يروي لي صديق أنه عندما مات والده استعانوا بشركة متخصصة لنقل الجثمان للمدينة المنورة؛ حسب وصية والده، وإقامة مراسم العزاء لمدة ثلاثة أيام، وقد قدمت لهم الشركة فاتورة بقيمة التكلفة بلغت 86 ألف ريال!! وروى لي أكثر من شخص أن تكاليف العزاء تتجاوز 40 ألف (...)
لا يليق بهذا النادي إلا العشق ولا بتاريخه إلا الهوى ولا بإدارته ولاعبيه إلا الإعجاب.
هو رمز من رموز العشق لكنه لا يدخل في دائرة الأساطير، فهو رمز حي باقٍ، ثبتت محبته في القلوب كما ثبتت في الراحتين الأصابع.
لا يؤمن عشاقه بقول القائل نقِّل فؤادك حيث (...)
عندما عابوا على قيس بن الملوح جنونه في حب ليلى العامرية رغم قلة حظها من الجمال قال لهم (ما رأيتم ليلى بعيني قيس).
وهذا هو حال عشاق الاتحاد الذين مهما أخفق النادي أو تقهقر ازدادوا عشقاً له وتمسكاً به، فعيونهم غير العيون وقلوبهم غير القلوب وأفئدتهم (...)
هل بلغنا اليوم الذي صارت فيه مكتبة المنزل عبئاً على المكان وخارج حدود الزمان؟ وهل يغفر لنا مؤلفوها ومهدوها لو وجدونا نبحث عمن يحملها بعيداً عنا؟ وهل نطيق وداعها وتهون علينا خدماتها الغابرة؟
هذه أسئلة مفزعة يسوقها الأديب الأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن (...)
ما أقسى تغريدة الألم التي عبر بها معالي الدكتور نزار بن عبيد مدني (مهما بذلت من جهود وحققت من نجاحات فيجب ألا تتوقع بعد تقاعدك من الجهة التي كنت تعمل فيها الكثير في مقابل ذلك هذه حقيقة ماثلة للعيان وإن كانت مؤلمة إلا أن عليك أن تتعايش معها وتتقبلها (...)
لو كان هناك كتاب لظرفاء المعلمين لكان أستاذنا الطاهر واحداً منهم إن لم يكن الأول على صفحاته..
لا تلقاه إلا ضاحكاً ينشر البسمة فيمن حوله ويشيع أجواءً من الفرحة والسرور أينما حل..
رغم إجازته العالمية من الأزهر في التربية والأدب عام 1961م، إلا أن (...)
إذا كان التعصب الرياضي سبباً للعداوات والخلاف اليوم حتى بين أبناء الأسرة الواحدة، فقد كان سبباً لحب هذا التربوي الكبير الذي كان يدير موجات التعصب بين المشجعين من الطلاب بروح مرحة وألفاظ ساخرة تشيع جواً من الود بينهم بعيداً عن الأحقاد.. ولم تكن هذه (...)
ما عرفت إنساناً متصالحاً مع نفسه ومن حوله كهذا المربي الكبير، ومرد ذلك لفضيلة التسامح التي جُبل عليها
كأنما اتخذ من قول بشار حكمة له
إذا كنتَ في كُلِّ الأمور معاتبًا
صديقَكَ لم تَلْقَ الَّذي لا تُعاتِبُهْ
فعِش واحدًا أو صِلْ أخاك فإنَّهُ
مقارفُ (...)
لم يكن المربون والتربية قصراً على البيت والمدرسة بل تتجاوزهما لتبلغ الشارع وبيئة العمل، وبقدر ما تؤثر هاتان البيئتان سلباً على الإنسان في سلوكه أحياناً فإن لها من الإيجابيات ما لا يمكن حصره في عجالة، وربما تلمَّس كلٌّ منا في حياته موقفاً مؤدباً له (...)
كان مظهره في اليوم الأول من العام الدراسي 1394ه غير مألوف بالنسبة لنا، كان غريباً عن كل المعلمين الذين عرفناهم في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، فقد ولج الفصل بحقيبة «سامسونايت» فاخرة، وكانت عادة المعلمين أن يحملوا الحقائب الجلدية، وكان يلبس ثوباً (...)
يكاد لا يغادر المدرسة منذ أن التحقنا بها طلاباً في المرحلة المتوسطة وكأنه قد اتخذ سقيفة كان قد رفعها في الركن الشمالي الشرقي من مدرسة ابن تيمية المتوسطة للحركة الكشفية في المدرسة سكناً له، تراه في طلائع الصباح وبعد الظهر وفي المساء عندما يلتقي طلاب (...)
