نفى مكتب الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح المحسوب على جماعة "الإخوان المسلمين" في اليمن مزاعم وسائل إعلام محلية بأنه عرض التعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" لاستهداف عناصر تنظيم القاعدة. وقال إسماعيل الصهيلي، مدير مكتب الشيخ الزنداني، إن هذه المعلومات "محض افتراء وعارية عن الصحة تماماً"، مؤكداً أن المكتب سينشر خلال الساعات القادمة رداً رسمياً يفند كامل ما جاء فيها، حسبما أفادت شبكة سي إن إن. أما حزب التجمع اليمني للإصلاح فقد رفض التعليق على القضية، معتبرا أن الرد عليها يعود للشيخ نفسه. وكانت وسائل إعلام يمنية تناقلت مجموعة من الوثائق التي قالت إنها تحمل توقيع الزنداني، وموجهة إلى "كيمبرلي بروست، أمين المظالم في الأممالمتحدة". وقالت المواقع إن تلك الوثائق تعرض التعاون في العمليات التي تستهدف أفراد وقيادات القاعدة في اليمن مقابل شطب اسم رجل الدين اليمني الباز من لائحة المطلوبين بتهم الإرهاب من قبل الأممالمتحدة، على حد زعمها. وأشارت المواقع، التي نشرت الوثائق إلى أنها تتضمن إشارة الزنداني لارتباطه ب"صفقة سرية" مع دبلوماسيين أمريكيين وقيادات في وكالة المخابرات الأمريكية، تقضي بتعاونه مع الاستخبارات وتقديم معلومات عن خلايا وأفراد وقيادات في تنظيم القاعدة مقابل شطب اسمه من قائمة الإرهاب. ونقلت المواقع عن المذكرة أن الزنداني دعا خلالها إلى النظر إلى تجربته على أساس أنها من مرحلتين، كانت الأولى قبل الانسحاب السوفيتي من أفغانستان، والثانية بعده، مشيراً إلى أنه لم يشارك في النشاط القتالي بل في حشد الدعم. كما نفى وجود أي علاقة له بتنظيم القاعدة وجماعات مرتبطة به، أو وجود علاقة خاصة تربطه بالزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، دون أن يستبعد أن يكون الأخير قد حضر بعض دروسه الدينية كسواه من الناس. ويأتي هذا التطور بعد أكثر من شهرين على قيام حزب التجمع اليمني للإصلاح بإصدار بيان رداً على مقابلة أجرتها صحيفة "الحياة" مع سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بصنعاء، أشار فيها إلى "قلق" بلاده حيال نشاط أطراف في حزب الإصلاح ، وخصوصاً الزنداني. وقال الحزب في بيانه مطلع أبريل الماضي، إن الاتهامات المساقة ضد الزنداني "طرح من قبل مستويات عدة ومسؤولين أمريكيين وقد تم التأكيد لهم في كل مرة استعداد الإصلاح لفتح الملف الذي بني عليه هذا الاتهام على أنها مجرد اتهامات وأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته." وأضاف البيان، أن الزنداني نفسه "أكد أكثر من مرة، وفي أكثر من وسيلة إعلامية، استعداده للمثول أمام محكمة وطنية للنظر في هذه الاتهامات المدعى بها في محاكمة علنية،" متهماً نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بفبركة الملف ضده. وتنامت سطوة تنظيم القاعدة في اليمن خلال العام الماضي مستغلين الوضع الأمني الرخو الناجم عن انشغال قوات الأمن بقمع الثورة الشعبية الضخمة التي اندلعت ضد الرئيس علي عبد الله صالح. واستولى التنظيم ومجموعات مؤيدة له على مناطق واسعة في جنوب ووسط البلاد. والشهر الماضي كثفت طائرات أمريكية بدون طيار هجماتها على معاقل تنظيم القاعدة في محاولة لإرخاء قبضة التنظيم على تلك المناطق. وقد قتل عدد كبير من عناصر القاعدة وقادتها، فيما نفذت القوات اليمنية عمليات برية ضد عناصر التنظيم في جنوب البلاد خصوصا.