تنفست أروقة وردهات وأركان معرض الرياض الدولي للكتاب، المقام هذه الأيام في العاصمة الرياض تحت شعار "الكتاب.. تعايش"، فكراً وثقافة وحوارٍ راقٍ عبر زواره الذين عايشوا الكتاب فعلياً، من خلال نقاشات ورؤى حول كتابٍ ومثقفين وعناوين كتبٍ شهيرة وإصداراتٍ حديثة، أو حوارات فكرية تستعرض قضايا الثقافة في جميع أنحاء العالم. ويلحظ المتجول داخل المعرض مثل هذه النقاشات والحوارات الفكرية، التي يتناولها الزوار بينهم، ومع العارضين في دور النشر أو على مائدة بعض الكتب التي تحظى بالنقد تارة والتزكية تارةً أخرى، وقد تتجاوز حدود الكتاب لبحث الشأن الثقافي على المستوى الوطني، وأحياناً الخليجي والعربي. وكانت أروقة المعرض تعيش في بعض الأوقات حوارات فكرية محتدمة وغزيرة بالمعلومات والطرح الفكري المتميز، الذي يجذب مزيداً من الزوار الذين يعتقدون أن لديهم آراءً، يجب أن يشاركوا بها في الحوار، أو تثيرهم معلومة تستحق الإسهاب فيها لإيضاحها واكتمالها. لغة الحوار وإن تعالت الأصوات وارتفعت في بعض أجزاء هذه اللقاءات الفكرية العفوية القصيرة، تظل راقيةً بختامها الباسم اللطيف الذي يظهره المتحاورون، خصوصاً أن جزءا كبيرا من هذه المشاهد يجمع زواراً لا تربطهم يبعضهم أي صلة، سوى شغفهم للثقافة، التي احتضنها المكان تحت شعار "الكتاب.. تعايش"، وجسدته مواقفهم وأصواتهم وتعابير وجوهيهم ونظراتهم ولغة أجسادهم التي تظفي على المنظر العام جدية، وتعايش مع الثقافة ومع الكتاب.