أعلنت الحكومة السورية، الاثنين، أن إدارة القمر الاصطناعي الأوروبي "هوت بيرد" حجبت التلفزيون السوري بدءاً من صباح أمس، وذلك تنفيذاً لعقوبات سابقة اتخذتها الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي بحق وسائل الإعلام السورية. وذكر التلفزيون السوري خبراً مقتضباً نُشر على الموقع الإلكتروني لوزراة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أمس، إنه "تنفيذاً للعقوبات الجائرة ضد الإعلام الوطني السوري تم اليوم حجب القناة الفضائية السورية وقناة الدراما على القمر هوت بيرد"، منوهاً إلى أنه يمكن لمشاهديه متابعة بث هذه القنوات على القمر الروسي، دون ذكر مزيد من التفاصيل. ودان اتحاد الصحافيين السوريين قيام شركة "هوت بيرد" بحجب القناة الفضائية السورية وقناة دراما، معتبراً أن هذا الإجراء "يهدف إلى منع وصول الصوت السوري إلى الرأي العام العربي والعالمي". وقال الاتحاد في بيان إن "هذا الإجراء انتهاك صارخ لمبادئ العمل الصحافي وحرية الرأي والتعبير ويأتي في إطار الحملة العدوانية التي تستهدف سوريا". وتأتي تلك الخطوة بعد أن كانت كل من إدارة القمر الاصطناعي العربي "عرب سات" والشركة المصرية للأقمار الاصطناعية "نايل سات" قد أوقفت في يوليو/تموز الماضي بث قناة تلفزيون "الدنيا" المقرّبة من السلطات والمفروض عليها عقوبات أوروبية. كما اتخذت خطوات مشابهة بحق القناة الفضائية والإخبارية التابعتين للحكومة. واتخذت إدارة الأقمار العربية الخطوة تنفيذاً لطلب مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية مطلع يونيو/حزيران الماضي من إدارة القمرين اتخاذ ما يلزم لوقف بث هذه القنوات. كما فرض الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي عقوبات على القنوات التلفزيونية الحكومية السورية كجزء من عقوبات أوسع على النظام السوري. تحريض ويتهم الإعلام الرسمي السوري ووسائل الإعلام المقربة منه بتأجيج العنف ومظاهر الكراهية في تغطيته للأحداث الدائرة في البلاد، وشن هجوم عنيف على دول عربية وغربية يتهمها النظام السوري بالتآمر على الحكومة السورية ومحور "المقاومة". وقال إياد شربجي، رئيس تحرير مجلة "شبابلك" السورية، في تصريحات سابقة له على "العربية.نت"، إن تغطية الإعلام الحكومي لما يجري في البلاد، ساهمت فعلياً بتحريض الموالين للنظام ضد مواطنيهم، وسجّلت عدة حالات اعتداء موصوفة، بموجب الافتراءات التي بثها الإعلام السوري ضد الثوار، معتبراً أن السخرية من مقولة السلمية، واتهام الثوار برفع علم إسرائيل وقتل المتظاهرين، ساهمت في تأجيج العنف والكراهية تجاههم. وأضاف شربجي أن الإعلام السوري "صنع الفتنة وليس فقط ساعد على تأجيجها"، مؤكداً أن العديد من حالات القتل والتصفية تمت تحت عناوين السلفيين والمتآمرين، وأن هناك ملفات جنائية خطيرة ستفتح تحت هذا العنوان لاحقاً. وفيما أعلن العديد من الصحافيين العاملين في المؤسسات السورية الرسمية انشقاقهم، احتجاجاً على مشاركة مؤسساتهم بقمع الثورة السورية، تعرض صحافيون آخرون للقتل والخطف جراء عملهم في وسائل الإعلام الحكومية.