أكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة التدريس بقسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى بمكة المكرمة والمشرف العام على مجمع إمام الدعوة العلمي الدعوي التعاوني بحي العوالي أن الإساءة النكراء التي تضمنها البرنامج التلفزيوني الذي عرضته القناة العاشرة الصهيونية، وأساءت فيه إلى المسيح وأمه الطاهرة مريم العذراء البتول ابنة عمران عليهما السلام، وإلى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أمر خطير ولا يسع السكوت عليه عند ذوي الإنصاف والعقلاء والشرفاء. وقال إن هذا التطاول الشنيع على مقام هذين الرسولين الكريمين -عليهما الصلاة والسلام- من أعظم الإجرام الذي حرمته الشرائع السماوية،التي أنزلها الله تعالى، على أنبيائه موسى وعيسى ومحمد -عليهم الصلاة والسلام- فقد أنزل الله في القرآن الكريم قوله تعالى:{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}، وقال الله تعالى في محكم كتابه:{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ}. وشدد على أن الحوار والجدال بالتي هي أحسن، هو الأسلوب الأمثل للتفاهم بين الأمم، وأنه الوسيلة الأنجع لإبعاد شبح الصراع في العالم، قال تعالى:{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.. مشيدا بالمؤتمر العالمي الذي عقد بمكة المكرمة، الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وأكد المشاركون فيه على ضرورة احترام رسالات الله ورسله، وطالبوا في توصياتهم المؤسسات الدولية بمنع وإدانة الإساءة إليهم. وقال إن المسلمين يحترمون الأنبياء والرسل من غير تفريق بينهم، والإساءة إلى المسيح أو غيره من الأنبياء والرسل كالإساءة إلى محمد صلى الله عليه وسلم كما أن المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية ترفض الإساءة إلى الأنبياء والمرسلين، وترى في التطاول عليهم تهديدًا للسلم والاستقرار في العالم. وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من خطورة الإساءة إلى رسل الله وأثرها السلبي على السلم والاجتماع الدولي داعيا هيئة الأممالمتحدة باستصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الأنبياء والرسل، والتوارد على ميثاق شرف يحرم النيل من الشرائع الإلهية، والمساس بالرسالات الربانية. وأكد أن حرية التعبير لا تبرر الإساءة إلى رسل الله ورسالاته، وأن هذا الفعل يعمق الأحقاد والكراهية بين الناس، ويثير الفتن بين أتباع الأديان، ويسيء إلى العلاقات بين الأمم والشعوب، مما يشجع الدعوة إلى الصراع بين المجتمعات البشرية، ويضعف الحوار الحضاري ومقاصده في دعم وتحقيق صيغ إيجابية من التفاهم والتعايش والتعاون في تحقيق المصالح الإنسانية المشتركة. واعتبر أنَّ مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله الرائدة للحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة تعد جهودا مباركة لمواجهة الأزمات الإنسانية، ووسيلة مثلى لمد جسور التواصل بين الحضارات والأمم والشعوب المختلفة لتحقيق التعاون المشترك، والتعايش السلمي بينهم على اختلاف ثقافاتهم وأجناسهم وألوانهم، انطلاقًا من وسطية هذه الأمة وشهادتها على الناس، وكذلك من رحمتها بالعالمين، حتى لا تتكر الإساءة إلى رسالات الله ورسله الكرام، عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام.