المدينة - السعودية "الوحدة الوطنية هي خط أحمر، كل مواطن على هذه الأرض الطاهرة مسؤول عن الذود عنه وحمايته من دعاة الفرقة سواء كان ذلك على تويتر أو خارجه." تحدثت في مقالات سابقة عديدة عن خطورة ما يجري على شبكات التواصل الاجتماعي من ممارسات لم يعد بالإمكان الاستهانة بها أو تجاهلها ولا حتى تبريرها بأعذار من قبيل "حرية التعبير" أو حسن النية. أحد أشكال تلك الممارسات تتمثل في التأييد الصريح أو الضمني لبعض الجماعات أو الأحزاب الإرهابية أو تحريض الشباب وصغار السن على الخروج للقتال في بعض المناطق المضطربة وذلك باستخدام وسائل مختلفة تعتمد على تجييش العواطف إما عبر توظيف فضل الشهادة وكرامتها أو اللعب على أوتار الطائفية والمذهبية سنية وشيعية وغيرها، وقد شاهدنا لقطات لشباب في سن الزهور تم أسرهم في مواطن القتال وذكروا جميعاً أنه تم تجنيدهم عبر تلك الشبكات. إن المنطقة العربية تمر حالياً بمرحلة هي الأخطر في تاريخها حيث احترقت منها دول عربية بشكل شبه كامل، بينما تئن دول أخرى تحت وطأة الدسائس والمؤامرات والأحقاد. هذا هو واقع الصورة القاتمة التي تحيط بنا من كل جانب والتي لن أتردد في وصفها بأنها وضعتنا في حالة حرب غير معلنة تستلزم منا التوحد على قلب رجل واحد ضد كل من يحاول استنساخ تلك التجارب القبيحة التي استغلت نيران الفتنة والتناحر في دول عربية عديدة مفقدة إياها لذة الأمن والأمان ومدمرة اقتصادها وبُناها التحتية ومحولة إياها إلى خراب شامل. نعم نحن في ظل كل هذه الفتن والحرائق التي تحيط بنا أصبحنا في حالة حرب تستلزم منا أيضاً أن نتصدى للمرجفين. والمرجفون هم قوم من المسلمين ينطقون بالأخبار الكاذبة حباً للفتنة وتهييج الناس ونشر الاضطراب والبلبلة بينهم. والمرجفون موجودون منذ زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا يخبرون المؤمنين بما يسوؤهم من عدوهم، وقال تعالى عنهم: "لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا" كنت أرغب في الكتابة عن مرجفي زماننا هذا الذين حاولوا استغلال الأحداث الأخيرة في اليمن وسيطرة الحوثيين على صنعاء لشق الوحدة الوطنية في بلدنا -وذلك بقصد منهم أو دون قصد- عبر الانتقاص من الولاء الوطني لجزء عزيز من أبناء هذا الوطن في نجران، كما كنت أرغب في الكتابة عن أولئك الذين لم تتفق ميولهم مع مواقف المملكة الصارمة في محاربة الإرهاب وبشكل خاص إرهاب داعش وجرائمها البشعة المسيئة للإسلام والمسلمين. كنت أرغب في الكتابة عن الذين دأبوا على دس السم في العسل عبر تغريداتهم ولم يفوتوا مناسبة دون إيقاد نار الفتنة المذهبية والطائفية بين أبناء الوطن الواحد، لكن معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجة سبقني بمجموعة من التغريدات الوطنية المعبرة والتي تختصر كثيراً من الكلام، قال فيها: تصوير الحرب على الإرهاب على أنها حرب على العزل والمسلمين كذب وتعاطف مبطن مع الإرهاب. المزايدة على مواقف المملكة في دعمها لحقوق الشعوب الشقيقة والمجاورة أو رفضها للإرهاب أمر غير مقبول. تحية لفرسان الأمن البواسل لدفاعهم عنا ودحر المجرمين في الداخل والخارج. الوحدة الوطنية خط أحمر. نجران كريمة الأرض نبيلة الأهل وطنية العطاء. الوطن في مرحلة مواجهة، والمنطقة في مرحلة غليان ويجب أن لا نسمح لأهل الفتن بتعكير الصفو وإشاعة البلبلة والإرجاف. الشكر لكل مواطن ولكل مغرد يتصدى لدعاة الفرقة وبعثرة الصف. فكما قال معالي الوزير، فإن الوحدة الوطنية هي خط أحمر، كل مواطن على هذه الأرض الطاهرة مسؤول عن الذود عنه وحمايته من دعاة الفرقة سواء كان ذلك على تويتر أو خارجه.