أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن خشية بلاده من «البديل» عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصًا إذا جاءت قوى متطرفة تعادي العراق، مشددًا على أن بغداد ترفض التدخل العسكري الأجنبي أو التركي في سوريا. ولاحقًا، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تحفظه على مشروع قرار لجامعة الدول العربية يهدف إلى فرض عقوبات اقتصادية على سوريا. وقال طالباني في مقابلة أجرتها معه قناة «العراقية» وبثت مساء الجمعة «نؤيد العمل السلمي السياسي من اجل الديموقراطية وحكومة مدنية دستورية في سوريا، ونؤيد العمل من اجل الإصلاحات التي يريدها الشعب السوري». إلا أن الرئيس العراقي استدرك قائلا «نحن قلقون على البديل (...) نحن خائفون من الطرف المتطرف إذا حل محل الوضع القديم». وأوضح بحسب نص المقابلة الذي نشره موقع الرئاسة العراقية السبت «نخاف إذا جاءت قوى متطرفة تعادي الديموقراطية، وتعادي العراق الديموقراطي، وتعادي المغزى الحقيقي للربيع العربي». وأضاف طالباني «نعارض التدخل الغربي المسلح في الشؤون الداخلية». وشدد الرئيس العراقي على ضرورة «أن نكون ضد الدكتاتورية في أي بلد عربي، ونؤيد حق الشعوب العربية في الديموقراطية والحياة البرلمانية والحياة الحزبية وحرية الصحافة، ولكن بجانب ذلك نحن ضد التدخل العسكري الخارجي». إلى ذلك، قال وزير الخارجية العراقي في مؤتمر صحافي عقده في النجف: إن «العراق أعلن عن تحفظه على مشروع قرار الجامعة العربية الذي سيناقش لفرض عقوبات اقتصادية على سوريا». وأضاف «كما أن لبنان والأردن أعلنا تحفظهما أيضًا لوجود علاقات اقتصادية كبيرة مع سوريا التي يوجد فيها عدد كبير من العراقيين». وتابع «بالتالي لا يمكن من وجهة نظر العراق فرض عقوبات على سوريا لذلك أعلنا تحفظنا على هذه المسالة». وكانت الجامعة العربية هددت بفرض عقوبات شديدة على سوريا ما لم توافق على قبول إرسال مراقبين عرب لحماية المدنيين قبل انقضاء مهلة جديدة أعطتها لدمشق وانتهت الجمعة. وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف مارس الماضي أسفر قمعها عن سقوط 3500 قتيل، وفقًا لآخر حصيلة نشرتها الأممالمتحدة في 8 نوفمبر. وتتهم السلطات السورية من جانبها «عصابات إرهابية مسلحة» بارتكاب أعمال العنف في البلاد.