في زيارة وصفها المراقبون ب"المفاجئة"استغرقت عدة ساعات، في حين قالت عنها وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" بأنها "أخوية"، وصل إلى العاصمة القطريةالدوحة، مساء اليوم الأربعاء، وفد سعودي رفيع المستوى، يضم كل من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والامير خالد بن بندر بن عبد العزيز ال سعود رئيس الاستخبارات العامة، والامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ال سعود وزير الداخلية، في زيارة تعد الأولى من نوعها لوفد سعودي بهذا المستوى الرفيع منذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائهم من الدوحة في 5 مارس/ آذار الماضي. وقد استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الوفد السعودي، وذكرت وكالة الأنباء القطرية أنه تم خلال اللقاء في الديوان الأميري بالدوحة استعراض آفاق العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها اضافة الى بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك، كما تم تناول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. لم يسبق الإعلان عنها --------------------- وقالت وكالة الأنباء القطرية أن وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات ووزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية وصلوا الى الدوحة "في زيارة أخوية قصيرة"،وأضافت أنه كان في استقبالهم لدى وصولهم مطار حمد الدولي، الشيخ عبد الله بن حمد ال ثاني رئيس الديوان الاميري، و الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وتأتي هذه الزيارة التي لم يسبق الإعلان عنها قبيل اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، السبت القادم، ضمن الدورة ال132 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون في محافظة جدة (غرب السعودية)، والذي يتوقع أن يتم خلاله بحث أزمة سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر. تنفيذ "اتفاق الرياض" -------------------- ويعد هذا أول اجتماع يعقده وزراء خارجية دول الخليج بعد الاجتماع، الذي عقدوه في 13 أغسطس / آب الجاري، و كشف في أعقابه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، أن وزراء خارجية دول الخليج وقعوا اتفاقا يقضي بتسهيلهم مهام اللجنة المعنية بتنفيذ اتفاق الرياض، للانتهاء من كافة المسائل التي نص عليها هذا الاتفاق "في مدة لا تتعدى أسبوع"، وقد انتهى الأسبوع دون أن يتم الإعلان رسميا عما تم خلاله، لكن تقارير إعلامية خليجية أفادت بأن قطر رفضت الأربعاء الماضي التوقيع على التقرير النهائي للجنة المكلفة بمتابعة اتفاق الرياض، بعدما جاءت نتيجته بعدم جدية الدوحة في تنفيذ "اتفاق الرياض"، وهو ما لم يتم تأكيده او نفيه من قبل مصادر رسمية، ويسود الغموض أازمة سحب السفراء في ظل تكتم رسمي خليجي. وساطة كويتية --------------- وكانت كل من الإمارات والبحرين والسعودية، قد سحبت سفرائها من قطر في مارس/ آذار الماضي، على خلفية اتهام الدول الثلاث الدوحة، بعدم تنفيذ اتفاق وقع في الرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قبل أن تتمكن وساطة كويتية من التوصل إلى اتفاق بين الدول الخليجية على آلية لتنفيذ الاتفاق في 17 أبريل/ نيسان الماضي، ويقضي اتفاق الرياض ب"الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر"، كما ينص على "عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي". مصالح الشعوب الخليجية ------------------------- وفيما برّرت هذه الدول خطوة سحب السفراء بعدم التزام قطر باتفاق الرياض، قال مجلس الوزراء القطري إن "تلك الخطوة لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل لها صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون"، ورجح مراقبون أن يكون الخلاف حول الموقف من الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، الذي ارتبط بعلاقات جيدة مع الدوحة، والتي انتقدت الإطاحة به، بينما دعمته بقية دول الخليج الست. القضايا الإقليمية والدولية ------------------------- وشهدت العلاقات بين قطر والسعودية تقاربا في الفترة الأخيرة، حيث استقبل الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر، في قصر البحر بالعاصمة القطريةالدوحة، في 5 اغسطس/ آب الجاري، الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني السعودي، وكانت هذه هي الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول سعودي منذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائهم من الدوحة، كما زار أمير قطر مدينة جدة في 22 يوليو/ تموز الماضي، في زيارة استمرت ساعات، والتقى خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث جرى "خلال اللقاء تناول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث ومستجدات وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في فلسطين، لاسيما قطاع غزة". وكان هذا اللقاء الأول من نوعه بين الزعيمين منذ اللقاء الذي جمعهما في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والذي وقع خلاله أمير قطر على اتفاق الرياض.