أعادني فيلم (Quo Vadis, Aida?) (إلى أين تذهبين يا عايدة؟) إلى أشهرٍ قضيتها بجمهوريّة البوسنة والهرسك، آنذاك وفي السنوات الأولى من الألفية الثالثة كانت البوسنة ما زالت تتعافى من الحرب، وتبتدئ حياة جديدة على الرغم من آثار جدري الكراهية الذي خلَّفه (...)
تبدأ الاستحقاقات الكبرى بضوء الفكرة، وباجتراح مغامرة تحقيقها، وإيقاد السعي المتواصل رغبةً في رؤيتها تمشي على قدمين. وكم هم محظوظون أولئك الذين سمحوا لأفكارهم الصحيحة أن تتجسّد؛ كي تحملهم إلى المنصات، وتأخذ بيدهم إلى منطقة ضوء التقدير.
في الثامن من (...)
العنوان هنا مقتبَسٌ عن رواية: (حياة كاملة) للكاتب النمساوي (روبرت زيتالر)، وقد حصلت هذه الرواية على مكان في القائمة القصيرة لجائزة البوكر الدولية للعام 2016 ، وانتشرت في أصقاع العالم بترجمتها إلى لغات عديدة.
في الرواية يعيش البطل (أندرياس إيجر) حياة (...)
تنقل معاجم اللغة العربية شروحًا مختلفة للكلمات التي تتصل بما ينتجه الإنسان من صور اللغة، أو علاقته بها. لعملتيِّ الكتابة والقراءة مشترك دلالي هو (الاجتماع والضم)، يتصل هذا المشترك بالفعل المحسوس شفويًّا وبصريًّا، وبما يحدث ذهنيًّا، ثمَّ استعماليًّا (...)
قبل مدة ليست بالبعيدة نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) دراسة عن واحدة من التداعيات غير المرئيَّة لجائحة (كورونا): كان فقد الملامسة والعناق وسواها من أشكال الاتصال الجسدي أمرًا مؤثِّرًا في ظلِّ ظرف صعب يحتاج الإنسان فيهما إلى كلِّ مواساة ممكنة.
في تلك (...)
ينبعث الأدب من مسرَّات الحياة ومآسيها، وهو -وإن كان تدوينًا شخصيًّا، وإدراكًا فرديًّا، وانفعالًا خاصًّا- فإنه يقارب الحالة الإنسانيَّة في صورتها العامَّة بوصفه إرثًا إنسانيًّا يُبنى – في أساسه – على التوثيقات الفرديَّة لتجارب الحياة، وعلى صوت واحد (...)
قد لا تكون هذه الأيَّام هي أفضل ما مرَّت به الإنسانية في تاريخها، وما إن نلتفت إلى الوراء حتى نرى أنَّ العالم قد انزلق في خنادق من الأزمات حولت وجهه، لكنه كان يعرف أنه ينجو حين يأمُل، وأنْ يأمُلَ يعني أن يَعمل؛ لأنَّ الحياة تستمر بحركة الدفع (...)
كان خلق الإنسان بكلمة مفتاحًا لوضع الكلمات موضعها المهمَّ من حياته وكينونته؛ فبالكلمات عرف الإنسان كيف يطرق أبواب كلِّ ما استُغلق عليه، فأشهر منها مفاتيحه الأقوى: الأسئلة.
وقد نخطئ أحيانًا منطقةَ الأسئلة المناسبة، إلا أنَّ الخطيئة الكبرى هي ألاَّ (...)
من جميل ما تَكْنِي به العرب عن عفَّة الرجل، واجتنابه لمراتع السوء قولهم مدحًا: إنَّ فلانًا «لا يُرخي لمُظْلِمةٍ إزارَه»، وتفسير هذا أنَّه قد كان من عادة الرجال طالبي المتعة المحرَّمة - حين يقصدون ليلاً نساء السوء في خِيَمهن وبيوتهنَّ المعلَّمة (...)
كان من أبجديَّات ما تعلَّمناه في دراسة تاريخ الأدب أنَّ القبيلة تحتفل بشعرائها المبرَّزين، فحين ينبغ فيها شاعر تستيقن أنَّها امتلكت لسانًا مجسِّدًا لمآثرها. في تلك البدائيَّة القديمة كان الصوت يعني شيئًا؛ فباللغة -وحدها- ضمنت المضارب الحضور المهندَم (...)
اكتنفتْني غبطة غامرة وأنا أقرأ تقريرًا مضيئًا باعثًا على الفخر، أصدرته وزارة الثقافة لرصد الحالة الثقافية في المملكة لعام 2019م.
وما يجعل المنجزات التي رصَدَها التقرير - وهو الأول من نوعه - ذاتَ قيمة هو أنَّها تتجاوز المُعطى الرقمي غيرَ القليل فيها، (...)
