غرري بي كالحياة وكالقصيدة ما دمت واجهتك بطيبة قلبي وبوردة صراحتي البيضاء.. لم أكن أعرف أنك بحاجة إلى قدر غير قليل من المكر والمراوغة والحيلة.. سأغتابك بقلبي بعفوية المسافر الضجر وعصبية الشعراء المزاجيين.. فماذا يفعل شاعر بطيبة قلبه في هذا الزمن الوغد؟ يأخذها إلى بيته أو إلى الركن القصي في مقهى أو معبد ويحضنها طوال الليل؟ *** كان لزاما على القلب أن يعتذر لسيدة زوجت غيمة لينابيعها ولهاوية شبه بحرية ولرمل المتاهة أو للمعلقة العاشرة وكان لزاما علي أن أتم القصيدة في آخر الصبح أو أقرأ البحث عن سر رائحة الجسد الأنثوي وتأثير دورته القمرية ليلا على العطر أو حين يشربه القلب في جرعة من ظمأ كان يجدر بي أن ألمع معنى الصدأ بماء المجاز وبالرعويات أو بدم العاشقة ولكنني دون جدوى أكافح انفلونزا الزهور منذ شهر ونصف.. وحب حزيران أحلى الشهور *** لسعة السخرية تتحرش بي وتقود دمي في مهب الفراشة أو في قطار المساء إلى عبث نزق قد يؤدي أخيرا إلى التورية *** مرة وأنا أتجول في حقول إحدى القرى الريفية تطلب مني امرأة أن أصطاد لها الغريري الذي سطا على كل دجاجاتها الحمراء ولكن كيف أصطاد حيوانا جميلا كالقط يبكي فيشبه صوته بكاء الأطفال؟ *** النجمة هي روح قصيدة انفصلت عنها قبل ملايين السنين الضوئية وتحولت إلى حجر مضيء على حافة الكون بينما البحر هو جسدها المشرد في السماء *** الفكرة تولد من قلبي ومن وجع الأشجار في الذاكرة *** الطواويس تسهر حتى الصباح معي قرب شباك غرفة نومي على شجر السنديان.. تنادي على امرأة غائبة *** هي لم تقل شيئا أنا أيضا نسيت ولم أقل شيئا ولكني بكيت بغير ما سبب شعرت بوخزة في القلب أو وجع خفيف في المفاصل.. ثم قامت في رؤاي وألقمتني زهرة برية ثم اختفت فشربت من كأسي على مضض ونمت على ثرى وجع البنفسج في العيون *** للكمنجة قلب وللناي درب فسيح ولي فكرة غير شعرية حول أشياء لا تنتهي تكمل الآن سهرتها ويكمل حشد من الناس في هذه الأرض حربا إضافية في سكون *** ضاق قلبي ليتسع البحر والأرجوان قليلا وليل القصيدة حتى حدود السنابل.. يا لهب الأقحوانة يا شعرها الغجري الطويل كن لوجهي ملاذا وكن لشفاهي رذاذا فإن فمي زنبق ذابل في براري الجليل *** كنت في صغري أنحني مثل غصن وديع لأسرار سيدة من رخام تعلمني كيف أجعل من جرس في الحديقة ليمونة لأصابع نعناعها المتوهج حتى البكاء ومن حجر الورد دمع الغمام وترشدني في طريقي إلى النزوات الصغيرة.. تطعم قلبي الذي جاع مليون عام وأكثر خبزا دحته بحليب الكلام كنت في صغري أستغيث بأنهارها وبنخل جدائلها وأعيش حياة الحمام