حتى وإن كان خارج منزله فجدران البيت تجهد في ترديد صرخاته الثملة، تنقر الأصوات المختلجة قاع قلبها، فتخمد داخل غرفتها وخوف عتم يجاوب سكون قلبها، حين يكون خارج البيت ويهدأ صوت الجدران الثملة، تعود إلى ترتيب عالمها من جديد، فتقرأ فصول الحكاية من (...)
وحدي أسير
لا الشمس في دربي تضيء
ولا عيون
لا وجوه
في الطريق
أمشي وتسحقني ظنون
من أين أبدأ بالمسير
جفت عيون الطير
في الأفق البعيد
وتناحرت في عيني
النجوم
فلا طريق يدلني
نحو المسير..
نحو المصير..
أين الطريق؟!
فلا شموس
لا نجوم
لا قمر
ولا عيون في (...)
لا حدود بينة للتيه.. للفراغ فيجتازها لا معالم تضعه بين حالين لا نذر خير أو شؤم يستند على إحداهما. إنه الفراغ العميق المضني يسافر.. يبتعد وحين يجد المأوى وهماً هلامياً يعود إلى حاله يجتر من وحي البدايات ابتسامات صغيرة لائذة، يطفح شوك غزير كلما عاندته (...)
أمور صغيرة
نصوغ بها للحياة
وجهاً جديداً
فيبدو غريباً
ويبدو قبيحاً
أمور صغيرة
نعيش بها زمناً قد يطول
نعبر بها كل يوم عقول
نحرق بها كل حين عيون
ندحرجها في حلوق الكبار
فتغدو عظيمة
أمور صغيرة
نصنع منها أسراب النسور
نطفئ بها نجمة كانت
تُزين
جيد (...)
(عزيزتي ليلى ها أنا أنقل أيامك كما أردت فإذا أمعنت النظر في كلماتك، فلابد أن تدركي ان ألمك باق).
ويا سيدي لا تظن ان كتابتي هذه لك، هي نتاج نهاية إن أول حرف كتبته كان بحق متناغماً مع طرق أمه باب بيتنا إذ كانت طرقاتها ناعمة لكنها غير منتظمة هزت تلك (...)
أدبرت الشمس نحو الأفق بعين منكسرة، ولازالت الطفلة الصغيرة ذات الملابس الزرقاء المتسخة تطوف بعقود الفل بين السيارات المتلاصقة أمام الإشارة الحمراء، فما تكاد الطفلة تلتصق بنافذة سيارة حتى تهطل بنظرات طهر بائسة مستعطفة باذلة.. إلى أن تمتد إليها يدُ (...)
واستفاقت
أمانيّ العتاق
وهمّت..
بفؤادي طافت الأنسام
واخضلّت
أنسام يوم تعلّى
في دجى عمري تجلّى
يا بدايات نهاري
يا لذة الضوء الذي
قد أشعل اليوم فؤادي
يا ماثلا بين دمعي وعيني
قد فلّقت الطُهر في قلبي
فانهمر
إن في قلبي من أغصان ودّك
وردٌ
أنبت الورد في (...)
أمور صغيرة
نصوغ بها للحياة
وجهاً جديداً
فيبدو غريباً
ويبدو قبيحاً
أمور صغيرة
نعيش بها زمناً قد يطول
نعبر بها كل يوم عقول
نحرق بها كل حين عيون
ندحرجها في حلوق الكبار
فتغدو عظيمة
أمور صغيرة
نصنع منها أسراب النسور
نطفئ بها نجمة كانت
تزين
جيد (...)
نظرت في أزمنتي العتيقة
قلبت ساعات الليالي الساكنة
حرثت أطمار الحقول الصامتة
فتشت عن ضوئي
عن مصباحي المخبوء
في أروقة الصبح
عن بسمة جذلى
على خد الرجاء
فتشت في عيني
في دهشتها
في رعشتها
بحثت عن أحرفي القديمة
في دفاتري العتيقة
بحثت في بقية المرايا
عن صبح (...)
أفق يا أبي
أطلت المكوث
ثلاثون عاماً
جرعتنا
بها من غيابك
طعم الشقاء
أفق يا أبي
فبعدك
ما للصباح صباح
وبعدك ما للسؤال جواب
وبعدك
صار الوصول بعيد
وبعدك
نامت طيور الصباح
أبي
وكيف أنسى
وطيفك دوماً
ينير السماء
يشق السدوف
وتأتي الي
تقبل عيني
وتهدي (...)
"إلى منى .. ما الحب إلا للحبيب الأول"
مهلاً
يا من فرشت لي العمر عشقاً
يا من فرشت لي القلب شوقاً
أما كنت تدرين
أنكِ عشقي
وأنكِ في عيوني
النظر
أما كنت تدرين
أن عينيك
أوقدت في عيوني السهر
أما كنت تدرين
أنك يوماً
ودون اختيار
رميتي بقلبي
سهماً أصم
تقولين (...)
كنا صديقين
نرشف الحرف سوياً
نأكل الخبز سوياً
نشرب الماء سوياً
كنا صديقين
نرسم للحياة
لون الصباح
وعلى ضوء قلبينا
يخطو دربنا
كنا صديقين
نلوّن العشب
في عيوننا
بلون السماء
نموّسق الدنيا
بصراخنا
ونطلق صيحات (...)
ها هم هنا قابعون
يتلصصون
رائحتك الزكية...
ها هم يسرقون العدم
من مقلتيك
الذائبتين يا أبي
يسرقون ألوان الشجر
من بين عينيّ
ويقتلعون بأصابعهم
الطويلة
جذورك الممتدة
في قلبي
لا تدر رأسك
ترجو الفرار
فحولك ألف عدم
وتراب يقتات
ذكرياتك...
لكنيّ (...)
وما أن قرأت مقدمة كتاب (شعراء الحجاز) لعبدالسلام الساسي والتي كتبها شاعر الحجاز المبدع حمزة شحاتة حتى أدركت قول الأديب الكبير عزيز ضياء ووصفه للشاعر حمزة شحاته بأنه: قمة عرفت ولم تكتشف. فنحن فعلاً أمام قمة شعرية أدبية بارزة، اختار لنفسه نهجاً خاصاً (...)