في الحلقة الخامسة من السلسلة الوثائقيَّة (The Last Dance) – (الرقصة الأخيرة) التي كانت ترصد رحلة صعود فريق كرة السلة الأمريكي (Chicago Bulls)، وصعود نجمه العالمي (Michael Jordan)، في تلك الحلقة وفي سياق الحديث عن (الرقصة الأخيرة): المباراة التي (...)
في الحلقة التاسعة من الموسم الأوَّل لمسلسل (THE CROWN) البريطاني يقوم خطٌّ حدثي جوهري على لوحة تكريميَّة كانت مقرَّرة للسياسي البريطاني ورئيس الوزراء (ونستون تشرشل) هديةً من أعضاء مجلسي البرلمان.
كُلَّف برسم اللوحة -التي يُقال إنَّها كان من المفترض (...)
من لطائف التعبير القرآني: توصيفُ حالة (انفصال) أهل الإيمان عن الجموع الضَّالة، ونأيهم عمَّا يسيء إلى دينهم، وعدولِهم إلى ما اختاروه من نهجٍ ب(العزلة)؛ فحين عزم (فتية الكهف) على مفارقة قومهم، والنجاة بإيمانهم، عبَّر القرآن عن هذه المفارقة (...)
للشاعر سويد بن أبي كاهل قصيدة تسمى (اليتيمة)؛ وبها عد من شعراء (الواحدة) الذين حالفهم حظ الشهرة بقصيدة طربت بترديدها الألسن، ومطلعها:
بسطت رابعة الحبل لنا
فوصلنا الحبل منها ما اتسع
اشتهر من القصيدة هذا المطلع الغزلي العذب، ويقول الشراح في معناه: إن (...)
أصدُّ - ما استطعت - عمَّا يردني من المقاطع المصوَّرة لما يُصنَّف مادة مضحكة، أو ترفيهية يكون أبطالها أطفالاً. أظنُّ دومًا أنَّ الأمر يناقض كلَّ ما نشأت عليه من أنَّ حماية الطفل مقدَّمة على كلِّ حاجات الحياة الأخرى ومتطلَّباتها، وما يجعل الأمر أكثر (...)
في يوم من أيَّامنا العاديَّة تسيِّر الحياة نفسها في رتابة محبَّبة، وتبدو مثل متوالية من سلسلة أعمال عادية لا يتصوَّر العقل أن تكون في يومٍ أمنيةً بعيدة؛ لأنَّها كانت تبدو في حكم ما لا يمكن أن يغادر الصورة: جلوس في مقهى، التعثُّر بحديث عفوي في طريق (...)
يغدو التعامل مع اللغة الأمِّ مشوبًا بكثير من التحديات في ظلِّ عولمة الثقافة، ثمة مزاحمة لسانية مع لغات أكثر سطوة وحضورًا، وبالنظر إلى أن أي فكرة تنقلها اللغة هي - في نهاية الأمر - منتج يحيا بالحضور والانتشار، فإنَّ سوق التلقي المغرية هي تلك التي تقع (...)
إنَّ الخفَّة التي تتحرَّك بها أصابعنا فوق شاشات أجهزة التقنية الحديثة تخبرنا عن مقدار اتصال حياتنا بها؛ فلم تعد التقنية مجرَّد فسحة ترفيهيَّة، أو إضافة يمكن الاستغناء عنها؛ إنَّ التقنية اليوم هي الوجه الجديد للحياة: نعبِّر بها، ونعبُر من خلالها إلى (...)
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ} (18 سورة يوسف)، بهذه الكلمات من كتاب الله كانت الدكتورة سارة البديِّع -رحمها الله- تختم حديثها عن أي أمرٍ يرهقها، أو يشغل بالها، فلم يكن ليثير استغرابي مقدار صبرها واحتسابها، وهي في أشد أدوار مرضها قسوة؛ (...)
وحدة
تنخل Emma Davis حبوب ذاكرتها كي تعلق وردة وحيدة في مصفاة العمر.. لا يحصر أحد - على الأغلب - ما يمكن لوردة وحيدة أن تقول!
ضلال
اعتاد منذ ابتسمت له في أول مرة أوصل فيها فاتورة الكهرباء إلى منزلها أن يترك لها وردة عند عتبة الباب قبل أن (...)
الغبار الذي تنفخه عن البوم الصور..
شاهد وحيد
على ان الحاضر يسقيك ضجرة.. بوفرة!
مساء عاطل عن العمل
ذاك الذي لا يمنح وردة،
او.. حلما يجيد الاستلقاء في الوقت الممتد.
لمن يخترع الفراغ وجوده؟
لأوقات مزدحمة تظهر امتلاءها في (...)
مساء عاطل عن العمل
ذاك الذي لا يمنح وردة،
او... حلماً يجيد الاستلقاء في الوقت الممتد
لمن يخترق الفراغ وجوده؟
لأوقات مزدحمة تظهر امتلاءها في ظلمته؟!
أم... لفراغ (بائت) متسخ من فرط فراغه؟!
الجلبة التي خلفها الاصدقاء حزمتها جنية (...)