في رحلة الباص الباكرة من باريس إلى كاليه، يدقق السائق الخمسيني بحجوزات الجالسين على المقاعد، وهو يسأل بحشرية عن جوازات سفرهم، طالباً من بعضهم النزول. يصل الباص بعد ساعات إلى محطة «سيتي دي أوروب»، وسط كاليه، عابراً مزارع البقر وسهول الشمال (...)
تستعيد طرابلس مشهداً مبتوراً ليومياتها الثقافية. المدينة التي اعتادت العيش تحت ركام حروب مستقطعة، تخرج الى ناسها بأصوات تقول: «لا حرب هنا». محاولات «مضطربة» مثل إيقاع الحياة الواقعة تحت رحمة المسلحين والزُمر الخبيئة والتي اختفى «أبطالها» في ليلة (...)
نزلت الحاجة خضرة الأكومي بسلاحها إلى ساحة البلدة وصارت تطلق الرصاص غضباً. تحلقت حولها نسوة غاضبات متشحات بالسواد وهن يرددن: «دم علي ما بيروح»، ورحن ينحن بالزغاريد.
تجمع شبان ملثّمون مدججون برشاشات وجعب عسكرية قربها وأطلقوا الرصاص في الهواء، وصرخوا (...)
لم يثن إنفجار ليل أمس الذي هز مدينة طرابلس اللبنانية وأسفر عن مقتل شخص وجرح 11 آخرين، سكان حي محرّم عن ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، على رغم قطع بعض شبانهم الطريق بالحجارة والعوائق الحديدية استنكاراً.
ولا تزال رائحة احتراق السيارات حاضرة، وكذلك (...)
لم تقو النازحة السورية مريم (43 عاماً) على استمرار وضعها المعيشي الصعب، بعد هروبها مع زوجها وأولادها الاربعة من جحيم سورية، وانتقالها الى لبنان من حمص في ليلة باردة وعلى طريق وعرة، اذ دفعت بها ظروف العيش الشديدة الضيق في شقة صغير في محلة باب الحديد (...)
فيما استمرت أعمال القنص متقطعة على الجبهة الأمامية القريبة من شقتها القائمة في بناية متداعية في حي ستاركو أحد محاور باب التبانة في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، تكمل أم خالد البوبلي (40 سنة) نشر ثياب أولادها الصغار، وهي تقول لنا: «الطقس منيح. وإذا لم (...)
لا يتذكرن متى دخلن إليه. ربما لو استعادت كل منهن الزمن الذي تسرّب من بين يديها كالهواء لتوقفت أمام محطات أخرى في حياتها، إنجاب أول طفل، أو تاريخ زواج أو صور تحتفظ بها كشيء ثمين ل «أيام عز» آفلة. ذكريات لملمنها على عجل من بيوت تركنها على غفلة، بعد (...)
غادر «الأبونا سروج» بيته بعد ليلة مؤلمة قضاها في دير أرثوذوكسي قريب من طرابلس، وهو ينقل اليه خبر احراق مكتبته النادرة في زاروب ضيق، عاش فيه معظم وقته منذ سبعينات القرن الماضي، ماشياً قرب بيوت عثمانية تغير سكانها ومحال تبدلت احوالها، ولكن مكتبته (...)
لم يترك صاحب «السوبرماركت» القريب من مسجد التقوى دكانه. بقي فيه إلى الصباح على رغم إصابته. يحاول «ضبضبة» ما بقي من بضاعته، بعد أن اقتلع بابه على أثر تفجير المسجد ظهر أول من أمس.
كان الرجل في المسجد يؤدي الصلاة، حين «انقلب كل شيء رأساً على عقب». ركض (...)
«انه الجحيم»، يصرخ محمد بصوت عال، وهو يركض بين النيران يحاول مساعدة الجرحى بالانتقال من موقع الانفجار وتأمين سيارات لهم الى «المستشفى الإسلامي» القريب، الذي غصّ بالمصابين والجثث التي لم يتحدد عددها، ويرجح انه قارب 60.
تنتقل الحاجة رضوة بين حشد (...)
يهبط ليل المدينة باكراً. تفرد ام جميل بعد الإفطار، طاولتها امام الباب، ليصبح رصيف الحي في زقاق "الخانكة" رديفاً لمساحة البيت، مستأنسة بفناجين القهوة والترمس مع جاراتها. لا شيء يعبث في المشهد، الا جلبة آتية من جلسات مجاورة ل"مقهى موسى" الشعبي. ورائحة (...)
لا يدخل احد الى طرابلس إلا ويلفت نظره مشهد انتشار دبابات الجيش اللبناني في معظم شوارع المدينة الشمالية وأحيائها. لم يعد فقر الأحياء واهتراء مبانيها يشدّان العابر. صار لزاماً عليه ان يعرف صورة أخرى للمدينة القلقة على أمنها، والتي تعيش بشكل مستمر (...)
لأيام قليلة مضت طرابلس متروكة للعبث. دخول الجيش اللبناني فجراً الى جبل محسن لن يحل الأمور، فلا يزال قادة المحاور في باب التبانة يرفضون دخول الجيش ويأملون ب"اعادة جسر الثقة" مجدداً مع قيادته. الى حين عودة هذه "الثقة"، تزداد المخاوف من عدم مرور آليات (...)
تغيرت يومياتهن. لم يعد تذكُّر ملامحهم سهلاً، ولم تعد غرفهم المتروكة على حالها منذ دخولهم سورية خلسةً للانضمام إلى مقاتلي «الجيش الحر»، أنيسةً كالسابق، فالكتب والأسرّة واللحف والثياب فيها، وأجهزة الكومبيوتر وأشرطة الدعاة وخطبهم المحفوظة على رفوف (...)
فور دخول مدينة طرابلس- شمال لبنان، تشعر بأن أحداث سورية حاضرة بثقلها في مفاصل الحياة في المدينة الفقيرة. من "ساحة النور" وصولاً الى تخوم نهر ابوعلي، تتكرر لافتات منددة ب"جرائم نظام الاسد"، وداعية الى اعادة "جثامين الذين قتلوا في كمين تلكلخ".
الحادثة (...)
مع صوت نجوى كرم، استعادت «مهرجانات طرابلس الدولية» أنفاسها، بعد صمت استمر 3 سنوات بسبب الاضطرابات الأمنية التي شهدتها العاصمة الثانية للبنان. وتعمل «جمعية طرابلس السياحية» في تنظيمها المهرجان على إنجاز برنامج «أكثر واقعية وقرباً من الناس»، إذ ركزت (...)