عارض الأمير خالد بن طلال، فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي فيما ذهب إليه من تأييد نزع الأجهزة من المتوفين دماغيا دون موافقة ذويهم..! ، وأن بقاء الأجهزة على المتوفي دماغياً يشبه حال «اللحم في الثلاجة» !! .. وقال الأمير: أنه تلقى ببالغ الحزن والألم هذا التصريح الذى يخالف فتوى هيئة كبار العلماء التي صدرت عام 1417ه والتى نصت على " عدم جواز الحكم بموت الإنسان الموت الذي تترتب عليه أحكامه الشرعية بمجرد تقرير الأطباء أنه مات دماغيا حتى يعلم أنه مات موتا لا شبهة فيه ، تتوقف معه حركة القلب والنفس مع ظهور الأمارات الأخرى الدالة على موته يقينا، لأن الأصل حياته فلا يعدل عنه إلا بيقين ..". وشدد الأمير خالد في تصريح له لموقع (لجينيات) على أن أغلبية مرضى ما يسمى ب"الموت الدماغي" ليسوا موتى حقيقة ؛ وقال أن:" هؤلاء أغلبية أعضاء أجسامهم ما زالت تعمل و تقوم بوظائفها المختلفة ، و ما زالت الدماء تجري في عروقهم ".وأضاف الأمير خالد في تعليقه على ما وصف به الشيخ بن منيع لهؤلاء المرضى :" الدلائل و الشواهد تدل على حياة أصحاب هذا المرض ، لأن الموتى لا تعمل أعضاء أجسامهم و لا يجري الدم في عروقهم ؛ بل تتعفن و تتحلل أجسامهم و جثثهم ..فأين هؤلاء من أولئك ؟..! وتساءل الأمير أين الشيخ عفى الله عنه من التصريحات الأخيرة التي صدرت من المؤتمر العالمي الثالث لجراحي القلب الذي عقد في الأحساء وقد توصل العلماء والجراحون من كل أنحاء العالم أن سحب الأجهزة عن ما يسمى بالمتوفين دماغياً أن ذلك خطأ من الناحية العلمية والطبية .. خاصة أن تصريح الشيخ بن منيع الذي ظهر وأبرز بشكل لافت في الصحيفة جاء بعد توصيات المؤتمر العالمي والتي عُتم عليه إعلامياً في الصحافة المحلية وما ظهور هذا التصريح واستخراجه من الشيخ إلا دليل على ذلك !! .. حيث أن موقف الصحف كان مريباً في صف تجارة الأعضاء البشرية قائلاً :" لماذا تكتمت الصحف نتائج مؤتمر الإحساء في اخفاءها الحقائق الأخيرة في المؤتمر في حين تنشر وعلى نطاق واسع أقوال المخالفين لفتوى هيئة كبار العلماء بحرمة قتل مرضى ما يسمى بالموت الدماغي..؟!!". وكان فضيلة الشيخ بن منيع قد صدم الرأي العام من جهة وقطع حبل الرجاء والتعلق بقدرة الله جلت قدرته عن ذوي المرضى من جهة ثانية حينما أكد أن حال المرضى الذين يسمون بالمتوفين دماغياً يشبه حال :" اللحم في الثلاجة" !!، وقد خالف الشيخ ابن منيع بذلك فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وأستباح سحب الأطباء للأجهزة ممن يسمى بالمتوفى دماغيا وزاد على ذلك حتى بدون موافقة ذويهم !! يشار أن أكثر الدول الغربية ترفض نزع أجهزة التنفس والإنعاش عن مريض الموت الدماغي، إلا أن يكتب في وصية مسبقة ما يدعو إلى رفضه أيّ علاج دوائي يطيل حياته بدون فائدة ترجى، كما يحق لأهل المريض وحدهم اتخاذ القرار المناسب بدلا عنه في حال وقوعه في العجز عن اتخاذ القرار . وساق الأمير خالد بعض الأدلة من الشرع على حرمة قتل هؤلاء المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة بالقول:" من اجتهد وأفتي بقتل هؤلاء المرضى