المولود - مثلي - في نهاية الثلاثينات من هذا القرن، يتذكر بشكل ضبابي غارات "المحور" على الدلتا المصرية، حينما كنا نقضي الاجازة الصيفية، وقد رجعنا من السودان - حيث كان يعمل أبي - إلى مصر، إلى بيت أخوالي، في شبين الكوم ودمنهور.
لعلي أيامها كنت في (...)
عندما طالعت ما نشرته "آفاق" بتاريخ 15 تشرين الثاني نوفمبر لم اصدق ما قرأت، وظننت بأن في الأمر مزحة. فاتصلت من خلال الفاكس الذي لا امتلكه بالموزع الدولي للصحيفة وسألته عما اذا كانت هناك طبعة مصرية خاصة ومختلفة تماماً عن الطبعة الأوروبية لصحيفة (...)
بعد ملابسات التحقيق في مطار امستردام يواصل رؤوف مسعد سرد "مغامرة" زيارة فلسطين - اسرائيل حيث يكتشف ان التمييز العنصري يتخذ شكلاً اخر هناك.
الفكرة اللئيمة خلف التحقيق والاستجواب - على رغم بلاهتها - تفي بالغرض مع معظم الناس. الغرض هو افهام المسافر، (...)
في منتصف شهر حزيران يونيو 1998 تلقيت دعوة من التلفزيون الهولندي القناة الثالثة التي اتعامل معها للذهاب الى فلسطين - اسرائيل للقيام ببحث ميداني عما حدث للشعب الفلسطيني بعد خمسين سنة على قيام دولة اسرائيل، وتركوا لي حرية اختيار واسعة لموضوعاتي (...)
استيقظتُ من نومي نشطاً على غير العادة. العادة أني أستيقظ منهكاً كأني مشيت أميالاً. أستيقظ غاضباً ناقماً. لكنْ، هذا الصباحَ استيقظتُ نشطاً مبتهجاً. هاتفت صديقي كمال الذي يقاربني في خريف العمر، وقلدتُ أغنية سعاد حسني: «الدنيا ربيع والجو بديع... قفِّل (...)
استيقظتُ من نومي نشطاً على غير العادة. العادة أني أستيقظ منهكاً كأني مشيت أميالاً. أستيقظ غاضباً ناقماً. لكنْ، هذا الصباحَ استيقظتُ نشطاً مبتهجاً. هاتفت صديقي كمال الذي يقاربني في خريف العمر، وقلدتُ أغنية سعاد حسني:"الدنيا ربيع والجو بديع... قفِّل (...)
هي تخاف الظلام منذ صغرها. والآن قامت وداد وتبينت أول الدرج. لمست بأصابع قدمها اليمنى العارية حتى من جورب قطني، الحافة الحجرية الرطبة. تحركت فوقها. أحست أنها خفيفة. استر يا رب. التقطت أذنها أصواتاً قريبة؛ فجفلت. كلّمت نفسها بصوت مسموع. لم تسمع صوتها (...)
هي تخاف الظلام منذ صغرها. والآن قامت وداد وتبينت أول الدرج. لمست بأصابع قدمها اليمنى العارية حتى من جورب قطني، الحافة الحجرية الرطبة. تحركت فوقها. أحست أنها خفيفة. استر يا رب. التقطت أذنها أصواتاً قريبة"فجفلت. كلّمت نفسها بصوت مسموع. لم تسمع صوتها (...)
ونعني هنا بالحبس السياسي، أي السجن والاعتقال، ما عانى منه المئات في مصر في الشهور الماضية نتيجة تضامنهم مع القضاة في مطالبهم المهنية. المحبوسون هنا هم من معظم فئات المجتمع طبقياً ومهنياً. أما إطلاق الكلام المحبوس، وهو ما يعنينا هنا، فقد انطلق مما (...)
تعليقاً على مقالة"ماريو بارغاس يوسا وزواج الثقافي والسياسي"فخري صالح"الحياة"12/10/2010.
- يكشف فخري صالح هنا بحيادية ونزاهة موضوعية عن رؤية بارغاس الإبداعية والسياسية.
توجد مدرسة تربط بين انتاج الكاتب ورؤاه السياسية ومدرسة تفصل بين الاثنين. انا أميل (...)
تعليقاً على مقالة"محمد أركون رائد حوار الأديان رحل عن 82 عاماً""الحياة"16 /9/ 2010.
- لا أعتقد ان ضوء علم التأويل مرتبط بأشخاص، متى رحلوا، خبا الضوء وانطفأ. فمنذ ابن رشد وما قبله وما تبعه يظهر العقل الإسلامي، في شكل متواصل رؤاه التأويلية للنص (...)
كان يفكر وهو يستمتع بهدوء الصباح. سيرى ابنته اليوم على العشاء. منذ سنوات استقلت بحياتها. لها دخلها من عملها. استأجرت مع زميلة لها مكاناً. يجلس على الفراش بالطريقة التي نصحه بها طبيب العظام: لا تنس أنك في السبعين. لازم تفكرني؟ ما أنت حذرتني من كام (...)
