استنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الإساءة التي وجهتها القناة التلفزيونية العاشرة في إسرائيل إلى نبي الله عيسى وأمه العذراء عليهما السلام، وقال معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في بيان أمس : إن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي التي تمثل الشعوب والمنظمات والأقليات المسلمة في العالم ، تابعت بقلق بالغ الإساءة الوقحة النكراء التي تضمنها برنامج تلفزيوني عرضته القناة العاشرة في إسرائيل، أساءت فيه إلى المسيح وأمه الطاهرة مريم العذراء ابنة عمران عليهما السلام . وأضاف إن رابطة العالم الإسلامي تستنكر باسم مسلمي العالم أشد الاستنكار هذه الإساءة الإسرائيلية البشعة إلى نبي الله عيسى بن مريم ، وهو من أولي العزم من الرسل، وإلى أمه الصدّيقة الطاهرة التي اصطفاها الله على نساء العالمين وامتدحها في كتابه الكريم. وأكدت الرابطة أن حرية التعبير لا تبرر الإساءة إلى رسل الله ورسالاته ، وأن هذا الفعل مما يعمق الأحقاد والكراهية بين الناس ، ويثير الفتن بين أتباع الأديان ، ويسيء إلى العلاقات بين الأمم والشعوب ، مما يشجع الدعوة إلى الصراع بين المجتمعات البشرية ، ويضعف الحوار الحضاري ومقاصده في دعم وتحقيق صيغ إيجابية من التفاهم والتعايش والتعاون في تحقيق المصالح الإنسانية المشتركة معربة عن إدانتها لما صدر من إساءة بحق المسيح وأمه عليهما السلام وأمثالها . ودعت العالم إلى إدانة الإساءة وتجريم فاعليها ، وتحذر من خطورة الإساءة إلى رسل الله وأثرها السلبي على السلم الاجتماعي والدولي ، مجددة دعوتها لهيئة الأممالمتحدة باستصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الأنبياء والرسل. وقالت : إن الحوار هو الأسلوب الأمثل للتفاهم بين الأمم ، وأنه الوسيلة الأنجع لإبعاد شبح الصراع في العالم، وقد قطعت الرابطة شوطاً عملياً في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العالم لتحقيق المقاصد الإنسانية في التفاهم والتعايش المشترك والأمن والسلام، حيث نظمت المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في مكةالمكرمة، والمؤتمر العالمي للحوار في مدريد ، اللذين دعا إليهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وقد أكد المشاركون في المؤتمرين على ضرورة احترام رسالات الله ورسله، وطالبوا المؤسسات الدولية بمنع وإدانة الإساءة إليهم . وأوضحت أنها والمنظمات الإسلامية في العالم تبذل جهوداً متواصلة عن طريق الحوار لإرساء مبدأ الاحترام لرسل الله الذين يؤمن بهم جميعاً المسلمون ويحترمونهم من غير تفريق بينهم، ويعتقدون أن الإساءة إلى المسيح أو غيره من الأنبياء والرسل ، كالإساءة إلى محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأشارت الرابطة إلى أنها عقدت عدداً من الندوات والمؤتمرات لمواجهة الإساءات إلى رسالات الله ورسله، وآخرها المؤتمر الدولي الذي عقدته في صنعاء بعنوان : (الإعلام المعاصر بين حرية التعبير والإساءة إلى الدين ) وقد دعا المشاركون فيه إلى احترام الرسالات الإلهية والرسل ، وتجنب ما يؤجج الصراع بين المجتمعات الإنسانية. وشددت أن برامج رابطة العالم الإسلامي تسعى إلى نشر ثقافة الحوار وتعميق التفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات الإنسانية ، حيث وجدت الأمانة العامة للرابطة في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الرائدة للحوار بين الحضارات وفي جهوده العظيمة لمواجهة الأزمات الإنسانية وسيلة مثلى للتفاعل الإيجابي بين شعوب العالم وتحقيق التعايش المشترك بينهم على اختلاف أديانهم وأجناسهم وألوانهم، وهي عازمة على تنفيذ المزيد من برامجه التي ستسعى من خلالها إلى إشاعة ثقافة الحوار والتواصل والتعاون بين الناس، ومنع تكرر الإساءة إلى رسالات الله ورسله الكرام.