شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لتعزيز الصحة الجسدية والروحية، حيث يحمل الصيام فوائد صحية عديدة، إذا ما تم الالتزام بتناول الطعام الصحي المتوازن، وتجنب العادات الغذائية الخاطئة. ولعل السؤال الذي يواجه أصحاب الأمراض المزمنة قبل بداية الشهر الكريم: كيف يتناولون الأدوية خلال رمضان؟ في ظل امتناعهم عن الطعام والشراب لفترة تصل إلى 12 ساعة تقريبًا، حيث يخشون من حدوث أي مضاعفات، ومن المهم استشارة الطبيب بهدف تحديد الجرعات والمواعيد المناسبة. من هنا رأينا ضرورة التأكيد على أن تناول الأدوية خلال شهر الصيام يعتمد على توقيت ونوع الدواء وعدد الجرعات، حيث لا توجد أي مشكلة بالنسبة للأدوية التي تؤخذ مرة واحدة يوميًا، حيث يمكن تناولها بعد الإفطار أو السحور، حسب توجيهات الطبيب، أما الأدوية التي تؤخذ مرتين فالأفضل توزيعها بين الإفطار والسحور، بينما يكون من الصعب الصيام مع الأدوية التي تحتاج إلى أكثر من جرعتين، ولا بد من استشارة الطبيب بشأنها، فهناك أدوية يتم تعديل وقتها، وضبط جرعاتها للتناسب مع أوقات الصيام. من الضروري مراجعة الطبيب قبل شهر رمضان لمرضى السكري والقلب، لضبط الجرعات بما يتناسب مع صيامهم، أو الاستفادة من رخصة الإفطار الشرعية. ولا يخفى عليكم أن مرضى السكري والضغط يحتاجون إلى عناية خاصة خلال الصيام، فمن المهم قياس نسبة السكر في الدم بانتظام، والامتناع عن الصيام إذا كان هناك خطر انخفاض شديد في السكر، أما مرضى الضغط، فعليهم تجنب الأطعمة المالحة والإكثار من السوائل، مع التأكد من تناول أدويتهم في الوقت المناسب. لا يفوتنا في النهاية التأكيد على أن شرب المياه بكميات كافية خلال ساعات الإفطار أمر ضروري لا يجب إغفاله، لتعويض نقص السوائل خلال الصيام، وكذلك ممارسة الرياضة الخفيفة التي تساعد على تحسين اللياقة وتنشيط الدورة الدموية.