بعد أن تناولت حلقة الأمس شكراً دور البحر في حياة المدينة السياسيّة وأفكارها، هنا التتمّة: عند مفرق برج رحّال، قبل بلوغ صور، يتجمّع شبّان ذوو مظهر ولهجة ريفيّين، يبيعون ركّاب السيّارات «سي دي» عن انتصار «حزب الله» في يبرود السوريّة. لكنّ أولى الملاحظات عن سلعتهم المُسعّرة بعشرة آلاف ليرة، أنّ اللهجة المعتمدة فيها عراقيّة مطعّمة بالفصحى. فالسامع لا يقع في ال «سي دي» على لهجة سوريّة أو أخرى لبنانيّة، كما لا يرد ذكر لسوريّة أو نظامها أو رئيسها، وإن وردت إشارة سريعة إلى جيشها. أمّا الموسيقى فواضحة تشكّلها آلات عدّة، ومن دون أن تقتصر على الأناشيد يخترقها لحن «راي» مغربيّ يموسق عبارة «هيهات منّا الذلّة». لكنْ ربّما كان أهمّ ما في ال «سي دي» دعاء يكاد يكون سنّيّاً لحسن نصرالله، يتحدّث فيه عن النبيّ محمّد فيما يخلو من كلّ دلالة شيعيّة، تصحبه مقتطفات من خطابات الأمين العامّ في حرب 2006! هذا الاختلاط الذي يُستقبل به الداخل إلى صور من شمالها، لا يشي إلاّ بالقليل عن وضع «حزب الله» في المدينة. فهنا، وعلى عكس ما يُظهره السطح من سطوة ل «أمل»، يبدو كأنّ الحزب ينشئ سلطة خفيّة تقيم تحت السطح ولا تتدخّل إلاّ في ما تراه بالغ الحساسيّة يستدعي منه الحسم. فإذ تتقارب أعداد الصور واليافطات التي يرفعها كلّ من الطرفين، ويتعادلان في تشويه مشهد المدينة العامّ، يتسلّل إلى الناظر شعور مفاده أنّ «أمل» لا تبغي من الصورة إلاّ الصورة. وهذه ليست حال الحزب الذي يقول في لحظات الشدّة: الأمر لي. ففي 2009، مثلاً، كانت صور على موعد مع فرقة برازيليّة للسامبا دعتها وزارة الثقافة ووافقت «أمل» وبلديّة صور على دعوتها. لكنْ ما لبثت الاحتجاجات أن تصاعدت على «عُري» الراقصات، وظهرت فتوى أصدرها مئة شيخ، على رأسهم علي ياسين المقرّب من الحزب، تقضي بتحريمها. وفي النهاية، تدخّل «حزب الله» باسمه الصريح معلناً أنّ الممنوع ممنوع، فصمت المتحدّثون. بعد تلك الحادثة جاء تفجير المطاعم الأربعة التي تقدّم الخمور لزبائنها، متحدّياً الرخاوة التي بموجبها تسوس «أمل» المدينة. ولئن اختلف تأويل الصوريّين فاتّهم بعضهم «حزب الله»، في سرّهم طبعاً، واتّهم آخرون جهاديّين من فلسطينيّي المخيّمات، لوحظ أنّ الحزب تفرّد بعدم الاستنكار الذي أبداه أهل صور، عبر فاعليّاتهم وممثّليهم الأهليّين بمن فيهم الحركة. وإذ يُقدَّر وجود عين للحزب «ساهرة» على الوجود الفلسطينيّ، يُقدَّر أيضاً وجود عين مماثلة على الوجود السوريّ، فيقال إنّ عناصره الأمنيّة منتشرة في البساتين وعند المفترقات «منعاً لأيّ تصادم» مع السوريّين. الريف مقابل البحر ف «حزب الله»، فضلاً عن استنطاقه العصب الشيعيّ، وعمّا يقدّمه من رعاية وخدمات، وفّر حلاً