عُرف عن العرب أنهم أهل البيان, وقد رسّخت هذه الفكرة اعتقاداً شائعاً أن البلاغة لديهم فطرة وسليقة دون دراسة وتمرين. ولكن النظر في كتب البلاغة يوضح أن الكيفية التي يتم بها إيصال المعنى بأقصى درجات الكمال الممكنة قد حظيت باهتمامهم. ويمكن القول إن ثمة (...)
تنبه العرب قديما إلى أن الحسن والجمال يعكس جمال الخلق والفعل, وليس أدل على ذلك من قولهم: "اطلبوا الحوائج من حسان الوجوه", كما تصدر حسن الوجه صفات المديح عند العديد من الشعراء كقول الشاعر الحكيم زهير:
وقول آخر:
وقال آخر:
ومن الغريب أن يغفل جانب الحسن (...)
اهتم اللغويون والبلاغيون والفلاسفة قديما بمفهوم العلامة اللغوية, وكان ذلك في معرض حديثهم عن اللغة، هل هي توقيف أو اصطلاح. وبغض النظر عن آرائهم التي أجمعت على أن اللغة اصطلاح, وأن استعمال الألفاظ لمسمياتها يتم عن طريق المواضعة الاعتباطية الطبيعية بين (...)
حسن الوجه وجماله نعمة يتفضل الله بها على من يشاء من خلقه، وقد قدرت العرب الجمال على الإطلاق فقالوا: " الجمال ثوب جلال وعنوان وقار وتمام نظام، ينعم الله به على من يشاء من خلقه في سمائه وأرضه"، كما حمل أدبهم معايير الجمال كلها دقّها وجلّها، فشبّهوا (...)
الحماقة وقلّة العقل من الغرائز التي لا تنفع فيها الحيلة، وليس لها دواء إلا الموت، يقال: "إذا بلغك أنّ غنيا افتقر فصدق، وإذا بلغك أنّ حيّا مات فصدق، وإذا بلغك أنّ أحمق استفاد عقلا فلا تصدق"، و" ثلاث صدّق باثنتين ولا تصدق بواحدة، إن قيل لك إنّ رجلا (...)
للضحك فوائد اجتماعية، فهو ينشر الود والمحبة بين الناس، ويقوى الضحك ويشتد إذا كان الناس مجتمعين، فالغالب أنّ الإنسان لا يستمتع بالضحك إذا كان منفردا أو معزولا.
وفي أدبنا العربي كمّ كبير من الفكاهة، ولأنّ للضحك تلك الأهمية الاجتماعية، فمن المفيد أن (...)
من الأمور اللطيفة في اللغة أن يأتي اللفظ يشبه صوته، فقد سمّت العرب مثلا البطّ لصوته ، وقالت عن الغراب غاق ، ومن ذلك قولهم: خَضِم وقَضِم ، فالخضم لأكل الرطب كالبطيخ والقثاء، والقضم للصلب اليابس، ولديهم هنا حكمة طريفة : " قد يُدرك الخَضْم بالقَضْم" أي (...)
يعدّ مبدأ اللياقة, أو المثل الأعلى في طليعة القواعد التي يعتمد عليها النقد العربي, ومعنى اللياقة في النقد وجود نموذج للشيء الموصوف ينبغي للشعراء أن لا يحيدوا عنه, فالفرس مثلا لا يوصف بأن شعره مسترسل على جبينه حتى لو كان هكذا في الواقع, والمرأة (...)
تتميز اللغة الشفهية بمجموعة من الصيغ التقليدية ومجموعات متتابعة منها فتكون وسيلة من وسائل التعبير في مناسبات معينة، فهناك عبارات خاصة في مناسبات معينة، مثل: كل عام وأنتم بخير، والحمد لله على السلامة... كما يوجد في الغالب ردّ جاهز لتلك (...)
تفننت أمة البلاغة في تسمية فنونها, فكانت بعض المصطلحات البلاغية تقوم على التشبيه فيقرب المصطلح الإحساس بالجمال الذي نجده في أدبهم, ومن هذه التسميات (التوشيح), ومعناه أن يكون معنى الكلام يدل على لفظ آخره, فالمعنى مثل الوشاح يجول على أول الكلام (...)