بعد أن تناولت حلقة الأمس الحياة الرحبانيّة على جمر القلق، بين «هنا» و«هناك» وبين «ليل» و«نهار»، هنا الحلقة الثانية والأخيرة:
في فندق دانا، في إبل السقي المجاورة لجديدة مرجعيون، والذي افتُتح بسبب إقامة الجنود الدوليّين هناك، ثمّة ما يذكّر بالمنطقة (...)
لا تنفعل جديدة مرجعيون ولا تغضب. هي تمقت السياسة، ولديها صيغ كثيرة في إعلان مقتها هذا. وحين يتناول أهلها التطوّرات الكبرى لتاريخهم، يبدون كمن يؤرّخ ببرودة الجيران أحداثاً حصلت في غرف نومهم. فوق هذا، تراهم دائماً يصوّرون تلك الأحداث كما لو أنّها فاتت (...)
بعد أن تناولت حلقة الأمس مرور الطريق إلى ميشال عون من... جونيه، هنا التتمة الأخيرة:
تغيّرت جونيه كثيراً منذ حرب السنتين. فالبلدة البحريّة ذات السطوح القرميديّة، المنسجمة والمتواضعة في استعراض مفاتنها، لم يبق منها الكثير. ذاك أنّ القرى الثلاث، حارة (...)
بعد أن تناولت حلقة الأمس العائلات السياسيّة والحرب وحزب الكتائب، هنا التتمة:
كان على القوّات اللبنانيّة، منذ بشير الجميّل وخصوصاً بعده، أن تموّل نفسها بنفسها.
ذاك أنّها افتقرت إلى الدعم والتمويل اللذين وفّرتهما دول كالعراق وليبيا وإيران لميليشيات (...)
ثمّة دهشة في العالم تضرب كسروان. أهل ذاك القضاء، الممتدّ ما بين نهري الكلب جنوباً وإبراهيم شمالاً، هيّأوا أنفسهم طويلاً وهيّأهم تكوين لبنان الطائفيّ، لأن يكونوا «عمق النصارى» في مواجهة الإسلام. لكنّهم لم يحظوا في تاريخهم الحديث إلاّ بأعداء مسيحيّين، (...)
بعد أن تناولت حلقة الأمس شكراً دور البحر في حياة المدينة السياسيّة وأفكارها، هنا التتمّة:
عند مفرق برج رحّال، قبل بلوغ صور، يتجمّع شبّان ذوو مظهر ولهجة ريفيّين، يبيعون ركّاب السيّارات «سي دي» عن انتصار «حزب الله» في يبرود السوريّة. لكنّ أولى (...)
بعد أن تناولت حلقة الأمس أحمد الأسير بين التنصّل والتفهّم وكونه سحر الساحر الملتبس، هنا التتمّة الأخيرة:
تهبّ نُذر أخرى من مخيّم عين الحلوة الفلسطينيّ الملاصق للمدينة كما تهبّ عليه. وهنا تتبلور رواية موازية تماماً للرواية الشيعيّة - الصيداويّة. لكنّ (...)
تحرق مدينة صيدا الماضي، هي التي يستغرقها الحاضر مثلها مثل معظم المدن والمناطق المسلمة السنّيّة. فإذا بدت زغرتا دائمة التذكّر ليوسف كرم، وبشرّي لخليل جبران، وإذا كانت زحلة وجزّين مفطورتين على استحضار عائلاتهما، فهذه ليست حال صيدا التي تعدو مسرعة من (...)
بعد أن تناولت حلقة الأمس الهويّة الباردة التي يحوّلها التنازع السنّيّ – الشيعيّ هويّة ساخنة، هنا حلقة ثانية:
ينطوي كلّ تفاؤل على قدر من الإنكار. وهذا معهود في اللبنانيّين عموماً حين يتحدّثون عن «العيش المشترك»، غاضّين النظر عن كمٍّ من التناقض في (...)
بعد أن تناولت حلقة الأمس «لبنان المصغر الذي يفتنه تاريخ مديد من صراعاته...»، هنا التتمة الأخيرة:
مع اغتيال رفيق الحريري في 2005، خفق قلب المدينة لمن صاروا 14 آذار. وفي ذاك اليوم الذي حمل التحالف السياسي اسمه، زحفت زحلة إلى بيروت بكثافة ربما كانت (...)
يصعب أن يُفهم لبنان من دون أن تُفهم زحلة. فهي، مُصغره، المكان الذي سريعاً ما تغدو مشاكله الداخلية عابرة للحدود. وهي، مصحوبة بقضائها، الرقعة التي تعيش فوقها أقوام الطوائف جميعاً. فهناك المسلمون، السنة منهم والشيعة، والمسيحيون، بموارنتهم وكاثوليكهم (...)
بعد أن تناولت حلقة الأمس ماضي الاصطياف وحاضر القلق الطائفيّ والإقليميّ، هنا التتمة الأخيرة:
لا يستطيع الجزّينيّ، بسبب معاناته مع فائض الجغرافيا، أن يفكّر بنفسه إلّا من خلال جواره. والحال أنّ التاريخ هناك سخيّ في استعراض ما فعلته الجغرافيا، بدلالة (...)
ذات يوم، قبل 1948، كان المصيفان الوحيدان في لبنان عاليه وجزّين. أمّا البلدات الأخرى، كبحمدون وصوفر، فكانت تهمّ أن تصير كذلك. ولأنّ جزّين غير بعيدة من فلسطين المتّصلة بمصر، غدت مصيف الباشوات المصريّين وسواهم من المتّجهين شرقاً وشمالاً. هكذا، نشأت (...)