تعليقاً على مقالة غالية قباني"خصوصية الأدب العربي بعيون نقاد بريطانيين""الحياة"23/6/2010 لا تستطيع ندوة أو ندوات أو قرارات عليا أن تعلن محاسن أو مساوئ هوية كتابة لكاتب عربي مثلاً يقيم في الغرب، يكتب أو لا يكتب بالعربية.
في دراسة قيّمة أصدرها معهد (...)
يبدو عنوان"يوميات عانس"، مخادعاً، خصوصاً إذا تركز نظرنا على الغلاف، الذي قدمته الفنانة سعاد عبد الرسول، حيث غطت بوردة حمراء أسفل خاصرة تخطيط لجسد أنثى. مخادعة صورة الغلاف ضرورية لكي تخاطب فضول أو فانتازيا القارئ الذكر الشرقي حتى"يتعرف"الى العانس (...)
البيت مزدحم بشدة، لكنه مع ذلك، يعطي إحساساً بفراغ ثقيل. وقلبي حزين، ذلك الحزن الذي يأتيك في الأحلام التي ليست كوابيس. حزني مبعثه ضيق الذي يجد نفسه مضطراً لفعل ما لا يريد. لكنني لا أعرف بدقة ما أريد وما لا أريد، وهذا ما يضاعف إحساسي بالعجز المصاحب (...)
منذ نحو عامين أخبرتنا جهينة الخبر اليقين: ثمة جائزة مهولة القيمة الدولارية، أُطلقت عليها تسمية جائزة البوكر العربية تيمناً بالبوكر البريطانية الوقور، الحسنة الصيت والطيبة السمعة.
تابعنا بلهفة وحسن نية أخبار الجائزة... ثم ظهرت كتابات، مثل ما كتبه (...)
فاجأنا الكاتب المصري علاء الأسواني ببضع مغالطات، أشاعها في الصحافة المصرية ولم يكن من هدف لها إلا تلميع ذاته المتضخمة وتصفية حسابات شخصية.
أولى هذه المغالطات أن وفداً رسمياً من الكتاب المصريين ذهب إلى تورينو. والحقيقة أن وفداً من الكتاب المصريين (...)
خلال مشاهدتي "سَلَطة بلدي"، كنت استرجع في ذاكرتي ما قرأته لأمين معلوف في "هويات قاتلة". فبالرغم من العنوان المخادع للفيلم الا انه يستحق تصنيفا له بامتياز هو"الهوية القاتلة". فالفيلم يحدد منذ البداية خروجه عن السياق العام الآمن والمألوف لأفلام تتعرض (...)
من المؤكد أن "خلق" نظام الوكيل الأدبي في البلاد العربية سيكون بمثابة انقلاب ثقافي لمصلحة المبدعين. ستظهر بعض العقبات وأبرزها ثقافة التشكيك وانعدام الثقة. لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة! ولعل الزميل فخري صالح يتابع كتاباته وبحثه في هذا الموضوع (...)
ما حدث في الإسكندرية قبل أيام، يعبرّ بصدق مؤلم عن حالة الهشاشة التي تشكل العلاقة بين معظم المسلمين والمسيحيين في مصر بالرغم من تكرار مقولة ان الوحدة الوطنية المصرية قوية وتاريخية.
فحشد بضعة آلاف في وقت قصير والتعبير عن غضبهم بحرق سيارة شرطة ومحاولة (...)
تقول المادة الرابعة من دستور السودان الجديد - 1998: "السيادة في الدولة لله وحده، الخالق للانسان، وتنتقل هذه السيادة لشعب السودان، الذي يطبقها بتعبده لله، وبتحمله الامانة، وبنائه الوطن، ونشره العدل والحرية والشورى الشعبية ويشّرع ذلك في الدستور (...)
لا أذكر اني التقيت بماجد السمرائي أبان عملي في العراق في مؤسسة السينما والمسرح من سنة 1975 وحتى 1978. ليس هذا إنكاراً بمعرفة الرجل، فالذاكرة الطاعنة في العمر أصبحت خوانة. أما الكاتبة عالية ممدوح فالتقيت بها مرة وحيدة في أمستردام قبل بضع سنوات حينما (...)
مزامير النبي داوود عليه السلام تحكي عن السبي البابلي الاول وعن استحالة نسيان أماكن تختزنها الذاكرة. لكن عنوان الفيلم المثير "إِنسَ بغداد" forget Baghdad يتحدث عن لعنة اخرى.
لم تكن بابل المزامير سوى أرض السبي للمهزومين، بينما تحولت اسرائيل، الوطن (...)
على رغم اسمه "المسبب للحرج" فهو آشوري، غير ممارس لآشوريته يعلن حبه لأميركا ولا يخجل! يعمل مع اليسار ويجاهر بميوله اليمينية. ومن متع الحوار ان يتحاور الواحد مع شخص صادق لدرجة الإحراج أو كاذب تماماً لدرجة الفولكلور.
صموئيل شمعون من النوع الأول الذي (...)
في مقاله بعنوان "مقابر... مقابر، واقتراح" في "تيارات"، قبل اسبوعين، طرح حازم صاغية على المثقفين العراقيين اقتراحاً بالتنادي للعمل على عدم تكرار المقابر الجماعية التي انكشفت أخيراً في العراق ويطالبهم برفع شعار Never Again. وإنني اقترح توسيع دائرة (...)