أوضح الداعية السعودي د.محمد العريفي أنه ليس بينه وبين الصحافيين أي عداوة، مبينا أنه يعرف عددا من الكتاب الفضلاء،ونقلا عن صحيفة «الأنباء» الكويتية التي أجرت اتصالا تلفونيا مع العريفي، وأجرت معه حوارا قصيرا حول آخر القضايا التي أثارتها عليه بعض وسائل الإعلام، خاصة فيما يتعلق بخبر فتواه التي تقضي بتحريم خلوة البنت مع أبيها، حيث أوضح أن للبنت بنص القرآن الحق في الخلوة مع أبيها أو أخيها أو عمها أو خالها وغيرهم من محارمها ما لم يكن يعاني من مرض نفسي أو شذوذ جنسي قد يؤدي الى التحرش بها واغتصابها، وأن الفتوى إنما كانت لحالة خاصة لا تشمل الجميع، مشيرا إلى أن تقصد إساءة فهم فتاواه وخطبه من بعض مخالفيه فكريا وعقائديا قد تكون نتيجة ما حباه الله به من تأثير كبير في جانب الإعلام، وبالأخص على شريحة الشباب والفتيات، وفيما يلي تفاصيل الحوار: حدثنا عن حقيقة الفتوى الأخيرة المنشورة لك والمقتطعة من أحد المشاهد التلفزيونية حول تحريم خلوة البنت بأبيها؟ ٭ قصة هذه الفتوى تعود إلى برنامج لي يعرض كل سبت على تلفزيون دبي بعنوان «قلبي معك»، وهو عبارة عن استشارات وفتاوى على الهواء، وجرت العادة في البرامج المباشرة أن يتصل بعض الناس ممن يريد التشفي من الآخرين، فيتصل أحدهم ليفضح أخاه أو شخصا آخر، فيقول مثلا «هذا أخوي يغازل بنات، وفي جواله أرقام فتيات»، فتشعر من أسلوبه أنه يريد مجرد فضيحة أخيه لأنه يذكر عادة في هذه البرامج اسم المتصل صريحا، وقد يكون صوته كذلك معروف عند أصدقائه، وفي مثل هذه الاتصالات الخاصة التي لها علاقة بالأعراض كالفاحشة والزنا والعلاقات المحرمة دائما أسعى لأقطع على المتصل سؤاله لكن بلطف، وأقوله له مثلا «بارك الله فيك، لقد فهمت سؤالك، اترك رقمك عند الكنترول، وسأتصل بك أنا لاحقا»، فإذا كان جادا فسيترك رقمه، وبالتالي أتصل به لأحل مشكلته إن كانت تحتاج إلى حل، وحول ما أثير في هذا البرنامج فقد اتصلت امرأة ويا ليتها قالت «يا شيخ هناك شخص يتحرش بابنته»، وإنما قالت «يا شيخ أخي يتحرش بابنته»، ثم همت لتشرح صور وكيفية تحرش الأب بابنته فقمت مباشرة بمقاطعتها وقلت «أشكرك أختي، لا نحتاج أن تفصلي وسؤالك مفهوم وسأجيب عليه، ولك أن تضعي رقمك عند الكنترول»، وفي وقت الإجابة أجبت عن سؤالها ضمن عدة أسئلة وردت، وبينت في إجابتي أن هذا بلا شك نوع من الفاحشة والشذوذ نسأل الله أن يهدي الجميع، ثم وجهت حديثي مباشرة إلى البنت على اعتبار أنها المقصودة بالنصيحة، وذكرت كلاما عاما وقلت «بعض البنات التي يعطيها الله جمالا وشبابا وجسما حسنا وطولا ونضارة في الوجه أحيانا تلبس لباسا ضيقا، أو بلوزة تفتح الصدر فتبرز مفاتنها عند محارمها كأبيها أو إخوانها، الذين قد يكونون شبابا شاهدوا ما يعرض على التلفاز أو الإنترنت من المشاهد التي تؤجج الغرائز، وبعد ذلك يشتغل الشيطان في قلوبهم، فمنهم من يكون ضعيف الإيمان فيؤدي به الحال إلى ما لا تحمد عقباه من أنواع التحرش، لذلك أنصح ابنتي هذه وغيرها بألا تلبس لباسا سيئا أو فاضحا أمام محارمها بل محتشما، وإذا كانت تشعر من أبيها تحرشا فعليا لا ينبغي لها أن تجلس معه وحدها بل تكون أمها موجودة أو اخواتها حتى لا يؤدي ذلك إلى الاعتداء عليها. لها حق الخلوة بنص القرآن لنقطع التخرصات، هل ترى أنه يجوز للبنت، أي بنت، الخلوة مع أبيها؟ ٭ نعم، هذا الأصل، للبنت أن تخلو مع أبيها ومع أخيها، وبعمها وخالها ومحارمها، وهذا بنص القرآن، لكنه إذا كان عند الأب مرض نفسي أو شذوذ يؤدي به لاغتصاب أخته وبنته، كما يكون مع الابن المتعاطي للمخدرات الذي يمكن أن يغتصب أمه أحيانا، فمثل هذا لا تجوز الخلوة به، لأن هذا الأمر المباح وهي الخلوة قد تؤدي إلى أمر محرم وهي الفاحشة وما شابه ذلك فيصير المباح حراما بالتالي. برأيك لماذا هذا التقصد للشيخ العريفي من الصحافة مؤخرا؟ ٭ والله أنا أحق أن أسأل مثل هذا السؤال، وحقيقة أنا لا أدري لماذا هذا التقصد، ولا أدري إن كان هذا خاص بي أو عام لي ولغيري، لكن أسأل الله الهداية للجميع، ولبعض الإخوة إجابة على ذلك وهو أني العبد الفقير إلى الله قد يكون لي تأثير كبير من خلال الإعلام أو شريحة الشباب والبنات خاصة، مما يسبب غيظ عند من يخالفنا عقائديا وفكريا. لا أعرف أسماء الكتّاب ولا مناهجهم البعض رأى في خطبتك التي هاجمت فيها كتاب الصحافة نوعا من التشفي واستغلالا للمنبر في غير محله، فما تعليقك؟ ٭ ليس بيني وبين الصحافيين عداوة، ولم يسبق للصحافة أن تناولت الحديث عني بالسوء إلا مرة أو مرتين، ولست قارئا للجرائد، أنا أجزم وأقسم لك أني لا أذكر أني اشتريت جريدة خلال ال 10 سنوات الماضية أبدا، وإنما أطلع على بعضها من الإنترنت لمتابعة الأخبار المهمة، والتي قد تأتيني عبر خدمة sms، بل لا تأتيني الجرائد إلا في الطائرة في أغلب الأحيان، ولذلك الكتّاب لا أعرف أسماءهم ولا مناهجهم لأني لست متفرغا لمثل ذلك، فأنا منشغل بمشاريعي الدعوية التي أعمل بها، وأما من تكلمت عنهم فقد كنت أتكلم عنه في معرض ثنائي على قرار الملك عبدالله، حفظه الله، في منع الصحافة من الوقيعة في العلماء، حيث وصل الأمر في صحافتنا إلى رسم كراكترات لبعض العلماء، وإلى وصف الشيخ عبدالله المطلق العالم الجليل بأنه وعل، وصحافي آخر يزعم أننا لا نحتاج الى أن نغسل الميت إذا توفي وأن غسل الأموات من التخلف، وطالب أن يوضع الأموات المسلمين في أكياس بلاستيكية صحية ثم تدفن، وبعض صور الاستهزاء الأخرى، عبر السخرية من رموز الدين وشعائر الإسلام، وكنت في تلك الخطبة أتحدث عن الكتّاب أمثال هؤلاء الذين يقدحون في ثوابت الدين. وأنا أعرف عددا من الكتاب فضلاء، كالكاتب خالد السليمان والكاتب صالح الشحي وغيرهما من الفضلاء، يكتبون في قضايا المجتمع وهؤلاء لم يثوروا ولم يكتبوا كلمة إساءة عن الخطبة، لأنهم يعرفون أنني لا أقصدهم، لكن كما يقول الإخوة المصريين «اللي على راسه بطحة يحسس عليها»، فمن عرف من نفسه أن لديه مشاكل ومخالفات شرعية عرف أن العريفي يقصدهم فثار، لأنني إنما ذكرت وصفا، فمن انطبق عليه هذا الوصف زعل، وأنا لم أقل كل الكتاب، إنما فصلت ثوبا فمن رأى أن هذا الثوب يناسبه زعل. سأرفع قضايا عليهم أخيرا، هل تخطط بالرد على مخالفيك عبر كتابة المقالات أو برفع قضايا عليهم في المحاكم؟ ٭ لا، يا أخي، أنا مشغول عن الرد في مقالات، وأما ما يتعلق بالقضايا فقد وكلت بعض المحامين الذين بدأوا يجمعون الكتابات المسيئة، ومن الأسبوع القادم سترفع القضايا بإذن الله، ويتوقع أن يستدعى عدد منهم في لجان قضائية في وزارة الإعلام أو عند المحاكم مع مطلع الأسبوع القادم بإذن الله.