مع صوت نجوى كرم، استعادت «مهرجانات طرابلس الدولية» أنفاسها، بعد صمت استمر 3 سنوات بسبب الاضطرابات الأمنية التي شهدتها العاصمة الثانية للبنان. وتعمل «جمعية طرابلس السياحية» في تنظيمها المهرجان على إنجاز برنامج «أكثر واقعية وقرباً من الناس»، إذ ركزت على «عروض الشارع والأحياء والتراث» المجانية، لمعرفتها «العميقة» بما يريده أبناء المدينة. وللمرة الأولى، شاركت فرقة «سبع طقات» الشبابية الطرابلسية المتخصصة بموسيقى ال «راب» في إحياء إحدى حفلات المهرجان، وجاءت مشاركتها هذه في سياق تواصل الشباب ومدينتهم. وتحكي الفرقة التي تأسست عام 2004، وجع الأحياء الفقيرة وتناقضاتها المجتمعية، وترسم بكلمات أغنياتها «أحلاماً ممزقة» يعيشها شبان طرابلسيون يعانون البطالة وبيئة العنف والحروب المتقطعة والفقر. وانتظر الجمهور، أعضاء الفرقة، ليعبروا عن حبهم للشبان الذين يغنون جروحهم ومعاناتهم اليومية بلغتهم الشعبية والشبابية التي يعشقون. مع أغنية «يا كل اللبنانيي» اشتعل المسرح وعلا التصفيق في جنبات الشارع المكتظ بالشباب والأولاد الذين راحوا يدندنون مع الفرقة «قلبي كل لساني انشل، عقل براسي ما ضل، عقدة هالبلد بعمرا مش رح تنحل، مل هالشعب، من لعب السياسيي، نحل وصابو تعب، من النكب الانتكاسية»... وسواها من الأغنيات الحماسية المكتوبة بالعامية اللبنانية: «طرابلس منسية، خيي كتير عادية، صار متغيرة هالخبرية، من بعد الصفة الإرهابية، اللي عطيونا ياها، بالأحرى يلي عملونا ياها، دغري حملونا ياها، وبطّل العالم ينساها».