بعثت زهرة مصطفوي، إبنة آية الله الخميني، برسالة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي تحثه فيها على اعادة أكبر هاشمي رفسنجاني إلى قائمة المرشحين لمنع قيام الدكتاتورية، على تعبيرها. وكان مجلس صيانة الدستور، الذي يضم 12 عضوًا، رفض ترشيح رفسنجاني الذي كان قريبًا من الخميني، والذي قررت المعارضة منحه اصواتها. كما استبعد المجلس حليف الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد وصهره اسنفنديار رحيم مشائي. كما اختزل لائحة المرشحين من زهاء 680 مرشحًا إلى ثمانية مرشحين فقط. وأبدى احمدي نجاد استياءه من قرار استبعاد مشائي، واصفًا إياه بأنه اضطهاد، وتعهد بإثارة الموضوع مع المرشد الأعلى، معربًا عن اقتناعه بألا تكون هناك مشكلة مع علي خامنئي، قائلًا: "سأبحث هذه القضية معه حتى اللحظة الأخيرة وكلي أمل بأن المشاكل ستُحل". ويفحص مجلس صيانة الدستور، الذي يضم ستة فقهاء وستة ملالي، اسماء جميع المرشحين للتأكد من ولائهم للجمهورية الاسلامية ومبادئها، لكن منتقدين يقولون إن المجلس لا يؤدي عمله بطريقة ديمقراطية. فهو لا يعلن الأسباب التي يتعلل بها في قراراته، لكن تردد أن رفسنجاني (78 عامًا) استُبعد بسبب كبر سنه، ومشائي بسبب ميوله القومية على حساب الدين. كما يُعتقد أن دعم رفسنجاني المعتدل لحركة المعارضة الخضراء استُخدم ورقة ضده. كان ليصير مرشدًا بخلاف رفض مجلس صيانة الدستور ترشيح مشائي الذي كان متوقعًا على نطاق واسع، فإن استبعاد رفسنجاني فاجأ كثيرين. ويرى أنصار رفسنجاني مفارقات عديدة في استبعاده، لا سيما الحقيقة الماثلة في أنه حاليًا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يقوم بدور حلقة الوصل بين مجلس صيانة الدستور والبرلمان، وان اثنين من اعضاء مجلس صيانة الدستور يكبرانه سنًا في حين أن الخميني لم يكن يصغره كثيرًا حين جاء إلى السلطة في العام 1979. وكتبت مصطفوي في رسالتها التي نُشرت على موقع الكتروني قريب من عائلة الخميني: "يؤسفني أن أرى أن مجلس صيانة الدستور منع رفسنجاني من الرئاسة، ولا معنى لهذا الفعل إلا إقامة حاجز بين اثنين من اصحاب الإمام الخميني وتجاهل حماسة الشعب واهتمامه تجاه النظام والانتخابات". واضافت أن الخميني كان ينظر إلى رفسنجاني على انه مرشح لخلافته مرشدًا أعلى، ونقلت عن والدها ما يفيد بأن على المرشد الأعلى أن يمنع قيام الدكتاتورية بأي شكل. أضافت في رسالتها: "إن التباعد التدريجي بين خامنئي ورفسنجاني سيكون أكبر ضربة للثورة والنظام". بلا ملابس لم يرد رفسنجاني حتى الآن على استبعاده، لكن مدير حملته اسحاق جهانغيري قال لوكالة الأنباء الطلابية – ايسنا إنه لن يعترض على قرار استبعاده. كما أن انصار رفسنجاني لم يكونوا جميعًا مستاءين من رفض ترشحه. ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن أحد مؤيدي رفسنجاني قوله: "إن هذا يبين أن الامبراطورة عارية بلا ملابس"، في اشارة إلى أن خامنئي يحكم قبضته على السياسة الايرانية. وقال ابو الحسن بني صدر، اول رئيس ايراني بعد الثورة الاسلامية يعيش الآن في المنفى، للقسم الفارسي في لهيئة الاذاعة البريطانية إن مقامرة رفسنجاني الأخيرة كانت رابحة بفضحه الجمود المتزايد للنظام. وكتب كريم سجادبور، من مؤسسة كارنيغي للسلام، تغريدة على تويتر يقول فيها: "يبدو أن الانتخابات الايرانية ستكون رجلًا واحدًا وصوتًا واحدًا، واسم هذا الرجل هو آية الله خامنئي". في غضون ذلك، تحدث ايرانيون من سكان العاصمة طهران على مواقع التواصل الاجتماعي عن انتشار كثيف لقوى الأمن في الشوارع منذ ليل الثلاثاء، حين أُعلنت اللائحة النهائية للمرشحين. وتضم اللائحة قلة من الاصلاحيين الذين يبدو أن فرصهم ضئيلة في الفوز. لكنها تضم ايضا عمدة طهران محمد باقر قليباف، وكبير مفاوضي الملف النووي الايراني سعيد جليلي الذي يعتبر مرشح خامنئي المفضل. انتقادات خمينية اعترض عضو البرلمان الايراني علي متحري، الذي كان والده شخصية مرموقة في الثورة الايرانية، على ترشح جليلي، قائلًا إنه لا يمتلك خبرة في المواقع التنفيذية. وبعث متحري برسالة إلى المرشد الأعلى يحتج فيها على استبعاد رفسنجاني، واصفًا قرار استبعاده بأنه غير مبرر، وحذر من تداعياته الضارة على الانتخابات. وساق متحري حجة استفزازية قائلا إن المرشد الأعلى الراحل آية الله الخميني نفسه ما كان ليتأهل إلى خوض الانتخابات الرئاسية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن رسالة متحري الآتي: "أفترض بقوة انه لو كان الإمام الخميني حيًا وسجل باسم مستعار لرُفض ترشيحه لأنه كان احيانًا يوجه الانتقادات". وكان الكاتب كينيث بولاك خصص فصلا من كتابه "اللغز الفارسي" للسياسة الايرانية بعد رحيل الخميني، متناولًا التعاون الذي كان قائمًا بين رفسنجاني وخامنئي قبل الجفاء بينهما. وقال بولاك: "كانت تصريحات الخميني وكتاباته المختلفة في الشأن الداخلي في احيان كثيرة ملتَبَسة ومبهمة ومتناقضة، حتى أن خامنئي ورفسنجاني والبرغماتيين كانوا يستطيعون اقتباس كلمات الإمام في تبرير كل ما يفعلونه، تاركين المتشددين يحتجون بفتور على استغلالهم تركة الإمام روحًا إن لم تكن نصًا". وتعتبر قضية السير على نهج الخميني قضية كبيرة عند بعض الأجنحة السياسية. ويبدو أن النائب متحري يشعر أن خامنئي خرج عن هذا النهج من خلال السماح باستبعاد رفسنجاني، بحسب صحيفة واشنطن بوست. ولكن لا يُعرف ما إذا كان آخرون يشاطرونه رأيه هذا. في غضون ذلك، يعتقد كثير من المحللين أن استبعاد رفسنجاني ومشائي يمهد الطريق لفوز جليلي. ونقلت غارديان عن مهدي خلجي، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن خامنئي يوجه رسالة مؤداها أن طهران لن تتنازل بشأن برنامجها النووي.