أن تكتب شعراً في هذا العصر فمعناهُ أن تحلم وحيداً وممدَّداً على سكة قطار خارج نطاق الزمن.. أو تعيشَ بروحكَ متسكِّعاً على رصيفِ مجَّرة تبعد عنكَ ملايين السنوات الضوئيَّة، أمَّا إذا كانت القصيدة قدرك فمن المستحيل أن تنجو من مصير الحالمين الكبار (...)
من أينَ تبدأُ وحدةُ الشعراءِ؟
من أيِّ الجهاتِ تهبُّ؟
من أيِّ البحارِ تجيءُ؟
من أيِّ السماواتِ البعيدةِ فجأةً تأتي؟
وكالبجعِ الخرافيِّ المهاجرِ تختفي في النصِّ
أو حبقِ الشتاءِ
من أينَ تبدأُ وحدةُ الشعراءِ؟
من أيِّ انتهاءٍ للكلامِ عن الحرائقِ في (...)
ِ ترسمُ في الأزرقِ اللا نهائيِّ حوريَّةً خصرُها يتزنَّرُ بالقمحِ أو بفمٍ جائعٍ، آهِ يا شهرزادُ انزلي من علٍ واحملي سلَّةَ التينِ أو أجِّلي الصبحَ حتى تخلِّصَ سيِّدةٌ نفسها من شراكِ الحكايا ولوحِ الوصايا، وكي تتمرأى صبايا البلادِ بما فاضَ عنكِ من (...)
في أمسيات ثقافية كثيرة وفي جامعات عريقة، كان الراحل سلمان ناطور يروي الوجع الفلسطيني بلغتين (عربية وعبرية) لا غبار عليهما وبهدوء وثقة أمام جمهورين عربي ويهودي.. كان يروي أدق التفاصيل وأصغر الجزئيات عن تلك الحقبة الحالكة في تاريخ فلسطين.. أتذكر أنني (...)
مطرٌ خصوصي
ثمَّةَ مطرٌ خصوصيٌّ في قلبي لا يشبهُ هذا المطرَ
وقصةٌ لن تُروى إلاَّ على ضوءِ دمعةٍ من رخامٍ
ثمَّةَ شاعرٌ ينظرُ في صندوقِ قلبهِ
فلا يرى سوى وردةٍ من دخانٍ
ثمَّةَ عاشقانِ يجلسانِ في مقهى على البحرِ
ولا يتبادلانِ سوى الابتساماتِ (...)
لا تضيع كأندلس قلبها
---
كان عراب ريح يدل المشاة
وغيم النوارس حينا إلى رغبة غامضة
وحينا إلى البحر أو شجر التين والمنتهى
وبشمع أصابعه في الظلام
يقود الطيور إلى سرحة الشمس والمشتهى
ثم يبكي بغير دموع ويضحك من غير قوس قزح
وفي قلبه وتر ساحلي الندى (...)
أوديس الجديد
ويقول أوديس الجديد:
توهجي كالشمس في جسدي
فنول الثلج ينقضني كغزل فائض
عن حاجة امرأة من الدنيا
سأطوي البحر طي قصيدة يا زوجتي..
ولتكملي نقصان أغنيتي الأخيرة
عن سبايا الملح..
أو فلتغفري لي نزوتي البيضاء
يا بنلوب إن هواي هاويتي
وقلبي (...)
صرخةُ القُبَلِ القديمةِ
أمٌّ تضيءُ الآن دمعتَها
لترشدَ قلبَ هذا الليلِ للمجهولِ
كالطيرِ المهاجرِ للجنوبِ
على شفا البلَّورِ..
لا.. بل وردةٌ أنثى
تجفِّفُ جرحَها في الشمسِ..
بل ماءٌ خريفيٌّ يدقُّ البابَ في خجَلٍ
لأصحبَهُ إلى ما ليسَ يعنيني
وأتركَ من (...)
شاهد ذكرياتك كلها
ندم عليه دم
تناسل من غبار الطلع
سبع قصائد لحبيبة ثكلى
وللغضب
وردة جورية قد أصبحت حجرا
وبنت وردة جورية صارت
ماء في إناء الحزن
أغنية المسافر للمسافر
والعصافير النحيلة في الخريف
وذكرياتك...
ذكرياتك كلها...
أنا آسف لا ذكريات الآن (...)
انتظاري لك على مفترق القصيدة أصعب الأشياء وأجملها معا.. يعلمني كيف أصنع من قصبة تنمو في أصابعي نايا لفمك الخائف كدوري في الربيع وكيف أحوك من غيمة قميصا لنومك المغسول برذاذ الخريف.. مشكلتي الوحيدة أنني على عجلة من أمري دائما ولا وقت لدي (...)
لا ينبغي لي
-------
لا ينبغي لي أن أقول
بأنني شخص مزاجي
تعيس الحظ.. مكتئب
غوي القلب.. ضليل
هوائي وناري..
على شفتي ختم الجلنار
وفي دمي تستنبت الرؤيا
حدائقها من البركان
لا.. لا ينبغي لي أن ألمع
بعد هذا العمر قلبي
بابتسامات النساء العابثات
أو اللصوص (...)
تقتص مني لمسة شمسية
أو نقرة العصفور حين تحط في قلبي
المسور باليقين وبالظنون
تقتص مني الحكمة السوداء..
نزوة شاعر في الأرض فانية
***
تقتص مني وردة نارية بيضاء
تشبكها الحياة بشعرها الغجري..
ناعمة وقاسية الحقيقة والعيون.
***
على يدي حجر قاس يصير (...)
غرري بي كالحياة وكالقصيدة ما دمت واجهتك بطيبة قلبي وبوردة صراحتي البيضاء.. لم أكن أعرف أنك بحاجة إلى قدر غير قليل من المكر والمراوغة والحيلة..
سأغتابك بقلبي بعفوية المسافر الضجر وعصبية الشعراء المزاجيين.. فماذا يفعل شاعر بطيبة قلبه في هذا الزمن (...)
هي ما أريد الآن من حبق الشقاء
أشعارك الزرقاء والسيجارة الأولى أمام البحر
واللانداي والغزل الايروسي القديم
وغمغمات نوارس قربي
ولعنة نثرك الروحي في مجرى دمائي
هي ما أريد الآن من قلق الحياة المر
أو حبق الشقاء
هاتي بلادا لم أزرها مرة وخذي سمائي.
عطر (...)
الكتابة عن شاعر راحل تستدعي في الكثير من الأحيان الإمساك بلحظة بيضاء تختزل ذاكرة شعرية ما.. وإذ يصعب علينا الإلمام بجوانب هذه الحياة المنفلتة انفلات الماء من بين أصابعنا بسرعة الضوء الهارب من مجرة نهرع بكل ما لدينا من نوسطالجيا وحنين ومطر دافئ إلى (...)
(1)
آه يا وردتي العصبية
يا طير روحي المهاجر آخر هذا النهار
أطفئي جمر قلبي بنارك يا لعنة الماء والجلنار
(2)
هنا أم هناك
ألملم صيحات قلبي عن الشجر الغجري وعن ضحكة الغيم
أنثر أوراق دمعي الخريفي في آخر الأرض...
أدخل ظل الندى والأراك؟
(3)
تسألني: شاعرا (...)