب ، فنقوم بدورنا ونقدم له كل ما يحتاجه للشعور بالعطف والحنان ، وكل ما يتطلبه من تغذية سليمة (...)
هناك مقولة شهيرة للفيلسوف الصيني كونفوشيوس: "إذا أردت أن تسمع أصوات الطيور، لا تشتري أقفاصاً بل اغرس أشجاراً ".
لقد أحب الإنسان الشجرة على مرّ الزمان والعصور ، وتغنى بشموخها وحنو أغصانها وصبرها على الشدائد ، والشجرة بدورها لم تبخل عليه ، وكانت له (...)
عشرون عاماً وأنا أبحث عن معلمتي التي زرعت في نفسي حب الله والوطن واحترام المجتمع ، عن معلمتي التي عرفتني بجغرافية العالم وتاريخ الشعوب ، عن معلمتي التي كانت مرشدي الأول في رحلة الحياة وكيف أقوى بمكتسباتها وأنحني بتواضع أمام الآخرين. عشرون عاماً وأنا (...)
" أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس " ، عبارة كان يردِّدها جوزيف غوبلز ، بوق الإعلام النازي وذراع هتلر، بهدف قمع حرية الفكر والتعبير في بلاده ، وتشويه سمعة الأعداء خارجها .
لقد كذبت أمريكا على العالم بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ، وأنه يشكل خطراً على (...)
في أحد صالونات التجميل، وبينما كنت انتظر إبنتي التي كانت تزيِّن شعرها، توجهت نحوي إحدى العاملات وهي مبتسمة المُحيّا وضّاءة الوجه، وقدمت لي كوباً من القهوة وقارورة من الماء، ثم عرضت عليّ مساجاً مجانياً للرقبة والكتفين لمدة عشر دقائق، وعلى حدّ قولها، (...)
يحكى أن فارساً عربياً كان يجوب الصحراء على فرسه ، فوجد رجلاً تائهاَ يستصرخ عطشاً ، وبحمية أهل الجاهلية ، فقد روى ظمأه ثم أركبه على فرسه لينقله بعدئذ إلى حيث الماء والمأوى ، ولكن الرجل غدر به وسرق فرسه ثم لاذ بالفرار ، وهنا أدرك هذا الفارس الشهم ، (...)
جميلة كانت في روحها وسمو أخلاقها ،في هدوئها ولطف معشرها، نشيطة كانت في عملها ، ومتفوقة في دراستها ، طموحة كانت في اختياراتها ، تدير أمورها بكل جدية وانتظام، أما الآن وللأسف الشديد ، فقد تغير حالها وانحدر أداؤها .
لماذا تركت كل ما هو نافع للعقل (...)
لقد فرحت صديقتي كثيراً وشعرت بالانتصار عندما أعطت طفلها الصغير جهاز الآيباد ، ليتوقف عن البكاء وينزوي بعيداً عنها في غرفته الصمّاء ، يقلّب شاشته الإلكترونية ، ويستعرض ما احتوته من صور وفيديوهات ، ثم يستقبل ما يبثه العالم الإفتراضي من مشاهد وأحداث قد (...)
الآن، وبعد أن تقدم بي العمر ، وصرت أمشي بتثاقل على قدم تكلّست بالأملاح ، وأصحو على آلام مفاصل أضرتها الأنسجة الرخوة وهشاشة العظام ، وأنام مع أنف صعب فيه التنفس وتعذر الإستنشاق ، وأصرخ من ذاكرة تشتكي النسيان وضعف استدعاء المعلومات ، أدركت أنني قد (...)