يروي لي صديق أنه عندما مات والده استعانوا بشركة متخصصة لنقل الجثمان للمدينة المنورة؛ حسب وصية والده، وإقامة مراسم العزاء لمدة ثلاثة أيام، وقد قدمت لهم الشركة فاتورة بقيمة التكلفة بلغت 86 ألف ريال!! وروى لي أكثر من شخص أن تكاليف العزاء تتجاوز 40 ألف ريال وقد تتعداها تبعاً لأعداد المعزين!! ألا يكفي أهل الميت مصابهم حتى يتحمّلوا هذه التكاليف الشاقة؟! عندما مات جعفر بن أبي طالب قال سيد ولد آدم نبي الرحمة لأهل بيته «هلَّا صنعتم لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم». أما ما يحدث اليوم خلاف ذلك!! من تجهيزات مكلفة على أهل الميت وتقديم الطعام بما يكفي المعزين رجالاً ونساءً على مدار ثلاثة أيام!! ماذا لو اقتصر عزاء الرجال على التعزية في المقبرة بعد الصلاة والدفن، وفيها من الأجر ما يعدل قيراطين كما أخبر رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- أو الحضور إلى دار أهل الميت وتقديم التعزية والمغادرة دون المكوث طويلاً مما يستدعي إقامة مكان خاص، لذلك يتبعه طعام العشاء للرجال والنساء، أو الاتصال هاتفياً لتقديم التعزية. إن إنفاق هذه التكاليف من قبل القادرين كصدقة جارية عن الميت أجدى من صرفها على مراسم العزاء التي تنتهي في الغالب بتقديم الملاحظات على الطعام. نحن بحاجة إلى إعادة النظر في مثل هذه العادات البالية التي أصبحنا أسرى لها دون اعتبار لمدى الإسراف فيها من قبل البعض أو عجز القدرة لدى البعض الآخر مما يدفعهم للاقتراض للوفاء بمتطلبات العزاء. قد يختلف معي البعض ولكل رأيه وهو موضع التقدير..