قال الضمير المتكلم: ظهر ما يُعْرَف بالموت الدماغي أو الإكلينيكي، مع بداية عمليات نقل الأعضاء الحيوية بين البشر عام 1968م، وكان ذلك لحماية الطبيب الإنجليزي الشهير “كريستيان برنارد” من المساءلة القانونية والجنائية، عقب قيامه بنقل قلب رجل أسود مريض بالغيبوبة العميقة إلى رجل أبيض يعاني من عطب في قلبه في جنوب أفريقيا إبان عهد الفصل العنصري!! ثم انتشر الأمر، ولكن الحكم بموت من يعاني من الغيبوبة الدماغية مع أن قلبه يعمل، والتوصية بنزع الأجهزة الطبية عنه مثار جدل وخلاف واسع بين علماء الطب والشرع!! ولكن المؤتمر العالمي الثالث لعلوم طب القلب المتقدمة الذي عقد قبل أيام في الأحساء، وتحديدًا خلال المدة من 18 إلى 21/10/1431ه، وشارك فيه علماء متخصصون من مختلف دول العالم تحفّظ خلال مناقشاته على فتاوى نزع الأجهزة الطبية عن المتوفين دماغيًا في حالة عمل القلب، معتبرًا تلك الخطوة قتلًا للنفس البشرية. والمفاجأة الغريبة.. الخبر الذي نشرته صحيفة (اليوم) السبت الماضي، وفيه: (إن جمعية القلب السعودية وصفت تصرف الأطباء بنزع الأجهزة الطبية عن المتوفين دماغيًا بأنه صحيح وشرعي. وأضافت الجمعية: “معظم أطباء العالم يؤكدون أن الموت الدماغي أمر مسلم به من قبل معظم الهيئات الطبية والصحية العالمية وهو ما يعطي الأمل والحياة للعشرات من المرضى سواء مرضى الفشل الكلوي أو القلبي أو غيرهم من المرضى الذين تجرى لهم جراحة زراعة الأعضاء يوميًا على مستوى العالم.... وشددت الجمعية على أن هذا الأمر قد بُحِث في العديد من المرجعيات الطبية الموثقة على مدى أكثر من نصف قرن واستقر الرأي على جواز نزع الأجهزة الطبية عن الحالات التي تم تشخيصها بالموت الدماغي بعد اتباع البروتوكولات العلمية المحكمة). طبعًا نترك مناقشة هذا البيان للمختصين من علماء الدين والطب، ولكن للإخوة في جمعية القلب السعودية تساؤلات منها: لو كان ذلك المُتَوَفّى دماغيًا أحد أبنائكم أو أقاربكم، فهل تقتلونه وتنزعون عنه الأجهزة؟! ولو كان ذلك المريض من ذوي الجاه والسلطان والحظوة والمال، فهل تحكمون عليه بالموت؟! ثم ألا ترون بأن حكمكم بنزع الأجهزة الطبية عن المتوفين دماغيًا (صحيح وشرعي) فتوى تحتاج إلى مرجعية شرعية معتبرة؟! (وللمساكين انتبهوا بعد هذا البيان، وراقبوا مرضاكم)! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. [email protected]