«ما أنت عليه»
هناك خيطٌ تتبعه يمرُّ بين
الأشياءِ الّتي تتغيرُ لكنّهُ لا يتغيَّرُ
يتساءلُ النَّاسُ عن ذلكَ الشيءِ الّذي تطاردُه
عليك أنْ تشرحَ لهم عنِ الخيْطِ
لكنْ منَ الصَّعبِ عليهم رؤيتُه
كلَّما أمسكْتَ به لا يمكن أن تتيهَ
تحْدُثُ المآسي يلحقُ (...)
ترجمة شريف بقنه | جيفري هاريسون Jeffrey Harrison شاعر أمريكي معاصر. أصدر سبعة كتب شعرية، آخرها العام 2014. نشر في ذانيويوركر The New Yorker و ذا باريس ريفيو The Paris Review وغيرها من المجلات الأدبية، وحاز على جائزتي بوشكارت و زمالة جوجينهاموغيرها (...)
لقد كذبت بشأن رؤيتي للحيتان. تلك الكائنات الخيالية
التي تقطن المياه الزرقاء، وتئِنّ ببطءٍ على الساحل.
لم أرَها قط، ولا مرّةً واحدةٍ في تلك السّنة المتجمّدة.
بالتأكيد، رأيت طيور الأطيش البيضاء تضرب الأمواج المتلاطمة حتى كادت تُحدِث ثقبًا (...)
«لا نستطيع تعريف شيء إلا عندما لا نعرف أي شيء عنه.»
خورخي لويس بورخيس
1
في البدء كانت الكلمة،
انسلخ الزمن من ضلع المادة
واُستُنئنِف مهرجان الكون.
انشطارات، غبار، لوثة وأصباغ
أجرامٌ تُقذَف وغازات تفور
من حنجرة الوقت،
معادلات الخلق اِستوَت
ودارت عجلة (...)
ماذا تعني براءتُنا،
ماذا يعني ذنبُنا؟ كلاهُما
عاريانِ، كلاهُما بلا مَأمنِ.
وأين هي الشجاعةُ:
سؤالٌ بلا جوابٍ
وشَكٌّ مُقيمٌ،
* منادٍ أحمقُ ومستمعٌ أصمُّ -،
عندما تحلُّ الِمحَنُ،
حتّى الموتِ،
يُشجّعُ الآخرينَ
وفي هزيمته، يُضْرمُ
القوّةَ في (...)
كم أفتقدُ أبي!
وكم أتمنى أنَّهُ
لم يكُن مُتعبًا،
عند ولادتي.
أتذكّرُهُ وأنا أملأُ قسائمَ
الإيداعِ والشيكات.
كان ليعلّمني،
"هذا هو النموذجُ،
وتلك هي الطريقةُ
التي يجبُ أنْ يُعبَّأُ بها"
كنتُ أرى مثلَ
تلك الأوراقِ
وسيلةً للهروبِ
منَ الحياةِ التي كانَ (...)
ألتمِسُ الخيرَ منك، فأنا مثلُ رَجلٍ
يُقلّبُ رسالةً في يَدِه، قدْ تظنُّ أنَّهُ
لمْ يألَفْها، ولكنْ في الحقيقةِ،
أنَّ الرَّجُلَ لم يسبقْ أنْ بعثَ أحدٌ
رسالةً إليهِ؛ والآنَ هو مُرْتاعٌ مِمَّا
قد يعنيه ذلك وفي ذاتِ اللّحظةِ
يعتريهِ الخجلُ، ذلك أن ليس (...)
تلك التراكيب المباركة،
تلك الحبكة والتقفية
لا تقدِّم أيَّ مساعدة لي الآن!
أريد أن أصنع ما يمكن تخيُّله،
لا ما يُمكن تذكُّره؟
أسمع ضوضاء صوتي:
رؤية الرسام ليست مجرّد عدسة،
إنها ارتعاشٌ لعناق الضوء.
لكن في بعض الأحيان،
كل ما أكتب
من الإرث المبتذل لفن (...)
حتّى تسيل إليَّ كلُّ
الأشياءِ الجميلةِ،
فالوفرةُ دائماً ما
تفيضُ في الوادي
كَوْنه في المنخفض.
هذا يبدو رائعًا
لكلِّ مَن عانَى يوماً من الفَقْد،
ولكن ضع في الاعتبارِ أيضًا،
أنَّ الوادي لا يُبقي شيئًا:
سيحملُ التيّارُ دُرّاقةً
لم يُؤخذْ منها سوى قضمةٍ (...)
هناك خيطٌ تتبعه. يمرُّ بين
الأشياءِ الّتي تتغيرُ. لكنّهُ لا يتغيَّرُ.
