يرى الأستاذ في تاريخ الشرق الأوسط ديفد ليش أن الرئيسي السوري بشار الأسد سينضم إلى قافلة "الدكتاتوريين العرب" السابقين، نظرا إلى أن المعنى الحقيقي لربيع العرب هو أن الشعب قلق من الحكام المستبدين، حسب تعبيره. ويقول ليش -الذي التقى الأسد عدة مرات- في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز إن الرئيس دُهش عندما زحف ربيع العرب إلى بلاده، نظرا لأنه كان يعتقد بأنه في مأمن من ذلك كله، وأنه يتحلى بالشعبية. ويتابع أن الأسد كان يحب أن يقول إن بلاده مختلفة ومحصنة من الانتفاضات التي تجتاح المنطقة، وردد أبواق النظام ذلك مؤكدين أن "الحكام المسنين لهذه الدول معزولون وأنهم أذناب فاسدون لأميركا". وفي ضوء مسار البلاد خلال السنوات الماضية فإن ما حدث أخيرا من استخدام النظام للدبابات لم يكن مفاجئا حسب الكاتب الذي لمس ما وصفه باستسلام الأسد لشهوة السلطة أثناء الاستفتاء على ولاية أخرى عام 2007 حين كان اسمه هو الوحيد المدرج على لائحة الاقتراع. ويعتقد ليش -وهو من جامعة ترينتي في سان أنطونيو بتكساس- أن بشار الأسد بدا الآن يذكّر بوالده الذي صادق على سحق الإسلاميين في حماة عام 1982، وهو ما "يثير الشكوك" إزاء قدرته على النجاة مما يواجهه. وتعليقا على منح المجتمع الدولي فسحة للأسد عبر استثنائه من العقوبات التي طالت المقربين منه، يتوقع الكاتب أن يسعى الرئيس إلى كسب الوقت لقمع الانتفاضة. ويشير إلى أن الأسد قد يلجأ إلى إجراء بعض الإصلاحات الاقتصادية وإعادة الجنرالات إلى معسكراتها من أجل نجاة النظام، ولكن الخشية -حسب الكاتب- تكمن في استمراره في التركيز على الإصلاح الاقتصادي وتقديم بعض "العظام" السياسية التي لا ترقى إلى مطالب المحتجين، وربما الاقتراب أكثر من إيران. وهنا يحذر ليش –الذي ألف كتاب "الأسد الجديد لدمشق.. بشار الأسد وسوريا الحديثة"- من أن القوة الدافعة للتغيير يصعب تغيير مسارها على المدى الطويل، فقد يواجه الأسد معارضة أكثر تصميما في وقت أقرب مما يتصور. وفي ختام مقاله يقول ليش إن الأسد يعتقد بأن سوريا مختلفة ولكنه مخطئ، مشيرا إلى أن المعنى الحقيقي لربيع العرب هو أن الشعب قلق من الحكام المستبدين، وأن الغرب -لأسباب تتعلق بالسياسات الواقعية- قد يقبل بتلك الإصلاحات ولكن شعبه لن يفعل ذلك.