المساكين يقحم نفسه في عموم الآية الكريمة {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} سورة المائدة : الآية 32. و شدد سموه على أن كل من شارك في جريمة قتل هؤلاء المرضى و لو بشطر كلمة أو اجتهاد أو فتوى خالف فيها هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية داخل أيضا في عموم ما روي عن الرسول صلى الله عليه و سلم : " من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله " وأضاف :" لماذا لا يعود هؤلاء إلى الكتاب والسنة ويعلمون أن النفوس و الأبدان المعصومة محرمة على التأبيد .. و لا تدخل في باب الاجتهاد بحال.. و لا تستباح إلا بيقين"، وأكد أن هذا الاجتهاد بنزع الأجهزة و قتل مرضى ما يسمى ب"الموت الدماغي " ، وقال:" غدا قد يخرج علينا من يفتي بقتل مرضى السرطان ومرضى القلب ونقص المناعة وغيرهم ..لأن هؤلاء لم يكتشف لهم علاج إلى الآن (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) ، (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ) ( وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) .. وحينها نطبق وصفة "القتل الرحيم" التى تطبق في مستشفيات الغرب" وبعض الدول الإسلامية !!..! وشدد الأمير خالد على أن الشرع يحرم قتل المريض الميئوس من شفائه، وأكد أن الرُّوح مِلك لله لا يُضحَّى بها إلا فيما شرعه الله ، وختم تصريحه متأسفا على من صم أذنه عن سماع الحق والعمل به قائلاً :" نعوذ بالله من وقوع العلماء والمشايخ في ذلك أو المشاركة فيه بشطر كلمة من إباحة و نحوها.. و نسأل الله الشفاء لجميع مرضانا ومرضى المسلمين و السلامة من أن نحل الدماء ونقتل المرضى بمجرد اجتهاد ! العبد القادر: آلمني كثيرا تصريح الشيخ المنيع وقال موقع (لجينيات) أنه وصلت إليه رسالة من الدكتور عبدالله العبد القادر ، رئيس ومؤسس المؤتمر العالمي الثالث لعلوم طب القلب المتقدمة، أعرب فيها عن بالغ أسفه لتصريحات الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع، وقال فيها:" آلمني كثيرا تصريح الشيخ المنيع في عكاظ "، مضيفاً :" وهو للأسف امعان في الإعراض عن حقائق وعلم بين وإصرار على غلق الباب عن توسيع مدارك العلماء ليهديهم الله لفتوى الحق وهي سيرة السلف الصالح "، وأوضح أن الشيخ بن منيع :" لم يكن موفقا البتة في وصفه هؤلاء المرضى بما قال..ليته يدري بما جاء من نور العلم في المؤتمر .! مدير عام الطب الشرعي: نزع الأجهزة عن المتوفين دماغيامخالفة طبية شرعية يعاقب عليها القانون من جانبه أوضح مدير عام الطب الشرعي بالمملكة الدكتور طلال طه أنه في حال نزع الأجهزة عن المتوفين دماغيا ما لم يتوقف القلب والتنفس يعد مخالفة طبية شرعية يحاكم على إثرها الطبيب والطاقم الطبي الذي عمل على إزالة الجهاز، ويعامل على أنه قتل نفس عمدا.. كما أكد الدكتور طه أن مراكز الطب الشرعي بالمملكة تعمل على تطبيق الأحكام والفتاوى الصادرة من الكتاب والسنة. اليوسف: الضوابط الطبية الشرعية تنص على عدم رفع الأجهزه الطبية عن المريض طالما بقي على قيد الحياة وقال مدير مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض