ألتمِسُ الخيرَ منك، فأنا مثلُ رَجلٍ يُقلّبُ رسالةً في يَدِه، قدْ تظنُّ أنَّهُ لمْ يألَفْها، ولكنْ في الحقيقةِ، أنَّ الرَّجُلَ لم يسبقْ أنْ بعثَ أحدٌ رسالةً إليهِ؛ والآنَ هو مُرْتاعٌ مِمَّا قد يعنيه ذلك وفي ذاتِ اللّحظةِ يعتريهِ الخجلُ، ذلك أن ليس ثمّة مِن وسيلةٍ لديه لمعرفة ما تقولُه الرسالةُ سوى سؤالِ شخصٍ ما عن ذلك. قد يكونُ أنَّ عَمَّهُ تركَ المزرعةَ لهُ، أو أنَّ والديهِ تُوفِيَا قبلَ أنْ يبعثَ لهما تحيَّةً، أو أنَّ الفتاةَ السَّمراءَ غيَّرتْ رأيَها وترغبُهُ حبيبًا لهَا. إنَّهُ مُرتاعٌ ومَزْهُوّ بالرِّسالةِ، وقرَّرَ أنْ يحتفظَ بها. ماذا تسمِّي تلكَ المشاعرَ التي تُبْقيهِ غنيًّا ويتيمًا ومحبوبًا؟ ترجمة: د. شريف بقنة