تتميز اللغة الشفهية بمجموعة من الصيغ التقليدية ومجموعات متتابعة منها فتكون وسيلة من وسائل التعبير في مناسبات معينة، فهناك عبارات خاصة في مناسبات معينة، مثل: كل عام وأنتم بخير، والحمد لله على السلامة... كما يوجد في الغالب ردّ جاهز لتلك العبارات. ولقد كان الشعر العربي الشفهي يصاغ من صيغ تقليدية، وقد ساعدت تلك الصيغ في استمرار التراث الشفهي، فبعض الصيغ تستمر مع التغير المستمر للقصائد، من منا لم يسمع بصيغة: (ألا ليت شعري ) (ألا عم صباح)، (لمن الديا)، ( صحا القلب )، واقرأ لأكثر من شاعر: ألا ربّ يوم لك منهن صالح ولا سيّما يوم بدارة جلجل ألا ربّ يوم لي قصير نهاره كسلّة سيف أو كرجمة كوكب ألا ربّ يوم لي بباب الزخارف رقيق حواشي الحلم حلو المراشف لكن المشكلة إذا ردّد المرء العبارة التقليدية في غير موضعها ، يحكى أنه مرض صديق لأحد السادة فأراد أن ينفذ إليه ابنه ليعوده فأوصاه وقال له: إذا دخلت فاجلس في أرفع المواضع وقل للمريض: من يجيئك من الأطباء؟ فإذا قال فلان، فقل مبارك ميمون، ثم قل له ما غذاؤك؟ فإذا قال كذا وكذا، فقل طعام محمود، فذهب الابن فدخل على العليل، ثم جلس في أعلى مكان، فما لبث أن سقط على الرجل فأوجعه، وقال له: من يعودك من الأطباء؟ فقال له: ملك الموت فقال: مبارك ميمون. ثم قال: ما غذاؤك؟ فقال له: سم الموت فقال: طعام طيب محمود. *محاضرة في اللغة العربية