أكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة البحرينية سميرة إبراهيم بن رجب على أن حرية الصحافة تمثل جزءا لا يتجزأ من مفهوم الديموقراطية، وأن بناء الديموقراطية في الدول يجب أن يكون مرتبطاً بالسياق التاريخي والتطور الطبيعي لشعوبها التي تختلف في تاريخها ونظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وثقافاتها المحلية. وقالت خلال افتتاحها صباح أمس بمدينة المنامة ورشة سبل تعزيز الحريات الصحفية في الوطن العربي التي ينظمها اتحاد الصحافة العربية بالتعاون مع جمعية الصحفيين البحرينية بأنه من الخطأ اعتبار مفهوم الديموقراطية واحداً وحيداً لا وجود لغيره ويجب تطبيقه على الشرق كما على الغرب رغم الاختلافات الثقافية والقيم السياسية والاجتماعية بين شعوب العالم. وقالت إن التطرق لموضوع حرية الصحافة وسبل تعزيزها في الوطن العربي ليس بالأمر الجديد نافية أن يكون خاصاً للمنطقة العربية، وقالت إنه موضوع قديم وجدلي يتجدّد من حين لآخر ويخص جميع بلدان العالم بما فيها الأكثر ديموقراطية نتيجة التطورات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية وغير العربية بشكل عام. وأعربت عن اعتقادها بأن حرية الصحافة لا يمكن أن تكون العمود الفقري لبناء الديموقراطية إلاّ إذا ارتبطت بمفهوم المسؤولية المجتمعية للممارسات الصحفية التي يُطرح عندها ألف سؤال حول حدود حرية الصحافة ومدى التزامها بالمهمة الأصلية التي اقترنت بوجودها المتمثلة بقيامها بدورها الإيجابي تجاه المواطن وتعاونها مع مكونات المجتمع ضمن فلسفة حق الممارسة الصحفية وما يقابلها من احترام لأخلاقيات المهنة. وأكدت خلال حديثها على أن مملكة البحرين بتجربتها الإعلامية تواصل مسيرتها بخطى ثابتة في عملية الإصلاح السياسي والتطوير المجتمعي والدفاع عن حرية الرأي والتعبير ودعم ممارسة الصحافة الحرة والمسؤولة التي بدأت منذ المشروع الإصلاحي لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة معربة من خلال حديثها عن إيمانها القاطع بأن مجال الإعلام والاتصال هو المحرّك الرئيسي للحوار والنقاش داخل المجتمع مشددة على ان أمن الوطن ورعاية مصالحه العليا يبقى فوق كل اعتبار مهما اختلفت وتعدّدت الآراء بين مكونات المجتمع الواحد. وعن أخلاقيات المهنة التي يجب أن يتحلى بها كل منتسب للصحافة قالت تلك المسألة لاتزال تعاني من قصور شديد رغم التحولات الكبيرة التي يشهدها الإعلام والاتصال حول العالم مطالبة المؤسسات الإعلامية والصحفيين ببذل الجهد في سبيل التثبت من المعلومة والتحقق من مصادر الأخبار والحرص على تطبيق المعايير السليمة في العمل الصحفي والإعلامي من خلال الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية ووضع مبدأ المسؤولية المجتمعية لوسائل الإعلام كشرط من شروط دور الصحافة في البناء والتطوير المجتمعي. وأكدت أن الصحافة العربية تحتاج إلى مزيد من الانفتاح والحرية حتّى تتمكن من ممارستها لعملها على أكمل وجه على أن لا تفهم هذه الحرية على أنها صكّ أبيض يستخدم في جميع الاتجاهات بدون ضوابط أو قيود مما ينتج عنه فوضى لا تحمد عقباها بسبب تحول الصحافة من أداة بناء إلى أداة هدم مجتمعي بسبب عدم احترامها حدود الحرية المكفولة. وقالت إن اللوم لايمكن حصره في أصحاب المهن الصحفية بل أنه يأتي أيضا من الدول التي لا توفر الإطار التشريعي والقانوني المنفتح وميثاق الشرف الصحفي أو الإعلامي المتطور الذي يجعل من الصحفي شريكا فاعلا في المجتمع يبرز الحقائق ويمارس النقد البنّاء الذي يصب في المصلحة العامة للوطن. وعن أفضل الطرق المعززة للحريات الصحفية في الوطن العربي أكدت أن ذلك يكمن في تحديد المفاهيم بكل دقة وعدم الخلط بين وسائل الإعلام المؤسسية والممارسات الفردية عبر التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالميديا الاجتماعية ووضع التشريعات والقوانين المتطورة والمنفتحة التي تحمي الصحفيين وتعزّز حرية الرأي والتعبير والعمل ضمن فلسفة المسؤولية المجتمعية للصحافة والتطبيق الصارم لمعايير احترام أخلاقيات المهنة. واختتمت حديثها بالشكر والتقدير لاتحاد الصحافة العربية ولجمعية الصحافيين البحرينية على تنظيم هذه الورشة التي وصفتها بالمهمة متمنية لهم النجاح والتوفيق في أعمالهم كما قدمت التهنئة لأعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين البحرينية الجديد الذي أفرزت عنها الانتخابات الأخيرة.