الدكتور مصطفى اليوسف: إن أغلب الوفيات الدماغية الموجودة في مستشفيات مناطق المملكة ليست بأمراض القلب فقط وإنما تكون ناجمة عن حوادث مرورية وجلطات دماغية وأزمات قلبية وغيرها من الأمراض المسببة للوفاة الدماغية.. وقال اليوسف: إن لكل مريض عمر محدد ولذلك فإن الضوابط الطبية الشرعية تنص على عدم رفع الأجهزه الطبية عن المريض طالما بقي على قيد الحياة. وكان الدكتور عبد الله العبد القادر قد أكد في تقرير سابق ( رابط التقرير ) على دراستين للدكتور "رولين مكراتي" من معهد علوم القلب في كاليفورنيا ، والدكتور "جفري أردل" أستاذ علوم الأدوية في جامعة كويلن للطب الباطني في تينيسي : إن "الاعتقاد السائد حتى الآن هو أن القلب ليس إلا مضغة لتصفية الدم ، والصحيح الذي أكدته الأبحاث الأخيرة "أن القلب هو العضو الأساسي ، وليس الدماغ" ( ملك الأعضاء ) ... وهو مصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ) هذا وكانت معظم الصحف ووسائل الإعلام السعودية قد واصلت التعتيم المتعمد والمثير للاستفهام على توصيات ونتائج المؤتمر العالمي الثالث لعلوم طب القلب المتقدمة ، والذي أنهى جلساته مؤخراً في الأحساء وحضره اختصاصيو القلب من جنسيات مختلفة من جميع أنحاء العالم ، ويرجع ذلك لإجماع العلماء المشاركين في المؤتمر على أن نزع أجهزة التنفس الصناعي من المتوفى دماغياً ، يعد قراراً خاطئاً من الناحيتين العلمية والطبية، وهو ما يضرب تجارة مراكز نقل الأعضاء البشرية في مقتل . وختاماً صرح الأمير خالد لموقع لجينيات أن الدليل الدامغ والقاطع يا فضيلة الشيخ أن نزع الأجهزة عن من يسمى بالمتوفى دماغياً خاطئ من الناحية الشرعية والعلمية والطبية وأنه قتل للنفس .. وما حدث لأبني شافاه الله وعافاه خلال الخمس السنوات السابقة والذي كان بناء على ما صرحت به بأنه لحماً في الثلاجة فقد تغير تشخيصه من ما يسمى وفاة دماغية إلى تشخيص أنه نباتي ثم إلى تشخيص أنه قليل الوعي ثم تشخيص أننا لا نعرف .. فأنه بناء على علمهم وإحصائياتهم وبحوثهم المفروض أن ابني قد توفى من ساعتين إلى 72 ساعة بعد الحادث .. وبما أنه أتيحت له الفرصة والحمد والفضل لله سبحانه وتعالى من عدم سحب الأجهزة منه فقد رأينا هذا التطور في التشخيص . . فقد ذهب الكثير من الأطباء الآن إلى قولهم أنه علينا إعادة التشخيص بما يسمى بالوفاة الدماغية . يا فضيلة الشيخ هل شهدت بنفسك عملية نقل الأعضاء حيث أنه يعطى لمن يسمى بالمتوفى دماغيا إبرة تشل المريض ولا تخدره .. ثم يبدأ الجراح يشق الجسم والقلب مازال ينبض ثم يبدءون بقطع أعضاء جسمه واحدة تلو الأخرى من كلى وكبد وبنكرياس وقرنيتي العينين وغيرها وقلبه ما زال ينبض ودمه يسير في عروقه .. وفي النهاية يقطع القلب من الجسم وهو ما زال ينبض في يد الجراح بقدرة الله سبحانه وتعالى .. فمن يسمى بالمتوفى دماغياً قد يشعر بكل ذلك ولكن ليس له حيلة فمرضه وشلله لا يسمح له بالدفاع عن نفسه من صراخ أو أي نوع من التعبير عن ألمه العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله . لا أظن يا فضيلة الشيخ إذا شاهدت هذا المنظر أن تصرح بهذا التصريح !!