في إحدى القصص القصيرة جدًا التي قرأتها مؤخرًا، قدّم لنا الكاتب فيها واحدة من شخصياته وهو الابن ذو الخمسة والعشرين عامًا بطريقةٍ ملتبسةٍ، جاعلًا إياه أثناء رحلته في القطار بجوار أبيه، يبدي فضوله من كلِّ ما تقع عليه عيناه، كما لو أنه طفلٌ صغيرٌ للتو (...)
إذا ما كانت القراءة سلوكًا يتكون كما غيره من السلوكيّات، فما السر وراء تحفيز المجتمع على خلق هذا السلوك لديه؟ وكيف تدفعه لدرجة أن يصبح هذا السلوك جزءًا من الروتين اليومي له؟
سؤالٌ ليس من السهل الإجابة عليه، ولكن ربما تكون محاول الإجابة عليه (...)
لطالما شاهدنا في مقاطع فيديو عديدة بعض التجاوزات والتحرّشات التي تقع غالبًا أثناء اكتظاظ الجماهير في الحفلاتِ الغنائية المفتوحة، أو في أماكنِ ازدحام وتجمُّع الجماهير الأخرى، غير مُقتصرٍ ذلك على بقعة بعينها فقط، بل إنه يحدث في أنحاءٍ مختلفةٍ من (...)
غالبًا يكتسب العمل الدرامي مكانته ونجاحه من خلال تكامل عناصر جمالية فنية عدة، وفي بعض الأحيان، ليس من الضرورة انتظار نهاية عرض العمل الدرامي؛ كي يمكننا رَصْد مقدار أهميته في الساحة الفنية المنتمي إليها، خاصةً إذا ما كان الحديث عن الأعمال غير (...)
كانت الرواية وما تزال فضاءً واسعًا تستوعب من الأفكار ما لا تستوعبه فضاءات أُخر، حاملة إيَّاها إلى المتلقي بطريقة غير مباشرة، مغلفة بالمتعة، ليتمكن هذا الأخير إلى حد ما من هضمها بأريحيَّة وبلا فظاظة مهما تباين معها، وبدت له غريبة وغير مألوفة.
الرواية (...)
يقول لي أحدهم: لا أعلم لماذا حين أكون في أحد المباني العامة، وأمام ممرين يؤديان بي إلى نفس الوجهة المنشودة، فإنني في الغالب أسلك الممر الأطول مسافةً والأكثر استهلاكًا للوقت؛ فقط لأنه يُجنّبني احتمالات عديدة بإمكاني تخيُّلها، مدفوعًا بصوتٍ داخليّ (...)
لطالما حدثتُ نفسي متسائلاً: ماذا لو استيقظت في الصباح على منظر نُفوق كائنات حيَّة في الشارع؟! ماذا لو كانت الأشجار في الشارع تُزْرَع ميتةً لا حياةَ فيها؟!
ماذا لو باتت الشوارع تُنْشَأ بلا لوحاتٍ وأسماء؟! أليس في ذلك مدعاة للاستغراب والنظر؟!
رغم أن (...)
على عكس الآخرين الذين يحتاجون منبّه الهاتف؛ لإيقاظهم من نومهم، كان عبدالله مستيقظًا بلا منبه، وعينيه تحدّقان إلى السقف الذي لأول مرة يشعر أنه منخفض عن العادة. أغلق عينيه قليلاً بينما كانت كلمة التغيير تتردد في ذهنه، قبل أن ينقلب في السرير، وينظر إلى (...)
في الماضي كنا نقرأ عن مستقبل المدن في أنحاء العالم، خاصة عن الحواضر المستدامة، ولم يخطر على البال أن يصبح لدينا أحد النماذج المستقبلية، بفضل مشروع مدينة «ذا لاين» في نيوم، الذي يُعد مشروعًا نهضويًا بمفاهيم غير تقليدية في تنفيذ التصميم المثالي (...)
قبل مدة من الزمن، كنتُ على قناعة تامة بأنني لن أغيّر أيًّا من أفكاري وقناعاتي، لكني وبعد مرور الوقت، فكرتُ واقتنعتُ أن التغيّر مبدأ عقلي (إن جاز قول ذلك)، وصيرورة من شأنها إسباغ سمة إنسانية على العقل. وقد رأينا بعض الأناس الذين تبدلت أفكارهم (...)
لا يخفى على الجميع الأهمية التي اكتسبتها منصات التواصل الاجتماعي، خلال السنوات الأخيرة، خاصة في تشكيل الرأي العام وتوجيهه، كذلك في بناء صورة ذهنية ما، والدفع باتجاهٍ معين. ولا نبالغ عندما نقول: إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم إحدى أدوات القوة (...)
دائما ما يتناهى إلى مسامعنا بعض التساؤلات الجدلية التي تدور حول دور المعلم، وما إذا كان هو الوحيد الملقى على عاتقه بناء أدوات الطالب المعرفية، والمسؤول عن مستواه التعليمي، دون التطرق والتساؤل عن دور الأسرة في ذلك. فقد تتحول فورا حالة فشل طالب ما عن (...)
يكاد يتفق الجميع في هذه الأيام أن ما بعد فيروس كورونا ليس كما قبله! لا سيما بعد ما بدأ فعليًا هذا الكائن المجهري بتغيير بعض مناحي الحياة اليومية التي نعرفها واعتدنا عليها طوال السنوات الماضية.
هنا، ليس المقصود هي التغيّرات الكبرى التي دائمًا ما (...)
في كل ليلة وبينما آوي إلى الفراش وبيدي أحد الكتب، أشعل مصباح القراءة وسط ظلام الغرفة، وسرعان ما أنغمس في القراءة لدرجة أني لا أشعر بنفسي إلا وقد استيقظتُ في الصباح التالي.
كنتُ لا أدري متى توقفتُ عن القراءة ولا عند أي صفحة قد غمضت عينايّ، هذا عدا (...)