بعدما تناولت حلقة الأمس تقنيّات الزعامة، الثابت منها والمتحوّل، هنا التتمّة الأخيرة:
لا تتعادل تماماً السياسات المعلنة لوليد جنبلاط، بما فيها تقلّباته الوظيفيّة، مع المشاعر الدرزيّة التي تترجّح بين الخفاء والإعلان. فأحياناً تذهب هذه المشاعر أبعد (...)
بعدما تناولت حلقة الأمس حرب الجبل بوصفها مفتاح السياسة الدرزيّة، هنا التتمّة:
إذا صحّ أنّ حساسيّة البقاء أقوى الحساسيّات الدرزيّة، صحّ أنّ وليد جنبلاط خير من يمثّل الحساسيّة تلك. فهو سليل العائلة التي تتولّى زعامةَ طائفتها إبّان النزاعات والحروب، (...)
حين يُذكر «الشوف الأعلى» يُقصد العمق الداخليّ للدروز. فإذا صحّ اعتبار كسروان عاصمة «الانعزال» المارونيّ، صحّ اعتبار الشوف الأعلى عاصمة «الانعزال» الدرزيّ. فهو، على عكس مدينة عاليه مثلاً، لا يملك تقاليد تجاريّة وإن غزته التجارة في السنوات الماضية، (...)
بعد أن تناولت حلقة الأمس الطريق المتعرّج من العائلات المتنازعة إلى الحزب الواحد، هنا التتمّة الأخيرة:
ما من شكّ في أنّ القوّاتيّة، في بشرّي كما في غيرها، تغذّت على هالة بشير الجميّل إبّان صعوده أواخر السبعينات انتهاءً بانتخابه رئيساً ثمّ اغتياله في (...)
في الطريق الذي يوصل إلى بشرّي تنتشر بلدات وقرى، كالحدث وحصرون، سطوح بيوتها لا تزال قرميديّة. لكنّها ليست من قرى مارون عبّود المرسومة على أغلفة كتبه. فهي مأهولة، تمهّد الحركةُ فيها لحركة بشرّي الأكبر حجماً والأكثر أمكنة ومقاهي ومطاعم. لكنّ نقص (...)
بعد أن تناولت الحلقة السابقة حزب الله بين البدايات السود والخاتمة الناصعة البياض، هنا التتمة:
على الطريق الموصلة إلى بعلبك، في رأس العين، وفي كل مكان، تتكاثر صور الشبان الذين قُتلوا في سورية. لا بل هناك ملصق يحمل عنوان «ذكرى أسبوع الشهداء الأطهار» (...)
بعد أن تناولت الحلقة السابقة ثقافة «حزب الله» بوصفها ثقافة معادية للمصالح، لا مكان فيها للمهرجانات، هنا التتمة:
ليس تاريخ «حزب الله» في البقاع بسيطاً، ولا هو يقبل التبسيط. فقد وجد الحزب نفسه مدعوّاً إلى التغلّب على مصاعب وتعقيدات كثيرة. فهناك (...)
بعد أن تناولت الحلقة السابقة فائض التاريخ الذي خلّفه يوسف بك كرم في الواقع وفي ذاكرة الجماعة، هنا التتمة الأخيرة:
لم تعد زغرتا إلى الواجهة السياسيّة اللبنانيّة إلاّ مع انتخاب رينيه معوّض رئيساً للجمهوريّة، أواخر 1989، بعد توقيع اتّفاق الطائف. لكنّ (...)
في سياق رصد تحولات المدن اللبنانية اجتماعياً وسياسياً، وفي محاولة لرسم خريطة لنفوذ الطوائف والأحزاب صعوداً أو هبوطاً في صوغ الحياة العامة، تأتي زيارة «الحياة» لمدينة زغرتا الشمالية استكمالاً لسلسلة تحقيقات بدأت في طرابلس والنبطية.
وقد تبدو زغرتا، (...)
بعد أن تناولت الحلقة الأولى انتكاس التفاؤل وسيطرة «حزب الله» على المجتمع أطفالاً وكباراً، أحياءً وشهداء، في النبطية ومحيطها، هنا حلقة ثانية:
لم يعرف أهل النبطيّة حدّة الاستقطابات كما عرفوها في العقدين الماضيين. صحيحٌ أنّ الخلافات والمنازعات ليست (...)
بين كثيرين التقيناهم، نبطانيّين ونبطانيّات، في مدينتهم الجنوبيّة كما في بيروت وضاحيّتها، طلبت الغالبيّة ألّا تُذكر أسماؤها، فيما قالت الأقليّة إنّها لا تمانع في ذكر الأسماء. وخوفاً من ميل القرّاء إلى نسبة كلّ ما يرد في هذا التحقيق إلى أصحاب (...)
إذا كانت «عاصمة الشمال» ظالمة نفسها، فهذا لا يلغي وجود ظالمين آخرين لها. والحال أنّ المظلوميّة واحد من مصطلحات الأدب السياسيّ الطرابلسيّ الجامع.
فعند السلفيّين، هو ظلم مركّب يطاولهم كطرابلسيّين وكسنّة وكسلفيّين. وهم يبدون كمن استجلب هذا المفهوم من (...)