في الماضي كنا نقرأ عن مستقبل المدن في أنحاء العالم، خاصة عن الحواضر المستدامة، ولم يخطر على البال أن يصبح لدينا أحد النماذج المستقبلية، بفضل مشروع مدينة «ذا لاين» في نيوم، الذي يُعد مشروعًا نهضويًا بمفاهيم غير تقليدية في تنفيذ التصميم المثالي والمتوازن لمدينة المستقبل، المرتكز مساره التنموي على النظام البيئي. فقد انطلق مشروع «ذا لاين» منسجمًا مع القضايا والهواجس العالمية والعلمية - فيما يخص التغيّر المناخي، والكثافة السكانية، والازدهار، والموارد - ومراعيًا الكثير من المحددات المستقبلية سواء كانت بشرية أو بيئية، ومعتمدًا على مجالات عدة، أهمها التقنية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة وغيرها.. كل ذلك من أجل بيئة مستدامة مناسبة للجميع على اختلافهم، وبالتالي مستقبلا أفضل يضمن للإنسان الحياة المناسبة. إن مثل هذه المشاريع الطموحة والعملاقة التي تُعتبر جزءاً من التحديات الكبرى أمام الإنسان، لها أهمية قصوى كونها خطوة في رسم معالم مستقبل الإحياء الحضري والاستدامة، وخطة في اتجاه الإصلاح البيئي الذي يدرك الجميع أهميته بلا شك. هذا بالإضافة إلى ما ستوفره من موارد، وفرص عمل، ورفد المسعى نحو خلق آفاق اقتصادية ضمن الأهداف المنشودة من رؤية 2030، كذلك منافع أخرى مباشرة أو غير مباشرة في الحاضر والمستقبل. المدن أعظم اختراعات البشرية، كما قال أحد الخبراء الاقتصاديين، وحقيقة أننا في السعودية نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، ونشعر بالفخر كوننا جزءاً من مخططات التنمية الحضرية المستدامة، وأن لدينا مشروعًا حضريًا مستدامًا، يشكل فرصة مهمة للعالم، ابتدأ بإعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عنه بطريقة غير عادية، وسوف يبنى من أجل الإنسان، وبإمكانه توفير أفضل مما هو متاح الآن.