يتساءلُ النَّاسُ عن ذلكَ الشيءِ الّذي تطاردُه.
عليك أنْ تشرحَ لهم عنِ الخيْطِ.
لكنْ منَ الصَّعبِ عليهم رؤيتُه.
كلَّما أمسكْتَ به لا يمكن أن تتيهَ.
تحْدُثُ المآسي. يلحقُ الأذى (...)
ُ منزلٌ
نسِيَتْ فيه الكراسيُّ
كيف تُمسكُ بنا
نسيَتِ المرايا
كيف تعكِسُ صورتَنا
ونسِيتِ الجدرانُ
كيف تحتوينا
يختفي في كلِّ مرةٍ
يقرَعُ أحدُهمُ البابَ
أو يرنُّ فيه الجرس
منزلٌ ينفجرُ في الهواءِ
عندَ العاصفةِ الأولَى
تلك التي تدفِنُ ذاتَها
في أعماقِ (...)
نحنُ وحيدون
لأسبابٍ مَجْهولة
وحيدون للأبد
وكان المقصودُ أن نكون
على هذه الطريقة،
لم يكُن المقصود أن نكون
على أي طريقةٍ أخرى-
وعندما يبدأُ
الصراعُ مع المَوْت
فإن آخر شيء أتمنّى أن أراه
حلَقةٌ من الوجوه البشريّة
تحوم فوقي
وأفضّل أن تكون
لأصدقائي (...)
بداية من الواضح أن (الحب) قد يكون من أقل المواضيع تناولا لدى الفلاسفة، ربما تركوه للشعراء والروائيين. يعتبر كثير من الفلاسفة أن الحب في الغياب أكثر متعة منه في الحضور. وأن الغياب هو الوقود الشعوري في الحب. كما يعتبر العقلانيون أن الحب محض خديعة (...)
رسالة حب من جون كيت إلى فاني براون 13 أكتوبر 1819
أحد أجمل رسائل الحب التي كتبت عبر التاريخ، كانت رسالة جون كيت لفاني براون. (بحسب النقاد والمجلات الأدبية المرموقة كان آخرها تقرير في الجارديان البريطانية).
جون كيت شاعر إيطالي توفي العام 1821، وقع في (...)
قصيدة حب تجسد الشكل الشعري المفضل لدى كامنغز. مما نعرفه عن حياة الشاعر الخاصة، زواجه الأول من إيلين أور التي تزوجها بعد علاقة حب، إلا أن هذا الزواج لم يدم لأكثر من تسعة أشهر، حيث تركته أور من أجل ثري إيرلندي.
أحمل معي قلبك (أحمله في قلبي)
أحمله ولم (...)
إي. إي. كامنغز (1894 - 1962)
إدوار إستلن كامنغز (1894 - 1962) أحد أهم الكتاب التجريبيين والحداثيين في الشعر الأميركي، ولد في ماسوشوستس، وتعلم لفترة في هارفارد أثناء الحرب العالمية الأولى، خدم في الحرب كسائق إسعاف في الأراضي الفرنسية. بعد الحرب تعلم (...)
«ثلاث عشرة طريقة للنظر إلى شحرور» قصيدة من كتابه الأول «ضرب الأرغن»، نشرت للمرة الأولى في العام 1917، وهي مكونة من ثلاثة عشر مقطعا، كل منها يستقل في فكرته ومغزاه ويشترك بطريقة سحرية في شحرور. الشحرور هنا مزاجي متقلب وفي حالات متضاربة. القصيدة تشبه (...)
ولد في 2 أكتوبر العام 1879 في ريدينج بولاية بنسلفانيا. التحق بكلية هارفارد العام 1897 لبضع سنوات، وقبل حصوله على الإجازة منها انتقل إلى كلية القانون في نيويورك 1903، بعد ذلك تدرج في العمل بمناصب مختلفة في شركات محاماة عديدة. بدأ كتابة الشعر بعد (...)
ولدت إيميلي ديكنسون في أمهرست (ماساشوستس) العام 1830، وهي الابنة الوسطى لثلاثة أبناء من إحدى العائلات المحافظة والعريقة في نيوإنغلند، كان لجدها دور في تأسيس جامعه إميرهست. والدها إدوارد ديكينسون رجل الدولة والسياسي ذو النزعة الوطنية، أخوها أوستن (...)
سأسرد في شهادتي هذه عددا من الاستفهامات والتقريرات تستند على تجربة متواضعة في ترجمة الشعر وكتابته، بدأتها منذ ما يزيد على العشر سنوات بقليل.
لطالما شبهت ترجمةَ الشعر بصعود العاري صوب قمة جبل الجليد، فما يظهر للعيان من كومة الجليد لا يعدو كونه قمة (...)