سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دور عُماني مرتقب لعقلنة الطموحات الإيرانية الإقليمية أوباما يبحث مع السلطان قابوس الملف النووي لإيران وتدخلاتها في المنطقة، بعد أيام قليلة على طلب وساطة في الأزمة اليمنية تقدمت به طهران لمسقط.
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل بالسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الاثنين لاطلاعه على تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران الأسبوع الماضي بشأن برنامجها النووي، متعهدا بالعمل مع مسقط لمواجهة "الأنشطة الإيرانية المزعزعة لاستقرار" المنطقة. وقبل أيام، اكدت وسائل اعلام ايرانية ان طهران طلبت مساعدة السلطنة من اجل وقف "فوري" لضربات التحالف العربي الذي يستهدف المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من ايران. ولا تشارك سلطنة عمان في العملية العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن والتي اعتبرتها ايران "خطرة" ما ادى الى زيادة التوتر في المنطقة. وتثير العلاقات بين مسقطوطهران في بعض الاحيان غضب الدول الخمس الاخرى في مجلس التعاون الخليجي لكن بامكان عمان ان تكون وسيطا مهما مع ايران بالنسبة لجاراتها من الدول العربية او الغرب، بحسب عدد من الخبراء. كما تحظى مسقط بثقة الولاياتالمتحدة التي ترتبط معها باتفاقات عسكرية. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما أبلغ سلطان عمان بأن الأشهر المقبلة قبل مهلة غايتها يونيو/حزيران ستستغل في وضع التفاصيل الفنية النهائية لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني. وذكر البيان أن أوباما أكد التزام الولاياتالمتحدة بالعمل مع سلطنة عمان وشركاء آخرين بالمنطقة لمواجهة "أنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة". ووعد أوباما في المكالمة الهاتفية ب"العمل مع عمان وشركاء اقليميين آخرين لمواجهة الانشطة الايرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة". وتتهم دول عربية عدة ايران بتأجيج النزاعات في المنطقة وبالسعي الى توسيع رقعة نفوذها عبر حلفائها المحليين في سوريا والعراق ولبنان واليمن خصوصا. والاسبوع الماضي أعلن أوباما نيته جمع قادة دول الخليج العربية في منتجع كامب ديفيد في قمة تبحث تعزيز التعاون ومحاولة حل النزاعات العديدة في الشرق الاوسط. وبعد توقيع الاتفاق حول النووي الايراني بين طهران والقوى الكبرى، اشاد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بسلطنة عمان نظرا "لدورها المهم في اطلاق المحادثات". فالادراة الاميركية ابدت بشكل سري رغبتها في بدء حوار في السلطنة مع ايران العام 2011. كما لعبت مسقط دور الوسيط بين طهرانوواشنطن للافراج عن معتقلين بينهم ثلاثة شبان اميركيين اعتقلتهم ايران في 2009 وايرانية افرجت عنها واشنطن في 2012. وتقيم السلطنة مع ايران علاقات جيدة تفتقد اليها باقي الدول العربية الخليجية على غرار السعودية التي تعتبر جمهورية ايران الاسلامية الشيعية المذهب خصمها الرئيسي في المنطقة وتخوض معها حرب نفوذ في سوريا والعراق امتدت اخيرا الى اليمن. لكن التبادل التجاري بين عمانوايران يغذي العلاقات وخصوصا في ظل ارتفاع حجمها في العامين الاخيرين من نحو 200 مليون دولار الى اكثر من مليار، بحسب سفير ايران لدى السلطنة اكبر سيبويه.