الرياض - السعودية يكثر في لغتنا العربية استخدام بعض المفردات في غير مكانها أو بتغيير حركاتها فيتغير معناها، وسأتناول بعضاً منها هنا من أجل التوضيح، وقد ركّزت على الأكثر شيوعاً واستخداماً سواء في المجال الإعلامي أو غيره من المجالات. أحناء صدره.. لا حنايا صدره كثيراً ما نسمع البعض يقول: الحنايا أو حنايا الصدر أو لحن الحنايا، وهذا غير صحيح، والصواب: أحناء الصدر، لأن الأحناء هي أضلاع الصدر، مفردها "حِنْو" كما في المعاجم اللغوية، جاء في الوسيط: "الحِنْو" كل شيء فيه اعوجاج كالضلع، والجمع أَحْناء، وحُنِيّ".. أمّا "حنايا" فهي جمع "حَنِيّة" وهي القوس، يقال: خرجوا بالحنايا يبتغون الرّمايا. الأخطار.. لا المخاطر ونسمعهم يقولون: هذه أرض كثيرة المخاطر، وهذا غير صحيح، والصواب: كثيرة الأخطار.. لأن جمع "خَطَر" أَخْطَار.. كما في المعاجم اللغويّة كالمصباح والوسيط.. جاء في المصباح: "الخطَر": الإشراف على الهلاك، وخوف التلف.. والجمع "أخطار" مثل "سَبَب وأسباب". في ضوء ذلك.. لا "على ضوء ذلك" هناك من يقول - خاصة الكتّاب - على ضوء ذلك أقول كذا، وهذا غير صحيح، والصواب أن يقال: في ضوء ذلك.. أي باستعمال حرف الجر "في" لا "على"، لأن الإنسان يرى في الضوء، وليس عليه.. وهذا الذي يناسب المعنى ويتناسب مع الاستعمال اللغوي الصحيح. دَقَقْت.. لا دَقَّيْت نسمع من يقول: دَقَّيْتُ الشيء، وهذا غير صحيح، والصواب: دَقَقْتُ الشيء بفكّ الإدغام.. أي بجعل القاف المشَدَّدة قافين كما في كتب الصرف، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح، جاء في المصباح المنير: "دَقَقْتُ الشيء دَقّاً".. وهذا مماثل للأفعال المضعَّفة الثلاثية أي المشدَّدة مثل: مَدَّ، عَدَّ، ردَّ، إذا أُسندت إلى ضمير رفع متحرك فإنه يقال فيها: مَدَدْتُ، وعَدَدْتُ، وردَدْتُ.. ونحو ذلك. الوَسَاطة.. لا الواسطة يقولون: عند فلان واسطة، أو يبحث فلان عن واسطة للحصول على وظيفة، وهذا خطأ، والصواب: وَساطَة، لأنّ "الواسطة" كما في المعاجم جوهر القلادة الذي في وسطها، أما "الوَساطة" فهي التوسّط بين الناس من أجل تحقيق منفعة بين اثنين من أجل صُلح ونحو ذلك.. جاء في المختار: "والتوسّط بين الناس من "الوَسَاطَة".. و"واسطةُ" القلادة: الجَوْهَرُ الذي في وسَطِها وهو أجودها. الوَسْوَاس.. والوِسْوَاس يخلط كثيرون بين كلمتي الوَسْوَاس بفتح الواو، والِوسْوَاس بكسرها.. فيستعملون إحداهما مكان الأخرى مع أن بينهما فرقاً، يقولون مثلاً: نعوذ بالله من الوِسْوَاس؛ بكسر الواو، وهذا خطأ، والصواب: الوَسْوَاس، بفتحها.. والفرق بينهما أنَّ "الوَسْوَاس" بفتح الواو: الشيطان، ومرض يختلط معه الذَّهن، أمَّا "الوِسْوَاس" بكسر الواو فهو الكلام الخفي، مصدر "وَسْوَسَ" يقال: وَسْوَس وِسْوَاساً أو وَسْوَسَةً أي الحديث بما لا نفع فيه ولا خير، أو الكلام الخفيّ المختلط غير الواضح. اسْتَرَاحَ.. لا ارْتاحَ يقولون: ارْتاحَ فلان.. يريدون: اسْتَرَاحَ، وهذا غير صحيح لأن الفعل "ارْتاحَ" لا يحمل معنى "اسْتَراحَ"، والصواب أن يُقال: اسْتَرَاحَ فلان؛ لأن "ارتاحَ" كما في المعاجم معناه: نَشِطَ وسُرّ بالشيء، جاء في الوسيط: "ارْتاحَ" للأمر: نَشِطَ وسُرّ به.. و"اسْتَرَاح": وَجَدَ الراحَة. وفي المصباح: "الراحة": زوال المشَقَّة والتعب، وأَرَحْتُه: أسقطت عنه ما يجد من تعبه، فاسْتَراحَ. مَأْزِق.. لا مَأْزَق يقولون: هو في مَأْزَق - بفتح الزاي - وهذا خطأ، والصواب: هو في مَأْزِق - بكسر الزاي - أي في موقف حَرِج، لذا فاسم المكان "مَأْزِق" على وزن "مَفْعِل". وهذا هو القياس الذي نَصّت عليه المعاجم اللغوية كالمعجم الوسيط، وغيره. بدل مفقود.. لا بدل فاقد يقولون: بدل فاقد.. وهذا خطأ، والصواب: بدل مفقود، لأن "فاقد" اسم فاعل وهو مَنْ فقد الشيء.. ومفقود "اسم مفعول" وهو الشيء المفقود. أكْفاء.. لا أكِفّاء الكفْء: المماثل، والقوي القادر على تصريف الأمور، والجمع أكْفاء.. ولا يقال: أكِفّاء؛ لأنه جمع كفيف، وهو من ذهب بصرُه. لافت.. لا ملفت يقال: هذا المنظر ملفت للنظر.. وكلمة "ملفت" اسم فاعل من فعل رباعي لم يرد عن العرب؛ فالفعل (ألفت) لم تشر إليه المعاجم العربية؛ لذلك يقال: لافت للنظر؛ لأن فعله "لفت". وأخيراً.. تلحق نون الوقاية "ليت" فتقول "ليتني".. ولا تلحق "لعل" لعلني؛ فهي من الأخطاء الشائعة بين الناس، والصواب "لعلِّي".. قال تعالى: "لعلّي أبلغ أسباب".