أفق يا أبي أطلت المكوث ثلاثون عاماً جرعتنا بها من غيابك طعم الشقاء أفق يا أبي فبعدك ما للصباح صباح وبعدك ما للسؤال جواب وبعدك صار الوصول بعيد وبعدك نامت طيور الصباح أبي وكيف أنسى وطيفك دوماً ينير السماء يشق السدوف وتأتي الي تقبل عيني وتهدي الي قناديل نور وترجو.. وترجو تمد يديك في جوف قلبي وتغرف ما شئت من ادمعي أبي وكيف أنسى وعلى مقلتي ينبت صمتي كحزن قديم يمد أصابعه في دمي يغلغل في فجر يومي وغدي أسائل حزني أيا راعفاً موغلا في السواد متى.. وكيف ينجو دمي وجهك البارق يا أبي يصحبني.. يتبعني يبرق في أقصى تعبي في سماء أشجاي كالنور كاندلاع السحر كاللؤلؤ المكنون في دُجى رفات أيامي في جذاذات عنائي أبي وكيف أنسى عندما تعود في المساء مكللا بغبار الشقاء تعود كطير حزين تُلقم صغارك الحنين وتلبس خلسة وجوه الحالمين وفي تلافيف قلبك تُخفي الزمن الأليم أبي قلبي إلى قلبي يحن أنت الزمان الذي عن عيوني أفل أين وجه الصباح بل أين المساء لا الصبح عاد كما عهدتُ ولا المساء أبي كنت في ذرى عينيك بلبلا شاقه التغريد بين يديك تبرعم شدوي قبل أن يحبو الظلام