نجحت قوات الأمن السعودية في السيطرة على التجمُّهر الشيعي الذي وقع مساء أمس الاثنين، حيث بادرت قوات الطوارئ بفرض طوق أمني حول المسجد النبوي الشريف، وتمكنت من تفريق الجموع، وسط متابعة أمير المنطقة والقيادات الأمنية. وكانت مضاربة جماعية بين عدد من زُوّار مقبرة بقيع الغرقد ورجال هيئة الأمر بالمعروف المتواجدين بالقرب من الموقع أدّت إلى حالة اعتصام تعتبر الثانية خلال أسبوع، بسبب إغلاق أبواب الزيارة كما حدث في المرّة السابقة. وإطلاق النار استنفر الجهات الأمنية التي باشرت عملها على الفور بمشاركة عدد كبير من سيارات الإسعاف، ومن ثَمّ سيطرت على التجمهر، مع مواصلتها ملاحقة المتسببين فيه. ويأتي الحادث على خلفية احتشاد أكثر من ألف من الزوار الشيعة للمدينة المنورة، ثاني المدن المقدسة لدى المسلمين، مساء الجمعة الماضية أمام مقر لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قرب المسجد النبوي احتجاجًا على احتجاز خمسة منهم لدى شرطة المدينة لقيامهم برفع الأصوات قُبالة مقبرة البقيع، التي يتوافد عليها الشيعة لزيارة أئمة الشيعة الاثني عشر بزعمهم. وأفاد شهود عيان بنشوب مشاجرة بين المتظاهرين ورجال الهيئة؛ بسبب رفضهم إغلاق الأبواب من الجهات المختصة لانتهاء وقت الزيارة، ومن ثَمّ قاموا بإحداث فوضى ورفع الأصوات أمام بوابة البقيع، مما دعا رجال الأمن المتواجدين بالقرب من الموقع إلى القبض على 5 أشخاص وتحويلهم إلى جهات الاختصاص للتحقيق معهم كما أفاد الناطق الأمني لشرطة المدينة العقيد "محسن الردادي". تجدر الإشارة إلى أنّ الشيعة يمثلون أقلية ما بين 5 إلى 10 في المائة من سكان السعودية، يسكن أغلبهم في المنطقة الشرقية، والمدينةالمنورة، إضافة إلى أتباع المذهب الإسماعيلي في منطقة نجران القريبة من حدود السعودية مع اليمن. وكان بيان سابق لعلماء سنة سعوديين قد حذّر من خطورة الشيعة ودورهم في زعزعة استقرار البلدان الإسلامية وممارسة عمليات الاعتداء على أهل السُّنة، فيما اعتبر استمرارًا لبيانات سابقة مشابهة تحذّر من الخطر المتمثل في المطامع الشيعية بالبلدان الإسلامية.