في أحد صالونات التجميل، وبينما كنت انتظر إبنتي التي كانت تزيِّن شعرها، توجهت نحوي إحدى العاملات وهي مبتسمة المُحيّا وضّاءة الوجه، وقدمت لي كوباً من القهوة وقارورة من الماء، ثم عرضت عليّ مساجاً مجانياً للرقبة والكتفين لمدة عشر دقائق، وعلى حدّ قولها، هذه دعوة كي أرتاح قليلاً من حمل الجوال وحتى لا أشعر بالملل من طول الانتظار، اقتنعت حينها بكلامها، ووافقت على هذا العرض المغري، أولاً لأنه كان من غير تكلفة مادية، وثانياً لأنني فعلاً كنت أشعر بالضيق والتعب من هول الأخبار، وثالثاً وهذا هو الأهم، لأنني شعرت بأنني في أيادٍ أمينة تراعي نظافة المكان وأدوات الاستخدام . لقد جعلتني هذه العاملة المتفوقة التي أحببت عملها ورضيت عن منتجها، أن أحضر إليها باستمرار وأحدِّث عنها كل الناس، فهل يا ترى كان عرضها مجانياً فعلاً في مفهوم عالم المال والأعمال ؟ إن جذب الزبائن وتحقيق الأرباح ، هو مهارة وذكاء في عملية التسويق ، وقد يتحقق ما نصبو إليه من شهرة ونجاح، عندما يكون موقع العمل استراتيجياً، وحين تكون كوادر العمل أنيقة المظهر، وذات كفاءة عالية، تمارس أساليب الترويج الأمثل لمنتجها، وتستخدم عبارات شيّقة تسحر الألباب، وحين يكون الترحيب بالعملاء حاراً والابتسامة تعلو الوجوه، وحين يُرد على استفساراتهم من غير ضجر أو تأفف، وحين يطلب منهم أن لا يتردَّدوا في السؤال عن التفاصيل، وأن طاقم العمل دائماً في خدمتهم، وحين نظهر لهم مواكبتنا للتكنولوجيا، ونحدث طلباتهم تباعاً، وحين نسعى جاهدين لكسب رضاهم وتعزيز ولاءهم، ولا بأس أن نقدم لهم بعد كل فترة، عروضاً ترويجية غير سعرية تزيد من المبيعات وتترك صدى أكبر لدى الجمهور. إن المنافسة في الأسواق، أصبحت شديدة اليوم في ظل الاستخدامات المكثّفة للبرامج والتطبيقات الإلكترونية، والتي خلقت قنوات تواصل بين سكان العالم، وأفرزت ألواناً متنوعة للمنتجات، وما عليك عزيزي مقدم الخدمات، إلا اللحاق بركب هذا التغيير، والسعي الحثيث إلى تحّسين ما تقدمه من أعمال، وتذكر " أن البقاء هو دائماً للأفضل وللأكثر ابتكاراً والأكثر تعايشاً مع الواقع الجديد". والله من وراء القصد .