لمشاكل النساء من أرامل الحزبيّين بتسهيل تزويجهنّ، كما تكفّل باليتامى. وهو خاطب الشبيبة الباحثة عن مثالات لم تجسّدها «أمل»، وعن تماسك تنظيميّ تفتقر إليه فيما يحبّه صغار السنّ. ومن خلال «كشّافة المهديّ» وتوزيع الدرّاجات الناريّة ودفع معاشات لعاطلين من العمل تبلغ أحياناً 500 دولار، عزّز الحزب حضوره بين اليافعين. لكنّ مراقبي الوضع الصوريّ يلاحظون أنّ «حزب الله» يختلف عن حركة أمل في سمتين اجتماعيّتين: فهو الأقوى في القرى المحيطة بالمدينة التي لا يني سكّانها يتدفّقون عليها. ومعروفٌ أنّ صور، المتجانسة طائفيّاً مع جوارها الشيعيّ، يدخلها كلّ صباح عشرات الآلاف من أبناء قرى القضاء. ثمّ إنّ البيئات الطبقيّة التي ينمو الحزب فيها أدنى كعباً، بصفة عامّة ومرنة، وأضعف حيلةً من تلك التي تجذبها الحركة. والحال أنّ «حزب الله» استكمل التحويل الاجتماعيّ الذي انطلق مع موسى الصدر، مُكسباً إيّاه مزيداً من الجذريّة في القاعدة الاجتماعيّة كما في الثقافة والطقوس الملازمة. فظاهرة الحجاب، وإن لم تنتشر في عموم صور التي عاش فيها موسى الصدر ونمت حركته، تنضح بها بيئة الحزب المتّسعة بسبب إقبال الشبيبة عليه. والمقلق أنّ «حزب الله» قد يستفيد من تشنّج لا يزال محصوراً في المساجد ليوسّع مساحته ومساحة الرموز التي يعمّمها. ذاك أنّ المساجد الصوريّة تعجّ بالمصلّين كلّ جمعة، حيث يتبارى خطباؤها الشيعة في تمجيد المقاومة، فيما يتبارى خطباؤها السنّة في تمجيد الجهاد. وهناك تحويل في القيم أحدثه الحزب ويُحدثه. فتقليديّاً، نجح البحر، بثقافته وتجارته، كما بتغريبه وتلويثه، في كسر ريفيّة الصوريّين. هكذا نشأ، وفق عبّاس بيضون، ميل إلى التنكّر للأصل، وباتت كلمة فلاّح مهينة في عرفهم. بل ظلّ، حتّى الستينات من القرن الماضي، مرور لابس العُقال في الأسواق «مشكلة لصاحبه». أمّا الآن فالشعور الغالب أنّ الفلاّحين غلبوا الصوريّين وصاروا لا يقلّون عنهم رسوخاً في مدينتهم. لقد ضخّم «حزب الله» مسألته مع إسرائيل لدى الشيعة، وهي التي اقتصرت طويلاً على الحزبيّين والعقائديّين منهم، تكاد لا تتعدّاهم إلى نطاق شعبيّ أعرض. لكنّ النجاح، هنا، لا يزال يبدو متفاوتاً. فمع أنّ الإسرائيليّين أنزلوا ضربات مدمّرة بصور في 1982، يبقى الحديث عنهم أقرب إلى النثر الجيوبوليتيكيّ البارد منه إلى الشعر الحماسيّ. مع ذلك، فالنجاح يبدو مطلقاً حين يطلب الحزب أداء أدوار تفيده بذريعة الخطر الإسرائيليّ، كأنْ يعلن، مثلاً، عن طرد «الأهالي» الغامضين قوّات الأمم المتّحدة لأنّهم يصوّرون! وهذا في مدينة سياحيّة داعبتها لعشرات السنين كاميرات السيّاح. يفاقم الخطرَ الآتي من «حزب الله» أنّ «أمل» ليست طرفاً تنظيميّاً جدّيّاً أو متماسكاً، وأنّها تخلّف فراغات أكثر ممّا تملأ، فيما عائلات التقليد السياسيّ تميل إلى الاستظلال به ضدّاً على «أمل». هكذا تسمع، مثلاً، من يقول إنّ حسن نصر الله، لا نبيه برّي، هو الذي يمثّل امتداد موسى الصدر وتركته بسبب «استمراريّة المقاومة». وعلى العموم، إذا بدا البحر حليف الحركة، فإنّ الدفق الريفيّ على صور حليف الحزب. ولهذا ربّما كان على «أمل» أن تحذر: ذاك أنّ المؤمنين الذين يقصّرون المسافة بين الطبيعة الأولى والله، لا يتردّدون في التفكير بتجفيف البحور. تكفي نظرة سريعة إلى المدن المتوسّطيّة في العقود الماضية للتيقّن من أنّ جنود الله على أنواعهم لا يحبّون الماء. ضمور العائلات السياسيّة وفي هذا المناخ جرت محاولات متفرّقة رادها بعض أبناء العائلات للترشّح إلى النيابة أو إلى المجلس البلديّ. بيد أنّ المعبّرين عن المحاولات المذكورة لا يكتمون مرارةً أحدثها انقلاب الأزمنة. فرجل الأعمال شوقي صفيّ الدين، نجل محمّد، يرى أنّ الفئات الجديدة «نسيت آباءنا، فيما الشبّان يوالون حزب الله»، مضيفاً أنّ الثلاثين سنة الفائتة جعلت أيّ تحرّك سياسيّ تباشره العائلات المغيَّبة صعباً جدّاً. وبدوره يقول المهندس محمّد شرف الدين، نجل جعفر وحفيد عبد الحسين، إنّ الأبناء والأحفاد «ما عادوا يذكروننا، وإن كان أهلهم يحنّون إلى تلك الأيّام»، مقدّراً أنّ الحركة والحزب يحظيان اليوم بتأييد «ثلثي الشارع». وليس من غير دلالة أنّ معظم تلك العائلات اخترقها التنظيمان عميقاً، لا سيّما «حزب الله» الذي يُعدّ أبرزُ وجوهه في قضاء صور هاشم صفيّ الدين، ابن خالة حسن نصر الله. وعلى العموم، انحاز الأغنى بينهم إلى الحركة، والأفقر إلى الحزب، وهو ما لم يبرأ منه يساريّون سابقون بعضُهم قاده عشق المقاومة إلى الله وحزبه، وبعضهم قاده الرغبة في حياة أفضل إلى نبيه برّي وحركته. على أنّ آباء العهد القديم لم يبق أيّ منهم على قيد الحياة. فما بين وفاة كاظم الخليل في 1990 ووفاة علي الخليل في حادث سير عام 2005، رحل جعفر شرف الدين في 2001 ومحمّد صفيّ الدين في 2006. وهم، في عمومهم، مثّلوا حالة اجتماعيّة لم يجانبها لون من التحديث: فقد درس كاظم الخليل في مدرسة الفرير بصيدا ثمّ في الجامعة الأميركيّة ببيروت قبل أن يتخرّج في جامعة دمشق محامياً، بينما أنجز محمّد صفيّ الدين دراسته الابتدائيّة والتكميليّة في المدرسة الأسقفيّة للروم الكاثوليك. وإذ درس جعفر شرف الدين في الكليّة الشرعيّة ببيروت، فقد التحق بعدها لفترة قصيرة بمعهد الآداب الشرقيّة في اليسوعيّة. وعمل الخليل وصفيّ الدين محاميين وقاضيين، كما أدار شرف الدين الكليّة الجعفريّة، وكان شاعراً عموديّاً مهتمّاً بالثقافة الإسلاميّة، فيما تولّى علي الخليل تدريس العلوم