مكة أون لاين - السعودية لكل مهنة أو ميدان معرفة مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي يلتزمها منتسبوها. لا يوجد مهنة بدون أخلاق، وحتى الرياضات لها أخلاقها الخاصة، الحرب نفسها ينظر الإنسان عن أخلاقيتها وعن «الحرب العادلة» بسرعة متزايدة. لكل مهنة «ميثاق شرف مهني» يحدد واجبات وحقوق كل منتسب لها، في ويكيبيديا الفرنسية قرأت «الصحافة هي النشاط الذي يتمثل في جمع والتحقق من والتعليق على الوقائع عبر وسائل الإعلام من أجل تقديمها للرأي العام، مع احترام أخلاقيات الصحافة»، وقادني الاهتمام إلى نص «ميثاق الواجبات المهنية للصحفي الفرنسي». هذا الميثاق كتب أول مرة عام 1918، عبر النقابة الوطنية للصحافة. ثم أعيدت صياغته مرتين عام 1938 وعام 2011. وتبدأ الوثيقة بالنص التالي «حق الجمهور في معلومات صحيحة وكاملة ومستقلة وحرة وتعددية هو ما يوجه الصحفي نحو الإيفاء بمهمته، وهذا الالتزام منه تجاه المواطن يعلو على كل ما عداه». الوثيقة تسرد المبادئ التي يجب أن يلتزمها ويتحلى بها أي صحفي «يستحق هذا الاسم». مثلا «على الصحفي أن يتحمل المسؤولية تجاه إنتاجه الصحفي حتى لو نشره باسم مستعار». وأن «يتحلى بالحرص الشديد للتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها». ومن المبادئ الأخلاقية التي يجب على الصحفي احترامها الدفاع عن حرية التعبير والتعليق والنقد. نشر الشائعات مثلا أو الأخبار المغلوطة أو التي هدفها تضليل الجمهور تخرج بالصحفي من شرف المهنة ويصبح غير جدير بمهنة الصحافة. وحسب الوثيقة فإن الصحفي الجدير بهذا الاسم لا يقبل أموالا من أي أحد للتأثير على ما يقدمه للجمهور، أو يستخدم اتصالاته وتأثيره للتأثير في الجمهور أو الرأي العام لصالح أحد على حساب المصداقية. من أكثر المبادئ التي استوقفتني في الوثيقة المبدأ الأخير: على الصحفي ألا يخلط بين دوره (في المجتمع)، ودور الشرطي أو القاضي. هناك الكثير من صحفيينا يضعون أنفسهم مكان الشرطي أو القاضي، ولا يدافعون عن حرية التعبير، وأسهل ما يقومون به على وسائل التواصل الاجتماعي هو حظر الناس حين تسألهم عن مصادرهم أو تطلب حرية الاختلاف. أعرف أن لدينا هيئة للصحفيين، ولدينا جمعية لكتاب الرأي في الصحف، ولكني لا أعرف فيما إذا كان أعضاء أي منهما قد توافقوا على ميثاق للشرف المهني يعبر عنهم. وفي حالة كان موجودا، هل تحاسب الهيئة وتسحب رخصة من لا يفون بشرف المهنة؟ [email protected]