هذا معلم استثنائي بلا مراء، يعرفه كل من درس في ثانوية الشاطئ بجدة، وأقول يعرفه مع التشديد لأن معلم الثانوية غالباً هو الأبقى في ذاكرة الطالب على خلاف معلم المرحلة الابتدائية والمتوسطة الذي بعُد بعهده الزمن، والأمر ليس على إطلاقه لكنه حال الكثيرين، (...)
اسم له رنين في الأذن ووقع في القلب وخشية في النفس، وكأنما بسطت صفة الجبار على شخصه رداءً من الهيبة وأعطته مدداً من القوة التي جعلته من أصحاب المبادئ المثلى والمواقف الثابتة التي لا تتبدل في أحلك الظروف.. وهو فوق هذا جميل في قوله وفعله..
لا يليق (...)
هناك معلمون مُلهِمون يرسمون لك درب الحياة منذ الصغر ويضعونك على بداية الطريق دون أن تعلم أن الطريق قد رسمت لك ولن تتجاوزها إلى غيرها إلا تحت تأثير ظروف أخرى غيرت لك مجرى الحياة..
أستاذي جميل الفرا واحد من هؤلاء المربين العظام..
كنت واحداً من مجموعة (...)
دعاني الصديق القريب على البعد أحمد الرزقي بتعداده لأنواع الرثاء والذي هو أصدق ما يقال من شعر بما يحمله من عواطف صادقة
لا يتسرب إليها الزيف إلى تذكر قصيدة عظيمة في الرثاء تنضح بالحكمة كنت أتخذ بيتاً منها حكمة في الحياة وهو البيت الذي يقول:
ومكلفُ (...)
نشطت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال السيرة الذاتية، وخاصة بين بعض المسؤولين ممن لا تعني سيرتهم القارئ وليس فيها ما يغري بالقراءة بدءاً من الميلاد حتى ساعة التأليف، ولو تفرغ كل مسؤول حكومي لتسطير سيرته الذاتية لتجاوزت سِيَرُهم دواوين الشعر (...)
قال لنا المعلم في المرحلة المتوسطة إننا سندرس في الثانوية كتاب عبقرية عمر للأستاذ عباس العقاد؛ وهو من الكتب التي تحتاج إلى قراءة جادة ليست كتلك الكتب التي ندرسها في المرحلة المتوسطة، وكنا جميعاً أنا وزملائي مفتونين بشخصية الفاروق دون سائر الصحابة، (...)
ظاهرتان لا تنفصم عراهما عن الأمم المتحضرة؛ وهما العلم والفساد، وإذا كان العلم والحضارة متلازمين أثراً فإن الفساد تابع لهما لا محالة، فقد فتح العلم أبواباً مغلقة استطاع المنتفعون الولوج منها لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المجتمع، وما صورة التطور التقني (...)
في مدينة بوسطن داخل محطة القطار تبادلنا النظرات غير مرة، كلانا يحدق في الآخر ويحسبه من بني جلدته، فالملامح العربية كانت قاسماً مشتركاً بيننا وهي الدافع لإطالة النظر لكننا ككل العرب نتوجس من بعضنا خارج حدود بلداننا وخاصة في الغرب حيث رسم لنا الإعلام (...)
فيلفريدو باريتو عالم الاقتصاد الإيطالي (1848–1923) صاحب القاعدة الشهيرة (80-20) التي تقوم على أساس النتيجة والسبب، حيث يرى أن 80٪ من النتائج هي محصلة 20٪ من الأسباب. ويذهب باريتو بهذه القاعدة لعدة تطبيقات في الحياة، فيقول على سبيل المثال إن 80٪ من (...)
يُروى أن الأديب الكبير حمزة شحاتة عندما غادر الوطن واستقر به المقام في القاهرة زاره أحد أصدقائه مبدياً سخطه على المملكة ومتطاولاً عليها، وكأنما أراد أن يسترضيه بهذه الكلمات، فقال له شحاتة: «لقد قلت كلمتي هناك في الوطن وليس خارجه»! ففهم المتطاول (...)
قديماً كانوا يطلبون الذهب بالكيمياء حتى قال قائلهم:
خذ الفرار والطلقا شيئا يشبه البرقا
إذا ما خلط جمعاً ملكت الغرب والشرقا
ولما اعياهم الطلب قالوا: من طلب الذهب بالكيمياء لم يأمن الفقر..
الا ان الكيميائي المحتفى به اليوم ما فكر يوماً بالذهب، كان همه (...)