ما تعريف الخطأ في اللغة؟ قد يقول البعض إن الخطأ اللغوي أنواع، فهناك خطأ في النحو، وهناك خطأ في الدلالات، وهناك خطأ في الاشتقاق أو التصريف أو الجمع، الأخطاء اللغوية ليست واحدة، وأن كانت تعني جميعها مخالفتها لما تقوله معاجم اللغة المعتمدة، فالحكم بصواب اللغة أو الخطأ فيها يتوقف على اتفاقها أو منافاتها لما تقوله تلك المعاجم، وليس على فهم الناس لما يقال، ففي أحيان كثيرة يتعارف الناس على دلالات لغوية معينة واشتقاقات جديدة، فتضحي مفهومة لديهم حتى وإن كانت في قواعدها العلمية مخالفة لما أسست عليه اللغة. وهذا ما يسمى بالأخطاء اللغوية الشائعة. وفي هذا العصر توجد أخطاء لغوية كثيرة تشيع في أحاديث الناس وفي كتاباتهم مثل قول (تواجد) بمعنى (وجد) و(تم استجواب فلان) في مكان (استجوب فلان)، وقول (يتأمل) والمراد (يأمل)، وقول (هكذا أمر) بدلا من (أمر كهذا)، و(نفذ) والمراد (نفد)، و(أجرى عملية) والمقصود (أجريت له عملية)، وغيرها كثير مما لا يمكن حصره هنا من الأخطاء الشائعة التي يتداولها الناس على أنها لغة صحيحة لا يرون فيها تحريفا ولا خطأ. مثل هذه الأخطاء التي يكثر ظهورها في الصحف وبين الكتاب والمذيعين ومقدمي البرامج في الإذاعات، هل ينبغي تصحيحها وتنبيه قائليها إلى أنهم قد خالفوا الصواب، أو يحسن السكوت عنها وتركها تمر انطلاقا من القول بأن الخطأ اللغوي متى شاع صار كالصواب؟ ومتى قلنا بالسكوت عنها وتجاوزها، هل يصح أيضا أن يمتد هذا الحكم ليشمل الأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية والمؤلفات الرصينة؟ إن هذه المشكلة تواجهنا كثيرا عند مناقشة أبحاث الطلاب أو خطط أبحاثهم لنيل الماجستير والدكتوراه، حيث تكتظ كتاباتهم بالأخطاء اللغوية الشائعة. فما هو التصرف الأمثل معها؟ هل يحسن بنا أن نقبلها بحجة أنها أخطاء باتت شائعة التداول بين الناس أكثر من الأصل الصحيح؟ أم أن احترام اللغة وواجب الحفاظ عليها يحتم رفض تلك الأخطاء والإصرار على تصويبها باعتبار أن الوعاء الذي تظهر فيه هو وعاء علمي ومن المعيب أن يتضمن أخطاء لغوية حتى وإن كانت شائعة؟ ليس هذا فحسب، وإنما هناك أيضا من يرى أن التمسك بالاشتقاقات اللغوية التقليدية والتشبث الحرفي بقواعد اللغة هو مما يخنق اللغة ويحرمها من النمو والتجدد، وأن إطلاق صفة أخطاء شائعة على ما يخالف اللغة التقليدية تسمية غير صحيحة تنبع من فكر تقليدي متيبس يريد أن يغلق نوافذ التجديد في اللغة. ووجود مثل هذه الاختلافات في الرأي يزيد من البلبلة والحيرة في التعامل مع الأخطاء الواردة في ثنايا الكتابات! فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة