تتبلور في إطار الحرب الاسرائيلية الحالية على لبنان سلسلة من المعطيات الجيو - استراتيجية الجديدة تشمل المواقف والتحالفات التي تطرح أسئلة ملحة عن مسار المواجهات وما يمكن ان تؤول اليه:
لجهة إسرائيل:
1- أظهرت الحرب الحالية على لبنان درجة العطب العالية (...)
في خضم الصراعات والأزمات المصيرية التي تشهدها دول عربية، تنتصب هامة الرئيس زين العابدين بن علي في الذكرى العشرين لنداء السابع من تشرين الثاني نوفمبر 1987 منبهة الجماهير العربية الى ان هنالك قيادة تحدت الركود العربي آنذاك، ووعدت بالعدالة والحداثة (...)
من عادة الرؤساء الاميركيين ان تكون لكل منهم عقيدته الاستراتيجيّة الخاصة, من مونرو إلى جورج بوش الذي يتميّز عمن سبقه في انه اصدر عقيدتين متتاليتين. ففي ولايته الاولى، وعقب كارثة 11 ايلول سبتمبر, أعلن بوش"العقيدة الاستباقيّة". وفي بداية الولاية (...)
يبدو للمراقبين ان الساحة اللبنانيّة تحوّلت اخيراً إلى مركز الثقل الاساسي للتحرّك الدولي. وقد يخال لبعضهم ان لبنان تحوّل دولة محوريّة اساسيّة في الاستراتيجيّة الاميركية في المنطقة. وهذا إنطباع خاطئ بالطبع. فلبنان ليس مصر أو إسرائيل، وهو حتما ليس (...)
من غريب الامور ان يتبدّل النظام العالمي في شكل جذري بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، ولا تتبدّل معه مؤسساته وبناه التحتيّة التي كان يرتكز عليها هذا النظام. فبحسب الكاتب الاميركي الفين توفلر، مرّت البشريّة عبر تاريخها بثلاث موجات، الاولى زراعيّة كانت (...)
ينقل المفكّر الاميركي صموئيل هنتنغتون في كتابه الاخير، "من نحن"، عن مفكّر اميركي آخر هو ريتشارد هوفستادتر المقولة التالية:"كان قدر الولايات المتحدة كأمّة عبر تاريخها ألا تكون لها إيديولوجيّة. لا بل كانت هي إيديولوجيّة في حدّ ذاتها". وأن تكون اميركا (...)
إذا أراد هذا المؤرّخ دراسة أسباب الهزيمة، وأسباب النصر في فترة تاريخيّة قديمة جدّا، فمن الضروري أن يدرس الباحثون في الاستراتيجيا وفي الحروب، أسباب الفشل والنجاح في الحروب الحاليّة.
كانت نتيجة الحروب القديمة تُقرّر من خلال معركة حاسمة واحدة. أما (...)
المؤكد ان الرئيس جورج بوش في ورطة كبيرة على أبواب الموسم الانتخابي. خسر والده الانتخابات لأنه ربح الحرب الاولى على العراق، وأهمل الاقتصاد. أما هو فربح الحرب العسكريّة حتى الآن، مع بعض الانتكاسات، أما الاقتصاد فيُحقّق حاليّاً نموّاً لم يعرفه منذ (...)
نصح المفكّر الاستراتيجي الصيني صان تسو، قبل اكثر من ألفي سنة، القادة العسكريّين في كتابه "فن الحرب"، بعدم دخول المدن والقتال فيها. فحرب المدن جهّنم بالنسبة للعسكر. لا يعرف فيها العسكري من اين يأتي الخطر على حياته. وفيها تتساوى القدرات العسكريّة بين (...)
ربما عكست صفقة تبادل الاسرى نقطة الضعف الكبرى لدى إسرائيل، ألا وهي العنصر البشري. وإلا ما معنى ان تسلّم الدولة العبرية نحو 436 اسيراً بين لبناني وعربي في مقابل اربعة اشخاص فقط، وما معنى هذا الاصرار الاسرائيلي على معرفة مصير الطيّار رون آراد لترتقي (...)
تعقب كل حرب مرحلة يثبّت المنتصر فيها انجازه ويستفيد منه. وهذه الاستفادة لا بد من ان تتمأسس على ارض الواقع، خصوصاً في البعد الامني، وهذا ما تبرع فيه الولايات المتحدة. لذلك لا تشذّ الحرب الاميركية السريعة على العراق عن هذا التوصيف، فهي سترسم خريطة (...)
نشرت صحيفة مقالاً 19-4-2003 تحدثت فيه عن نية الادارة الأميركية الاحتفاظ مستقبلاً بأربع قواعد جويّة في العراق. وبعد ثلاثة ايام، أكد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان لا مصلحة للولايات المتحدة في ابقاء قوات لها في العراق بعد الفترة اللازمة لإرساء الامن (...)
يركز المنظّر البروسي كارل فون كلوزفيتز في كتابه "في الحرب" على أهمية التوازن الدائم بين الأهداف والوسائل. فالهدف المُكلف لا يستحق الاستثمار فيه. وإذا ما فاقت كلفة الوسائل قيمة الأهداف، كان لا بد من العدول عن تحقيقها.
بدأت الحرب على العراق بقصف (...)
يركّز الكاتب الأميركي روبرت غرفيس في كتابه "الإدراك الحسي، والإدراك الحسي الخاطئ في العلاقات الدولية"، على أهمية إدراك الذات ووعيها، كما إدراك الآخر، في العلاقات الدولية. لذلك، فإن أي إدراك خاطئ قد يؤدي إلى توتر العلاقات، وفي بعض الأحيان إلى (...)
أطلّ زعيم القاعدة، اسامة بن لادن مرتين في اقل من شهر واحد، على العالم ككل، وعلى العالم الإسلامي خصوصاً. في المرة الأولى عبر "الجزيرة"، بأمر يتعلق بالعراق، والمرة الثانية، عبر الإنترنت لمناسبة عيد الأضحى المبارك. فماذا عن تحليل مضمون الرسالتين؟
1- في (...)
لم يؤدِّ سقوط الاتحاد السوفياتي إلى إعادة رسم صورة التحالفات الإقليميّة والدوليّة لمرحلة ما بعد الحرب الباردة بصورة جذريّة. وظلّت الولايات المتحدة لعقد من الزمن تُدير العالم، من خلال استراتيجيّة الانفتاح، لكن من دون اللجوء إلى استراتيجيّة الفرض (...)
أطلقت الولايات المتحدة بعد 11 ايلول سبتمبر حربها العالمية على الارهاب، التي أطلق عليها تسمية "الميكرو - حرب". فهي ليست شاملة كالحرب العالمية الثانية، ولا محدودة كالحرب الكورية، بل تخاض من مجموعات عسكرية صغيرة، ضد مجموعات عسكرية اخرى أطلق عليها تسمية (...)
عام وأكثر على المفاجأة الاستراتيجية للولايات المتحدة والمتمثلة ب11 ايلول سبتمبر 2001. غيّرت هذه المفاجأة أميركا في الصميم. غيّرتها في نظرتها ووعيها الى نفسها، والى العالم على حد السواء. ومن المعروف انه عندما تتغير أميركا، يتغيّر العالم. لماذا؟ في (...)
يأتي الحديث عن قانون محاسبة سورية في الولايات المتحدة ضمن تظهير الصورة الأساسية في المنطقة من المنظور الأميركي، وهو جزء من عملية ترجمة الخطاب السياسي داخل الإدارة الأميركية عملياً على ارض الواقع. فالقانون احدى الوسائل السياسية التي تستخدمها هذه (...)
يبدو ان نمط الخطاب السياسي الأميركي وحدّته نحو العراق ينذران بعنف لم تشهده المنطقة منذ 1991. وفي هذا الاطار سُرّبت سيناريوات لضرب العراق القاسم المشترك بينها عدم ضمان النتيجة مسبقاً. فمن نموذج حرب 1991، الى النموذج الأفغاني، تبدو الادارة الأميركية (...)
عادة ما يستعمل تعبير "الذهاب والإياب" في المباريات الرياضية. إذ يُعلن الرابح بعد حساب نقاط المرحلتين. وعند استعارة هذا التعبير لتطبيقه على ما يخطط للعراق، يتبين ان النتيجة محسومة سلفاً. فميزان القوى يميل لمصلحة الولايات المتحدة، في ظل خلو الساحة (...)
يبدو الرئيس الباكستاني برويز مشرّف في وضع لا يُحسد عليه. فهو محتار بين ادوار متعددة مطلوب منه القيام بها. ولكل دور ثمنه إن كان على الصعيد الشخصي او الوطني، الداخلي او الخارجي. فهل هو أتاتورك باكستان، الذي يحاول تحديثها وتوجيهها نحو الغرب بحسب ما (...)
عندما استهدفت الولايات المتحدة في 11 ايلول سبتمبر ذهبت الى افغانستان، وأعلنت الحرب الكبرى على الارهاب. لماذا لا يمكن اذاً لاسرائيل الذهاب الى قلقيلية لضرب الارهاب؟ أسئلة يطرحها المحللون الاسرائىليون لتبرير حملة الإبادة. فهم يريدون بذلك ان يجعلوا من (...)
على رغم فداحة المأساة في فلسطين، والتنديد الكلامي العربي حتى الآن، يجب علينا ان ننظر ونتنبّه الى الهمس الذي يدور في امكنة اخرى وراء الكواليس وبالتوازي مع الضجيج المميت الذي نسمعه آتياً من ارض فلسطين. ويتساءل المرء، هل يمكن فصل ما يجرى في فلسطين الآن (...)
مدّ العرب يدهم لآرييل شارون، فقابلهم بفوهة الدبابة وباستدعاء الاحتياط. ويتساءل البعض، لماذا هذه العنجهية والتكبّر الاسرائيليّين؟ ألم تعد المثالية موجودة ومعتمدة في العلاقات الدولية؟ وأين المبادئ والمُثل الاميركية التي بشّر بها الآباء المؤسسون للدولة (...)