للضحك فوائد اجتماعية، فهو ينشر الود والمحبة بين الناس، ويقوى الضحك ويشتد إذا كان الناس مجتمعين، فالغالب أنّ الإنسان لا يستمتع بالضحك إذا كان منفردا أو معزولا. وفي أدبنا العربي كمّ كبير من الفكاهة، ولأنّ للضحك تلك الأهمية الاجتماعية، فمن المفيد أن تستغلّ الفكاهة استغلالا هادفا، كأن ترتقي بالمجتمع حين تحمل معها قيمة أخلاقية، أو تخفف الهموم ومتاعب الحياة حين تدور حول الشكوى من الفاقة وغيرها، لقد أصبحت الفكاهة لسان البسطاء ، فتكلمت عن همومهم ومعاناتهم، مثل شخصية البطل ( جحا) وغيرها كثير. لكنه ليس من الضروري أن تعنى الفكاهة بحمل القيم، أو بث الشكوى، بل الضحك مهم دائما، هو مهم للترويح عن النفس والاستجمام كي يساعد على مواصلة العمل والقيام بالأعباء، لا بد من خلق جوّ من الضحك ولو لم يوجد ما يضحك، وهذا ما فعله الشاعر ابن سودون حين سلك في شعره تحصيل الحاصل، والنظم في البدهيات، فتعالت الضحكات، فاضحك حين تقرأ قوله: عجبٌ عجبٌ عجبٌ عجبُ بقرٌ تمشي ولها ذنب لا تغضبُ يوما إن شُتمت والناس إذا شُتموا غضبوا وزد عليه: البحر بحر والنخيل نخيل والفيل فيل والزراف طويل والأرض أرض السماء خلافها والطير فيما بينهن يجول وإذا تعاصفت الرياح بروضة فالأرض تثبت والغصون تميل *محاضرة في اللغة العربية