هناك مقولة شهيرة للفيلسوف الصيني كونفوشيوس: "إذا أردت أن تسمع أصوات الطيور، لا تشتري أقفاصاً بل اغرس أشجاراً ". لقد أحب الإنسان الشجرة على مرّ الزمان والعصور ، وتغنى بشموخها وحنو أغصانها وصبرها على الشدائد ، والشجرة بدورها لم تبخل عليه ، وكانت له الملاذ الآمن والوسيط الدافئ والمطعم المتنوع ، فقد استظل بها ، وتزيّن من ورودها وتطيّب من عطورها وتنفّس من هوائها ، يقول الله تعالى :" هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر تٌسيمون ". انطلاقاً من رؤية 2030، وسعياً نحو التطوير والتحديث وخلق مجتمع حيوي يعيش في بيئة نظيفة تخلو من التلوث وتبتعد عن التصحر ، اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات بناءة لتحسين جودة حياة الإنسان والانتقال به إلى رحلة الاقتصاد الأخضر المفيد ، فبادرت بخلق مشاريع أكثر استدامة في المجال الزراعي والبيئي والمناخي ، ففي عام 2021م ، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- "مبادرة السعودية الخضراء " التي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة ،وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة ، الأمر الذي سيسهم في استعادة الوظائف الحيوية وتحسين جودة الهواء والحدّ من العواصف الغبارية والرملية ، كما تهدف المبادرة إلى حماية 30 % من مناطق المملكة البرية والبحرية وما تحتويه الطبيعة فيها من تنوع حيوي في الصحاري والغابات والجبال والمساحات البحرية ، وكذلك تهدف المبادرة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م ،والوصول إلى الحياد الصفري في العام 2060م ، عبر تبني نموذج الاقتصاد الدائري للكربون ، حيث ستلتزم المملكة بتوليد 50 % من طاقتها الكهربائية من مصادر متجددة ،وترتقي ببرامج احتجاز الكربون وتخزينه لإعادة استخدامه في انتاج المواد الكيماوية والوقود الإصطناعي . تظل مملكتنا -بإذن الله-،واحة أمن وأمان ومصدر خير وعطاء على الدوام، وعلينا كمواطنين شرفاء ،حماية أشجارها من القطع والتكسير،ومحمياتها الفطرية من الملاحقة والاصطياد الجائر ، وحماية طاقتها الكهربائية وثروتها المائية من الهدر والإسراف. "ويا بلادي واصلي والله معاك واصلي واحنا وراك واصلي والله يحميك إله العالمين"