فيينا، واشنطن، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب - أثار رفض مجلس صيانة الدستور المصادقة على أهلية رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني لخوض انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في 14 حزيران (يونيو)، صدمة لدى مؤيديه، سعى مرشد الجمهورية علي خامنئي إلى احتوائها، إذ اعتبر أن إقصاء مرشح «لا يعني أنه غير كفوء، ولا يشكّل فشلاً» بالنسبة إليه. وتجنّب رفسنجاني والمرشح الآخر الذي رفض مجلس صيانة الدستور المصادقة على ترشحه، اسفنديار رحيم مشائي، وهو أبرز مستشاري الرئيس محمود أحمدي نجاد، إثارة مناخ من التشنج في البلاد، إذ أكد معسكر الأول أنه لن يطعن في قرار إقصائه، على رغم أنه رأى فيه منحىً «سياسياً»، فيما طلب نجاد «تدخل المرشد»، مستدركاً أن «لا مشاكل ستحدث في وجوده». وكان لافتاً أن زهراء مصطفوي، ابنة مؤسس الجمهورية الإمام الخميني، وجّهت رسالة إلى خامئني، اعتبرت أن إقصاء رفسنجاني «لا يعني سوى إحداث هوة بين رفيقَين للإمام، وتجاهل الرغبة الجامحة للمواطنين إزاء النظام والانتخابات». وحذرت من أن «الابتعاد التدريجي بينكما (خامنئي ورفسنجاني) سيشكّل أضخم صفعة تُوجَّه للثورة والنظام، لأن الإمام (الخميني) كان يؤكد دوماً على ضرورة أن تكونا معاً». وحضّت المرشد على التدخل لتسوية الأمر، لافتة إلى أن «ولاية الفقيه تريد مواجهة الديكتاتورية». وكان مجلس صيانة الدستور أعلن مساء الثلثاء مصادقته على أهلية 8 مرشحين من 686 سجّلوا أسماءهم هم: رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد للشؤون الدولية، رئيس مركز الدراسات في مجلس تشخيص مصلحة النظام حسن روحاني، محمد رضا عارف، نائب الرئيس خلال عهد محمد خاتمي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، الوزير السابق محمد غرضي. ولم يحدد المجلس أسباب رفضه ترشّح رفسنجاني ومشائي، وآخرين مثل الوزيرين السابقين كامران باقري لنكراني ومنوشهر متقي. لكن الناطق باسمه عباس علي كدخدائي تطرّق إلى تقدّم مرشحين في السنّ، مثل رفسنجاني، ما قد يجعله «غير مؤهل لتحمّل جسامة المسؤولية». واستبعد مراقبون تغيير القرار، بسبب منهجية المرشد وتأكيده ضرورة التزام القانون لإدارة العمل السياسي في البلاد. ونشر الموقع الإلكتروني للمرشد كلاماً له، ورد فيه: «مَنْ رُفضت أهليتهم، ليسوا بالضرورة غير كفوئين. لا تفترضوا أن رفض مرشح، يعني أنه لم يعدْ مؤهلاً لأي منصب، ولكن لا يمكنه خوض الانتخابات». واعتبر أن «السلطة التي رفضت المصادقة على أهليته، ربما لم تكن حذرة بما يكفي. إقصاء شخص لن يُشكّل فشلاً بالنسبة إليه، في حياته كلها، ولكن أن لديه مؤهلات أخرى». إلى ذلك، رأت واشنطن أن المرشحين الثمانية للانتخابات الإيرانية «يعتبرهم النظام ممثلين لمصالحه، لا لمصالح الإيرانيين»، فيما اعتبرت فرنسا أن إقصاء رفسنجاني ومشائي «يعكس حجم المأزق الذي يعانيه النظام». على صعيد الملف النووي، أفاد تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، بأن ايران ركّبت منذ شباط (فبراير) الماضي، نحو 700 جهاز حديث للطرد المركزي في منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى أغلفة لأجهزة طرد فارغة. وأشار التقرير إلى أن طهران زادت 15 كيلوغراماً مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، ليصبح 182 كيلوغراماً. لكنه ما زال دون «الخط الأحمر» الذي حدّدته إسرائيل، قبل توجيهها ضربة عسكرية. وتحدث التقرير عن تسريع العمل في تشييد مفاعل آراك، وإبلاغ ايران مفتشي الوكالة هذا الشهر، بوقف العمل في مفاعل «بوشهر». ولفت إلى «نشاطات» إضافية في مجمّع بارشين العسكري الذي تشتبه الوكالة في أن إيران نفذت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح نووي.