السياسيّة في الجامعة. وبدورها تمثّلت البورجوازيّة المهجريّة لصور وقضائها بسليمان عرب وشقيقه علي، ثمّ بشيء من الاستعراض الكوميديّ بيوسف قاسم حمّود، بينما بقي المصرفيّ علي الجمّال مرشّحاً محتملاً دائماً. وهؤلاء جميعاً لم تُطوَ صفحتهم فحسب، بل استعيض عنهم بأربعة نوّاب لقضاء صور كلُّهم من خارج المدينة. فممثّلا الحزب بينهم، محمّد فنيش ونوّاف الموسويّ، من قريتي معروب وأرزون، وممثّلا الحركة، علي خريس وعبدالمجيد صالح، من قريتي برج رحّال وباتوليه. صحيح أنّ ممثّلي العهد القديم هم أيضاً ممّن وفد آباؤهم إلى صور من قراها المجاورة، بيد أنّ تلك الوفادة كانت جزءاً من تشكّل المدينة ومن تدامُج أبنائها، ما لا يصحّ اليوم بالمقدار ذاته. ذاك أنّ سنوات الاحتلال الإسرائيليّ أطلقت هجرة ضخمة من قرى «الشريط الحدوديّ» إلى صور، فيما غالبيّة أهل المدينة أضحوا يقيمون في بيروت أو الخارج. فكأنّ الهجرة من صور جاءت تعلن ضيق المدينة بسكّانها وضيقهم بها، بينما الهجرات إليها اعترضت سيرورة تشكّلها بعدما قطعت، ما بين العشرينات والسبعينات، شوطاً بعيداً. هكذا يرى حسين شرف الدين أنّه «لم تظهر حتّى الآن خطّة لإيجاد نسيج مشترك» بين سكّان صور والوافدين إليها، فيما يؤكّد آخرون أنّ الغالبيّة الساحقة من موظّفي الدولة اليوم من القضاء وليسوا من المدينة. وربّما رغب نبيه برّي في امتصاص تذمّر صوريّ محتمل حين تبنّى علي الخليل وألحقه به، هو المولع بإلحاق العائلات المهيضة الجناح، أو حين برّز ناصيف سقلاوي، مدير شركة الريجي، والصوريّ الذي يخاطب أهل المدينة أكثر ممّا يفعل نوّابها. مَن للمواجهة؟ وحدها عائلة الخليل، التي تزعّمها كاظم طويلاً، تتمرّد اليوم على سلطة الثنائيّة الشيعيّة، ولا تكتم عطشها إلى تغيير جذريّ يسنده تلاحم داخليّ أقوى ممّا تحتفظ به العائلات الأخرى. لكنّ الإلمام بالمدينة في حدّه الأدنى يوحي بأنّ المحاولة التي يرعاها السفير خليل كاظم الخليل أقرب إلى نطح الصخر، وأنّ صاحبها لا يعدو كونه مصغّراً عن نجل الشاه الإيرانيّ الذي يحلم بالعودة إلى إيران شاهاً. فالخدمات التي درج كاظم على تقديمها، لا سيّما في العهد الشمعونيّ حيث كان وزيراً شبه ثابت في حكوماته، أصبحت في عهدة التنظيمين. أمّا «القبضاي» القديم الذي كان «يفعل السبعة وذمّتها» ويجد في الخليل من يفكّ أسره ويشدّ أزره، فحلّ محلّه «قبضاي» آخر هو وحده اليوم من «يفعل السبعة وذمّتها». لكنّ آل الخليل، وفي هذا شجاعةٌ مؤكّدة، واظبوا على معاندة السائد. فهم، في ذروة الناصريّة، كانوا شمعونيّين، وقفوا ضدّ التيّار في «ثورة» 1958 وطُردوا من مدينتهم عقاباً. ولا يزال صوريّون قدامى يتذكّرون زيارات كميل شمعون لكاظم الخليل الذي كان يصطحبه لتناول الفطور عند «العبد بارود»، فوّال صور الأهمّ. أمّا بعد انصرام العهد الشمعونيّ، فبقي الخليل شمعونيّاً قحّاً، تبوّأ منصب نائب الرئيس في «حزب الوطنيّين الأحرار»، وسمّته الصحافة «عرّاب الحلف الثلاثيّ» في 1968 الذي جمع، إلى الرئيس السابق، بيار الجميّل وريمون إدّه، وكان التعبير عن مارونيّة قصوى أطاحت الشهابيّة في جبل لبنان. ثمّ في «العهد الفلسطينيّ» وقف آل الخليل في وجه السلطة الجديدة وطُردوا، مرّة أخرى، وعلى نحو أوسع، من صور التي عادوا إليها، غير هيّابين، مع الاجتياح الإسرائيليّ. وفي تلك الغضون استعادوا بعض قدرتهم القديمة على توفير الخدمات لطالبيها. لكنْ ما إن رحل الإسرائيليّون حتّى أُحرق منزلهم العائليّ وجعلت قوى الهيمنة الجديدة من اسمهم اسماً يرادف الخيانة. وإذ أتيح لهم لاحقاً أن يعودوا إلى مدينتهم، دلالةً على اطمئنان الثنائيّ الشيعيّ إلى سلطته، فهذا ما لم يحمِ آل الخليل من التعرّض لامتحانات صعبة. ففي 1992، حين ترشّح ناصر الخليل، نجل كاظم الأصغر، إلى الانتخابات، تعرّض لمحاولة اغتيال أصيب من جرّائها إصابات جدّيّة، وفي مطالع 2005 تناولت الصحف خبراً عن تفجير منزل النجل الأكبر خليل الخليل في بلدة معركة من قضاء صور. لقد اصطبغت المعاندة التي أبداها آل الخليل بدم كثير اتُّهموا به سبق الدم الذي طُلب منهم، كما خلّفت جبلاً من الأحقاد والكراهية. بيد أنّ النهج الذي نهجوه، بما انطوى عليه من نضاليّة ومشاكسة، لم يُعدم الجذور والأسباب البعيدة. فهم ليسوا سيّاداً كعائلتي شرف الدين وصفيّ الدين، بل استمدّوا موقعهم من الإدارة وتقديماتها، المحلَّل منها والمحرّم. وهذا ما أضعف حساسيّة الدين عندهم قياساً بحساسيّة الدولة القابلة لأن تنقلب مزرعةً في أيّة لحظة. ثمّ إنّ زعيمهم كاظم، الذي تعود نيابته الأولى إلى 1937، لم يغازل مرّةً الاتّجاهات العروبيّة وشبه العروبيّة التي طغت في هذه الحقبة أو تلك، ولم يكن فيه، صغيراً أو كبيراً، شيء من هذا. فلئن انتسب محمّد صفيّ الدين في شبابه إلى حزب النجّادة، فقد اقترب جعفر شرف الدين من حزب البعث الذي كان من قياديّيه علي الخليل، قريب كاظم المنشقّ عنه. وإذ ربطت شرف الدين علاقة وثيقة بالمقاومة الفلسطينيّة، وبات صفيّ الدين من أركان موسى الصدر، بقيت السياسة عند كاظم الخليل محكومة بمركزيّة المارونيّة الجبليّة. واستمرّ هذا التقليد، في وجهه الثقافيّ، عبر كريمة كاظم، مهى الخليل الشلبي، المهتمّة بالآثار والسياحة، والتي أسّست مهرجانات صور الدوليّة في 1972. وعلى نحو مألوف في نساء البورجوازيّة المسيحيّة، وغير مألوف في نساء مثيلتها المسلمة، سعت إلى مشاريع كتنسيب مدينتها إلى «رابطة المدن الكنعانيّة والفينيقيّة والبونيّة». مواضيع ذات صلة: